كرم مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت يوم الخميس أوائل طلاب الثانوية العامة على مستوى المحافظة للعام الدراسي 2015- 2016م ،تقديرا لتميزهم وتفوقهم في التحصيل العلمي وذلك في احتفال كبير وبهيج احتضنته قاعة الاحتفالات الكبرى بمكتب التربية والتعليم تحت رعاية محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك . وفي الاحتفال القى وكيل محافظة حضرموت لشؤون الفنية المهندس محمد أحمد العمودي كلمة السلطة المحلية نقل في مستهلها تحيات محافظ المحافظة اللواء احمد سعيد بن بريك ووكيل المحافظة الأول الشيخ عمرو بن حبريش ومباركتهم اقامة هذا الاحتفال لتكريم الطلاب الأوائل في مرحلة التعليم الثانوي في قسميها العلمي والأدبي مهنيئًا أوائل الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وكافة التربويين الذي كان لهم الفضل بعد الله في تعليم هؤلاء المتفوقين.
وأشار المهندس العمودي إلى أن تكريم المتفوقين يعكس مدى الاهتمام بالتعليم وتشجيع ابناءنا الطلاب على المثابرة والاجتهاد وخلق التنافس الذي يحقق مستوى عال من النجاح في التحصيل العلمي مؤكدًا بأن ذلك يعكس نفسه إيجابا على مستقبلهم التعليمي وحياتهم العملية , مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل قيادة مكتب التربية والتعليم وما حققه من نجاحات وشراكته الفاعلة والايجابية مع مختلف المؤسسات والشخصيات الداعمة للتعليم في التغلب على الكثير من الصعوبات والعراقيل التي فرضتها ظروف المرحلة الصعبة والاستثنائية والإسهام في استقرار الدراسة والاهتمام بالتعليم بوصفه مفتاح التنمية وركيزة النهوض في بناء المجتمع وتطوره.
وأكد وكيل المحافظة حرص السلطة المحلية على مساندتها لكافة المساعي والجهود الهادفة الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق المزيد من النجاحات حاثًا على مواصلة دعم مسيرة التعليم وإسناد جهود مكتب التربية والتعليم على خلق استقرار تعليمي في العام الدراسي القادم وخلق مزيد من الشراكة بين المكتب ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني وفاعلي الخير والشخصيات الاجتماعية في سد العجز في المعلمين وتوفير متطلبات الاستقرار التعليمي في المحافظة .
بدوره أستعرض مدير مكتب التربية والتعليم جمال سالم عبدون حصيلة العام الدراسي الماضي وما شهده من تحديات وخاصة في تغطية العجز الكبير في المعلمين ممن ذهبوا إلى المعاش التقاعدي الذي بلغ (829) معلماً ومعلمة لم يتم التعويض عنهم في الميدان التربوي والتعليمي، مؤكدًا بأن الظروف الصعبة والاستثنائية التي مرّت بها حضرموت والوطن استدعت "مطالبة المؤسسات والهيئات والشخصيات الداعمة للقطاع التربوي والتعليمي بالتعاقد لسد هذا العجز، فاستجابت مشكورة مؤسسات العون للتنمية وحضرموت للتنمية البشرية وصلة ودوعن للتنمية وهيئة تطوير خيلة بقشان وشركتا العمقي والبسيري للصرافة ومؤسسة السرين وجمعية الحكمة وجمعية الأمل وبعض الشخصيات والأهالي" لنتمكن بهم ومعهم من مواجهة هذه المشكلة من خلال تعاقدهم مع (753) معلماً ومعلمة لينطلق العام الدراسي الماضي لتحقيق جملة من المكاسب والانجازات من أهمها التفويض الوزاري الذي منح لأول مرة لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة بوضع وإعداد أسئلة اختبارات إنهاء المرحلة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي وطباعتها بالمطبعة السرية بالمحافظة إلى جانب أسئلة اختبارات إنهاء المرحلة الأساسية إضافة إلى حصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الاختبارات التكميلية لشهادة تعليم القرآن الكريم وتنظيم المعرض العاشر للوسائل التعليمية من خامات البيئة المحلية الذي استضافته قاعات مركز النور للمكفوفين وتدريب المعاقين بالمكلا وإقامة الحفل الختامي الخطابي والفني والتكريمي لمسابقات الأنشطة اللاصفية على مستوى المحافظة بالتزامن مع احتفال المكتب بيوم المعلم السنوي. ومن الانجازات التي تحققت استكمالاً لسير العام الدراسي واستقراره النجاح في العملية الامتحانية للعام الدراسي 2015 – 2016م وهنا علينا في البداية وإحقاقاً للحق أن نتقدم بالشكر والتقدير والعرفان وأعرب عبدون عن الشكر والتقدير للأخ اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك محافظ محافظة حضرموت على مساندته لجهود مكتب التربية والتعليم على استكمال سير العام الدراسي 2015-2016 وخلق نجاح في العملية الامتحانية وكذا بتوجيهاته ومتابعته مع الوزارة التي أثمرت على أحقية تقديم الامتحانات لمراحل النقل والشهادتين الأساسية والثانوية بعد تأكيدنا له استنهاج مدارسنا للمقررات الدراسية انطلاقاً من التقارير التي رفعت من الإدارات التربوية والتعليمية بالمديريات والتأكد من ذلك من خلال النزولات الميدانية والاستطلاعية على جميع مديريات المحافظة، مشيرًا إلى أن هذه المساندة من الأخ المحافظ كان بمثابة دافعاً لنا في تنفيذ خطة الإعداد والتهيئة للعملية الامتحانية بعد منحنا التفويض الوزاري الذي أيضاً ساهم المحافظ بقوة في حصولنا عليه وزارياً ليكلل بتدشينه اختبارات إنهاء المرحلة الثانوية العامة بثانوية سبأ الثانوية للبنات بمنطقة روكب في الثاني عشر من مايو الماضي. وأضاف : "ليس هذا وحسب بل يتمثل اهتمام الأخ محافظ المحافظ بالقطاع التربوي والتعليمي من خلال حرصه الشديد على تذليل الصعاب وتلافي المشكلات واقترابه المستمر من معضلاته ومتابعته الحثيثة لتجاوز مشكلة العجز في عدد المعلمين الذي بلغ هذا العام (1052) معلماً ومعلمة ووضع الحلول الواقعية التي تسهم في بدء عام دراسي جديد بعيداً عن أية تعثر أو إرباك مع انطلاقته المرتقبة في نهاية سبتمبر القادم، إضافة إلى متابعته مع هيئة الهلال الأحمر الاماراتي في ترميم ثلاث مدارس بمدينة المكلا وتجهيزها مع تجهيز ثلاث مدارس جديدة أخرى ستدخل الخدمة التشغيلية بمدينة المكلا هذا العام " .
وأكد مدير التربية والتعليم ان من بين الانجازات التي نفتخر بها في قيادة التربية والتعليم بالمحافظة "افتتاح ثلاث مدارس مسائية بمديريات المكلاوالشحر وغيل باوزير لموظفي الدولة الذين لم يستكملوا تحصيلهم العلمي إضافة إلى القطاع الخاص والطلاب الذين تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من استكمال مراحلهم الدراسية في السنوات الماضية، إضافة إلى افتتاح مدارس للبنات مسائية تصب في السياق ذاته بالمديريات الثلاث ذات الكثافة السكانية مرحلياً والطموحات أكبر وأكثر في هذا الاتجاه، كما عملنا خلال الفترة الماضية على افتتاح (5) مدارس لتعليم القرآن الكريم بالمكلا، لافتًا إلى أنه سيتم هذا العام التوسع بافتتاح مدرستين في مديريتي الشحر وغيل باوزير وترك الباب مفتوحاً لكل مديرية من المديريات تجد لديها الإمكانيات والكادر الذي يمكنها من الشروع في افتتاح مدارس لتعليم القرآن الكريم والمسائية التعليمية.
وأشار عبدون إلى أن هذه الانجازات والإبداعات المحققة قد مكن القطاع التربوي والتعليمي بالمحافظة من " الحصول على شهادة شكر وتقدير وتميز من وزارة التربية والتعليم بعدن كأفضل قطاع تربوي وتعليمي على مستوى محافظات الجمهورية المحررة " بالإضافة إلى حصوله لأول مرة على مستوى مكاتب التربية والتعليم بمحافظات الجمهورية على "موافقة الوزارة ممثلة بقطاع التوجيه والمناهج لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة بقيام التوجيه التربوي والتعليمي بالمحافظة بإجراء الاختبارات الخاصة باختيار موجهي المواد الدراسية لسد الشواغر التي تعاني منه الإدارات التربوية والتعليمية بمديريات المحافظة كافة للوصول إلى حالة الاكتمال في المناطق التوجيهية بمديريات حضرموت الساحل جميعها والتي ستقوم بواجبها عند توفر المعلمين البدائل عنهم" . ولفت مدير التربية والتعليم بساحل حضرموت إلى أنه سيتم قريبًا "وضع وإعداد منهاج موحد على مستوى رياض الأطفال بالمحافظة للفئات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى" ،منوهًا في هذا الاتجاه إلى أنه تم خلال السنوات الثلاث على تشكيل اللجان الفنية المختصة واختيار المربيات اللواتي يحملن الخبرات التراكمية المتميزة والشهادات التخصصية من مديريات المكلاوالشحر وغيل باوزير لوضع التصورات بالمنهاج ومناقشتها وتقييمها وتقويمها المستمر من المكاتب الفنية بالمكتب وعقد الورش الموسعة واللقاءات المكثفة للخروج بمنهاج يلبي الطموح ونخضعه للاختبار العملي والميداني لثلاث سنوات قادمة، مؤكدًا بأن "هذا المشروع يعد سابقة جديدة لم تشهدها محافظات الجمهورية ويؤكد على كفاءة الكادر التربوي والتعليمي بحضرموت وقدراته وإمكاناته التربوية والتعليمية والفنية والإشرافية" , معبرًا عن أمله أن يحظى هذا الانجاز التاريخي لحضرموت بدعم وتمويل طباعته حتى نتمكن من إقراره واعتماده للعام الدراسي الحالي .
وتطرق مدير مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت إلى العلاقات الثنائية مع عدد من المؤسسات الداعمة للقطاع التربوي والتعليمي واصفًا إياها بأنها "ثنائيات ناجحة" تجلت بصورة رائعة في برنامج الدبلوم المهني لمعلمات الريف الذي بذلت جهود كبيرة مع الوزارة لاعتماده وإقراره لتظهر أولى ثماره من خلال تطبيقه بمديرية دوعن لعدد (32) من خريجات المديرية في الثانوية العامة موضحًا بأن هذا البرنامج النوعي والجاد "ترجمة العلاقة الثنائية الجيدة والشراكة المتميزة بين مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومؤسسة طيبة للتنمية الذي شارف على الانتهاء بعد تنفيذه بكوادر مؤهلة من المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين وكوادر التوجيه التربوي بالمحافظة والمديرية لتكون أولى نتائجه استمرار الفتيات في التحصيل العلمي ما بعد الثانوية العامة وتأهيلهن ليصبحن معلمات يعملن على سد العجز في مدارس تعليم البنات"، لافتًا إلى أن هذا النجاح "حفّز مؤسسة صلة لتمويل برنامج آخر بعدد (60) من مديرية دوعن كذلك، وحرصاً منّا على تعميم فائدته على المديريات التي تعاني من نقص في المعلمات دفعنا بكل أدبيات هذا البرنامج إلى مديري الإدارات التربوية والتعليمية بالمديريات للعمل على تسويقه للجهات الداعمة بمديرياتهم " .
وكشف عبدون بأن خطة التدريب والتأهيل المحلية قد استهدفت (1620) كادراً تربوياً وتعليمياً واستهدفت برامج التدريب والتأهيل المشتركة مع المؤسسات المجتمعية الداعمة (510) كادر تربوي كحصاد ل (15) برنامجاً تدريبياَ مؤكدًا الحرص على وضع خطة واقعية في هذا المجال تشمل التنوع في الدورات التدريبية وورش العمل لتستهدف شرائح العمل التربوي والتعليمي كافة . مشددًا على "أهمية الاستمرار في تحقيق نجاحات قادمة والعمل بمزيد من التناغم والتكاتف المسؤول بين جميع الأطر التربوية والتعليمية بالمحافظة والمديريات بما من شأنه مواجهة الكثير من المشكلات برؤية موحدة وعميقة تبحث عن الأصلح والأنفع للواقع التربوي والتعليمي".
وفي الاحتفال القت الطالبة المتفوّقة عائشة عبدالله محمد بن طاهر من ثانوية البنات بمديرية غيل باوزير كلمة المكرمين عبرت فيها عن الشكر والامتنان لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة وعلى رأسه الأستاذ الفاضل جمال سالم عبدون لحرصهم على إقامة هذا الحفل التكريمي وجعلنا نجتمع لكي نحتضن لحظة التفوٌق والتميز على مستوى المحافظة بحضور هذا الجمع الكبير من المحبين للعلم والنور والمعرفة.
وقالت : "لم يكن الوصول إلى منصة التتويج سهلة أو مفروشة بالورود، ولكنها كانت رحلة صعبة تحتاج إلى مثابرة واجتهاد واعتماد على الذات واستغلال الأوقات في المذاكرة خلال الأيام الدراسية ووضع برنامج يومي لمراجعة الدروس وحل الواجبات والابتعاد عن الاتكالية والتقاط فرص الغش التي لا تنفع ولا تفيد وتجعلك ترهن مستقبلك كله بأيدي الآخرين فتندم حين لا ينفع الندم" .. مؤكدة بأن التفوق الذي ناله المكرمون يعد ثمرة من ثمار جهودهم خلال سنوات الدراسة الأمر الذي يضع على عاتق المتفوقين مسؤوليات كبيرة في السنوات القادمة ويجعلهم أكثر حرصاً على مواصلة التعليم بعزيمة وإصرار كبيرين فالمستقبل يعتمد على العلم والمعرفة والاستمرار في مراحل التعليم الجامعية واختيار التخصصات المناسبة لهم .
وتقدمت كلمة المكرمين بالشكر والتقدير لكل من ساعدهم ووضع اقدامهم على طريق العلم والنور وكان عونًا لهم حتى يحصدوا هذه النتائج المشرفة لهم ولأهلهم ومدارسهم ومربيهم . تخلل الاحتفال الذي حضره مدير عام أمن المحافظة العقيد أحمد باجوه وعدد من المسئولين والتربويين وقيادات منظمات ومؤسسات المجتمع الداعمة للتعليم والشخصيات الاجتماعية من مختلف المديريات أنشدودة "الفرح والتفوق" أداء التلميذ محمد نجيب باسواقي وقصيدة للشاعر الشعبي المخضرم محمد بن علي الحباني ولوحة استعراضية تراثية فنية بديعة بعنوان " عودة السندباد الحضرمي" جمعت فنون الغناء والتراث الشعبي الزاخر والمتعدد في حضرموت نالت الاستحسان.
عقب ذلك تم تكريم الأوائل بشهادات تقديرية ومبالغ رمزية وتشجيعية.