بدأ محافظو المحافظات الموالون للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي بتنفيذ أولى الخطوات لتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، وفق ما جاء في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال إشهار إقليمين في شمال اليمن هما “تهامة” و”سبأ”. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن حفلاً أقيم أول من أمس في منطقة ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن تم فيه إشهار اللجنة التنسيقية لإقليم تهامة الذي يضم محافظاتالحديدةوحجة وريمة والمحويت، وذلك من أجل الإعداد والتهيئة لقيام الإقليم، مشيرة إلى أنه تم تشكيل قيادة للجنة التنسيقية للإقليم برئاسة محافظ الحديدة عبدالله أبو الغيث وعضوية محافظ حجة اللواء عبدالكريم السنيني ومحافظ ريمة محمد الحوري ووزير الكهرباء والطاقة السابق الدكتور صالح سميع نائباً لرئيس المجلس الأعلى للإسناد ممثلا عن محافظة المحويت.
وأكد محافظ الحديدة حاكم الإقليم أن “زمن الاستئثار بالسلطة والثروة قد ولى وأن الدولة اليمنية الاتحادية هي التي ستكفل حق الجميع في الحكم والثروة”، فيما أكد محافظو الإقليم في بيان أنهم سيعملون إلى حين استكمال خطوات الاستفتاء على الدستور والشروع في تنفيذ نصوصه، والتنسيق والعمل للدفع بعملية تحرير الإقليم إلى الأمام، وترتيب الخطوات والبرامج نحو التحول الوطني الاتحادي، وتعزيز برامج التعاون في خدمة الإقليم وقضاياه وخدمة أبنائه في الداخل والخارج.
وكان محافظو محافظات إقليم “سبأ” الذي يضم محافظاتمأرب والجوف والبيضاء عقدوا قبل ذلك بيوم اجتماعا بمحافظة مأرب لمناقشة التهيئة لإقليم “سبأ” والأطر السياسية والإدارية والفنية ذات العلاقة، بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين في الحكومة اليمنية عن قرب عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن تمهيداً لانعقاد الهيئة الوطنية لمناقشة الدستور الجديد وإقرار استفتاء الشعب عليه وإعلان اليمن الاتحادي متعدد الأقاليم.
وسبق لجماعة الحوثي أن أعلنت أكثر من مرة رفضها تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، في حين أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قال في تصريحات صحافية بمناسبة الذكرى ال34 لتأسيس حزبه “المؤتمر الشعبي” في ال23 من أغسطس الماضي “نحن بصدد حفر حفرة كبيرة جدا ندفن فيها مخرجات الحوار لأنها جاءت لتمزيق اليمن بالأقاليم”، معتبرً أن “الحديث عن الأقاليم خيانة عظمى”.
في المقابل، استبعد القيادي البارز في “الحراك الجنوبي” أحمد الربيزي في تصريح خاص إلى “السياسة” قبول الجنوبيين بمشروع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، قائلاً “إذا كانت الوحدة الاندماجية بين الجنوب والشمال قد فشلت فشلا ذريعا وتسببت في حربين على الجنوب العامين 1994 و2015، فكيف سيقبل شعب الجنوب بتقسيم الجنوب إلى إقليمين أو أكثر في ظل تركيبة معقدة من خلال الأقاليم”؟
وأضاف “الوحدة فشلت وشعب الجنوب ليس حقل تجارب، ونحن في كل فعالياتنا نرفض أي مشاريع تنتقص من حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادة دولته”، محذراً من أن “طرح مشروع كهذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة”.
وتساءل “إذا كان الجنوب موحدا من المهرة إلى باب المندب فهل يجوز تمزيقه إلى أقاليم من أجل بقاء وحدة منتهية؟ هذا غير ممكن وغير منطقي لأن الوحدة انتهت وشعب الجنوب سيرفض هذه المشاريع ولن يقبل بها”.
ولفت الربيزي إلى أن الأفضل في هذه القضية ترك الخيار لشعب الجنوب ل”تقرير مصيره باستفتاء فإذا اختار الوحدة مع الشمال في أي شكل كان سنكون معه وإن اختار غير ذلك سنكون معه”.
ميدانياً، أعلنت مصادر في المقاومة الشعبية في تعز أن مقاتليها والجيش الوطني تمكنوا من كسر هجوم واسع لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة العنين في مديرية جبل حبشي، حيث أحبطوا عملية تسلل إلى منطقة العرشال والجبل الأخضر بعد مواجهات شرسة انتهت بفرار الميليشيات من هذه المناطق.
وأفادت مصادر محلية أن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة 6 من مقاتلي الجيش الوطني والمقاومة، ومقتل أربعة وإصابة 11 من الميليشيات بينهم القيادي المتحوث أمير علي بن علي،, في حين قتل اثنان من الميليشيات أمس بنيران المقاومة قرب مبنى البنك المركزي شرق مدينة تعز.
وفي حادث هو الثالث من نوعه خلال الايام القليلة الماضية، أعلن مسؤول أميركي ان ثلاث سفن حربية اميركية رصدت، اول من امس، ما يمكن ان يكون صواريخ أطلقت باتجاهها في البحر الاحمر.
وكان مسؤولون اميركيون اكدوا اولا ان صواريخ ارض ارض اطلقت على ثلاث سفن حربية اميركية هي “يو اس اس ميسون” و”يو اس اس بونس” و”يو اس اس نيتز”، لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية لم يؤكد ذلك بشكل حاسم، وقال ان مجموعة بحرية اميركية “تبحر في المياه الدولية في البحر الاحمر رصدت تهديدات ممكنة لصواريخ تقترب واتخذت الاجراءات الدفاعية اللازمة”.
واضاف انه “يجري تقييم لما حدث”، مؤكدا ان “كل السفن الاميركية الموجودة في المنطقة سالمة”.
وكانت الولاياتالمتحدة اتهمت المتمردين الحوثيين باستهداف سفن حربية أميركية بصواريخ مرتين خلال الأسبوع الماضي.
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون”، الخميس الماضي، ان الولاياتالمتحدة قصفت مواقع رادار للمتمردين الحوثيين بهدف “حماية” سفنها، موضحة في الوقت نفسه أنها لا تسعى الى الانخراط بشكل أكبر في الحرب.
وتم تنفيذ الضربات بعد هجمات استهدفت سفنا اميركية من دون أن تصيبها، ونسبت الى الحوثيين الذين نفوا مسؤوليتهم عنها.