خلف السياج ... تقف أحلامنا التائهة بصمت كقصص مليئة بالتفاصيل المنزوعة أحداثها . ليس لها سوى أبطال يقفون عند مفترق طرق . حيث الغمامة السوداء تكتسح أجواء وطن مثقل بالقهر ومليءً بالتناقضات .... كتناقض الفصول الأربعة . . تغور عميقاً ثريا سمائنا الخجلى لتقبع خلف مدارات التواكل . وتكتب بإيحاء لتيهنا عبارة " الحرية جوهرةً لن يقبضها التائهون " . . وفي ذات السماء يبحر قمر أحلامنا الصامتة في فضاءٍ أحمر اللون .
حيث الشتاء يطارد جلنار ربيعنا في فصل انشطار العاطفة . . يتسامق الليل كثيراً في غسقان التواكل حاملاً بين ثناياه تباشير اللعنة الأخيرة . وقصص ممزقة ذوت بين تفاصيلها حكاية النصر القادم .
حيث الأوباش الجدد يعبثون في صناعة عبث فاجعة باتت ضرورية في نظرهم . كي يظفروا بقبلة الجواري التي تخفي بين أسنانها تفاصيل القصة الأخيرة لموتهم . . ينام الفجر طويلاً فالطريق نحو الصباح بات ملغوماًً . ودروبنا تتيه في لحظة انتشاء ذاتنا وغفو حلمنا المنشود . لنصحو أخيراً وقد عكست شمسنا أشعتها نحو جغرافيا أخرى لم نعد نراها . . يستبيح الوهم أمنيات وطن مكلوم لم يعد يجيد غير التوسل كي يظفر بتباشير الوطر المختبئ.
هناك حيث مسافات الاتكال تكبر ، وقصص النصر تلبس وشاح فاجعة جديدة . . يطارد الظلام جغرافيا حلمنا المنشود فتهرب كأنثى مطاردةً بين أزقة مدينة يسكنها الأشباح .
تنتظر الموت القابع خلف ابتساماتهم الكاذبة وحكاياتهم حول النجاة الجديدة.
فيستأسد الظلام على محيطها ويقتات الأوباش ما تبقى من تفاصيل جسدها النحيل . عبدالله فضل الحسام .... 19 كتوبر 2016