إن الطفوله مرحلة نموّ يتصف بها الأطفال بخصائص ثقافية، وعادات، وتقاليد تشرّبوها من مجتمعهم، وكذالك ميول و أوجه نشاط، وأنماط سلوكية أخرى تميّزهم عن الكبار.
إن طفل اليوم إنسان له جميع حقوقه التي أقرّها ديننا الإسلامي بالدرجة الأولى، ومواثيق الأممالمتحدة بالدرجة الثانية، ومن حقّ الطفل إكسابه " هوية" مستمدّة أول مَنْ أشار إلى دور الأهل والمجتمع في إكساب إلطفل هذه " الهوية" حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهوادانه أو يُمجسّانه.)هل لِثقافة الطفل خصائص؟.
إن الأطفال أيّ مجتمع لا يشكّلوَن جمهوراً متجانسا، فهم يختلفون أولاً بأختلاف أطوار نموّهم..لذا قُسّمت مراحل الطفولة وكما سبق إلى أطوارٍ متعاقبة، لكلّ منها ثقافةٌ خاصةٌ تتوافق مع خصائص وحاجات الطفل في كل مراحله، كما أن ثقافة الأطفال تختلف في مجتمع ماعنها في مجتمع لآخر تبعاً لإطار الثقافة العامة السائدة والموجّهه للأفراد والجماعات، مايرتبط بذالك من وسائل التواصل والاتصال الثقافي بالأطفال، كما أن للمراهقين ثقافه خاصة في أساليبهم الخاصة في السلوك، والملبس، والمفردات اللغوية والقيم والآمال وما إلى ذالك؛ وثقافة الأطفال هي إحدى الثقافات الفرعية في المجتمع، وهي تنفرد بمجوعة من الخصائص والسمات العامة وتشترك في مجموعة أخرى منها على حد ما وما دام الأطفال ليس مجرد" راشدين صغار" فأن لهم قدرات عقلية وجسمية ونفسية واجتماعية ولغوية خاصة بهم، ومادامت لهم أنماط سلوك متميزة، وحيث إنهم يحسون ويدركون ويتخيلون ويفكرون في دائرة ليست مجرد دائرة مصغرة من تلك يحس، ويدرك ويتخيل ويفكر فيه الراشدون، لذا فإن ثقافة الأطفال ليست مجرد تبسيط أو تصغير للثقافة العامة في مجتمع، بل هي ذات خّصوصية في عناصرها وانتظامها البنائي.
الأطفال لا يشكلون جمهوراً متجانساً بل يختلفون بأختلاف أطوار نموهم لذا قسمت مرحلة الطفولة إلى أطوار متعاقبة هي مرحلة الميلاد، ومرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة الطفولة المتوسطة، ومرحلة الطفولة المتأخرة، لكنها تبقى ناتجاً أجتماعياً مهما كانت وسيلتها ومهما تنوعت أدواتها، وبكل أسف لا يزال الكُتاب والباحثون يهتمّون بثقافة الكبار على اختلاف وسائلها ومضامينها، متناسين ومتجاهلين في آن واحد توجيه الأطفال وحُسْن تنشئتهم وحُسْن رعايتهم فكرياً بناء الإنسان ثقافياً يبدا منذ الطفولة.
يقول الأستاذ عبدالناصر صالح النهاري إن عملية التثقيف عملية مستمرّة لا تتوقف عند سنّ معين إلاّ أنّ الّبنة الأولى في بناء الإنسان ثقافياً تبدا منذ الطفولة، وما يُعطي في هذه المرحلة من مراحل النموّ يعتبر أكثر أهمّية من غيرة، فالطفولة عامل رئيسي، وحاسماً في بناء الشخص من شتّى النواحي الاجتماعية، والنفسية، والعقلية، وبالطبع الثقافة.
أسئلة تفرض نفسها ونحن نتكلّم عن بناء الشخصية لدى الطفل؟ كيف ينظر المجتمع الجنوبي بما في ذالك الحكومة الشرعية إلى الأطفال من خلال إنتاجه لثقافتهم هل ينظر إليهم على إنهم نماذج مصغّرةٌ أو صَورٌ مصغّرةٌ عن الكبار؟ أم أدْنى من ذالك؟
تنعدم الدرسات التتبعية الإحصائية التحليلية ببلادنا للطفولة وقضاياها ومشاكلها، وحاجاتها حتّى ما يُسمّى " بجمعيات الطفولة" وما أكثرها ببلادنا، أغلبها يتخذ الجمعية مأربا، ولا يقدم شيئاً للطفولة وإذا قدّمها تكون للتمظهر والتموقع فالحقيقة لم يعد ببلادنا قيّمة عن عالم الطفولة ومشاكله فأين الحكومه ولجمعيات والمنظمات من النازحين الأطفال الذين لم يحصلوا على ابسط مقومات الحياة وهو الغذاء!!!؟ ولملبس، ولمسكن الذي يقيهم من برودة الطقس وحرارة أشعة الشمس!!؟
فقررت" عدن الغد" التجول في مدن ومناطق الجنوب لتطلع على أهمية ثقافة الطفل عند المجتمع- ومشكلاتها الطفل بخصائصة، وتميزاته، وعلاقاته بالجمتع ودوْر المجتمع في إعدادة، وإنمائه جسدياً وعقلياً وثقافياً..وكيف يُؤمّن له هذا الإعداد واحتياجات النموّ.
الثقافة..بين المضمون والحاجه. يقول مدير مكتب أدارة التربية بحالمين الأستاذ"عبدالحكيم صالح نصر" إن الحديث عن ثقافة الطفل وأهميتها ليس حديثاً من باب الترف الفكري، وإنما هوا حديث عن ضرورة من ضروريات الحياة.. وفي هذا الإطار لابّد من التطرّق إلى مفهوم الثقافة هي أسلوب الحياة السائد في أي مجتمع، حيث تشمل قيمته، وأدواته، وأزياءة، ومنجزاتة الفكرية والفنية، وكلّ مايتميّز به أسلوب الحياة السائد في هذا المجتمع أو ذالك من النواحي المادية والمنعوية. ثقافة الطفل ومنجزات العصر لماذا ينفرد الطفل بثقافة خاصّة؟
ثقافة الطفل هي مجموعة من العلوم والفنون والأدب والمهارات والقيم السلوكية والعقائديه التي يستطيع الطفل استيعابها وتمثل في كل مرحلة من مراحل عمره، ويتمكن بواسطتها من توجيه سلوكه داخل المجتمع توجيهها سليماً.
يقول مدير مدرسة حالمين النموذجية" محمد مثنى" لا بد من التعلّيم وإعادة صياغة الثقافات المورثة بما يتماشى مع منجزات العصر، مع اتضاح الدور الرئيسي للحواس في تنمية قدرات الأطفال خاصة الصغار منهم بدلا من الأعتماد على الكلمة الشفاهية وحدها، ومنافسة البرامج التلفزية العديدة، والكمبيوتر والإنترنيت في الدول العربيه، وفي نطاق بلادنا كان محدوداً قبل الحرب التي شنها الأنقلابين كان الضحية فيها الأطفال وشباب لاسيمى تحديات الكتاب المدرسي ومكوّنات أدب الطفل.
يقول الأستاذ "عبداللّه علي محسن" دور العلم تعاظم ويتعاظم في حياتنا ممّا يحتّم ضرورة التأكيد على نفض الغبار التميز بين أهمية أدوار الفتى وأدوار الفتاة، وقبول الآخر وتقوية الشعور بالانتماء إلى الوطن، وتأكيد قيمة الوقت والعمل والحفاظ على البيئة من طرف الجميع الكبار والصغار وتنمية روح الإبداع والابتكار .
لقد أصدرت " اليونيسكو" دراسة قيّمة بعنوان: "التعليم ذالك الكنز المكنون" وهي: .تعلّمْ لتعرف .تعلّمْ لتعمل .تعلّمْ لتكون .تعلّمْ لتشارك الأخرين كيف نصنع طفلاً مثقفاً صناعته أولاً. الاستاذ غسان سيف علي موجه مادة الكيمياء بالمحافظه لحج ولحاصل على شهادة المعلم المثالي في المحافظه من قبل وزير التربيه والتعليم لعام(2013) أشار إلى ان تنمية الطفل مهمة في مرحلة التنمية كونه لّبنة تؤسس لمرحلة قادمة تهم المجتمع فهو حاضر الزمان وكل المستقبل ولابد لنا مّنْ تثقيف الطفل يدرك ما يدور حوله؛ من احداث ويرتبط ارتباط وثيقاً بالمجتمع ويستشهد اسم بالأطفال الذي تغري الجميع مواهبهم مثل حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ ووجود العديد من المواهب والأقلام والشعراء الصغار، كون تلك النوابغ هي من صلب المجتمع ولكن ليس هناك تشجيع أو أستثمار حقيقي لتلك المواهب بسبب ألمكانيات شحيحه لدينى و أهمال أو تقصير من قبل الحكومه ولا بد على كلّ رب أسرة ان يساهم في بناء المجتمع من خلال اهتمامه بتربية أبنائه وتعليمهم ومحاولة تثقيفهم لكي يقدم لّبنه صالحة للمجتمع واللوطن، لابد أن تساهم القنوات الفضائية في دعم الطفوله من خلال الأغاني والأناشيد الخاصة بالأطفال والتي لها تأثير الايجابي على الطفل ويجب أن تدفع للمزيد من النماء والتطور الذي يتيح لهم العيش بسعادة وحب.
الولاء للوطن. يقول الأستاذ عبدالّله حمود محمد على وزارة الأعلام يجب ان تهتم بهذا الجانب في التلفاز والأذاعة والصحافة لكي يتم التوجيه بشكل صحيح وسليم لكي نصنع طفل المستقبل لكي يواجه الواقع بعقلانيه وحب ثروة الوطن الحقيقية. ان بلادنا تفتقر إلى البرنامج الثقافي والقصة الموجه للطفل لا تحكي قصة واقعية لها أننا نرى القصص التي بأيدي أطفالنا معظمها قصص خياليه أو ترجمة الأفلام الكرتون التي تشاهد في القنوات الفضائية وهذا يعكس سلباً على ألطفل وهذا من المصاعب التي تواجها الأسرة جراء صناعة الطفل.
عوامل التربيه والتثقيف وهي الأسرة، والمدرسة، وأدب الطفل.
دور الأسرة حسّاسّ جدّاً، هي أساس التنشئة ومصدر الاستقامة أو الانحراف في فطرة الطفل وعقيدته التي هي مبعث ثقافته، وفي مراحل النموّ يتعرّض الطفل لمناذج سلوكيه مباشرة في أسرته، والمحيطين به، يلاحض الطفل الشخص النموذج، ويصوغ مايشاهده ويختزنه، وينتظر الوقت المناسب لكي ينتج نفس السلوك.. وممّا لا ريب فيه أن الوضْع الثقافي والتعليمي للأسرة يؤثر في تنشئة الطفل وتربيته تأثيراً مباشراً، وبخاصة في سلوكه الديني، والاجتماعي والثقافي.
وهنا التثقيف يدعونا إلى استعراض نقاط مهمّة منها هل حركية الكتاب الغير المدرسي داخل الأسرة متوفرة وتمسّ كل مجلات المعرفة؟
كيف هي نظرة الأبوْين وأفراد الأسرة إلى الكتاب؟
هل توجد مكتبة منزلية؟ كمية الكتب بها؟ نوعيتها؟ استثمارها؟
طريقة العناية بها؟
هل عُوّد ويُعوّد هذا الطفل منذ صغره على المطالعة خارج الواجبات المدرسة؟
هل الأسرة لها ارتباط بالصحافه؟ وهل هذا العلاقة يومية؟
لمّا نطرح مثل هذه الأسلة كي نؤكد بأن المدرسة عندنا على نمط العديد مّنْ البلدان التي تشابهنا عجزت عن دورها التثقيفي، بل وحتى التعليمي في بعض مراحل التعليم.... المطالعة ثم عادة المقروئية التي من المفترض أن تتعاضد الأسرة ،والمدرسة ،والحكومه على غرسهما لدى أطفل