حقيقة استغرب من حال من يسمون انفسهم قادة مقاومة من الشباب الذين قاتلوا في الجبهات وكانوا الى الامس القريب في نظرنا ابطال نفاخر بهم, وأنا هنا لا اشير الى شخص بعينه بل ما يفعله هؤلاء الشباب الذين كنا نؤمل فيهم خيراً وأصبح حالهم اليوم عجيب غريب حد (الحيرة). بالأمس كانوا ينادون بدولة جنوبية مدنية وبعدالة اجتماعية ومواطنة حقيقية , بل اكثرهم صموا اذاننا بخطبهم الرنانة في منصات ساحات الثورة , وفي المهرجانات , وفي وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام اغلبهم يظهرون بعباءة الوطن ويلقون على مسامعنا خطبهم التي تفيض وطنية حتى ظننت بعضهم رهبانا. المحزن والمبكي ان يتحول اولئك النفر الى قادة مليشيات , كل همهم هو (الفشخرة) ( والعنطزة) والمظهرة بالسلاح والأطقم التي خزنوها ايام الحرب لكي يقولوا لنا انهم قادة ومعهم (بنادق). أي قيادة يا قادة اذا كنتم تحولتم الى (عصابات) تدوسون على جراح اسر الشهداء بأسلحتكم المنهوبة, أي قيادة تتحدثون عنها وأغلبكم تحول الى امراء حرب تدخلون الجبهات بدافع السلب والنهب والكسب غير المشروع ومن ثم تنسحبون . وإياكم يا قادة اسأل! ما الذي تبحثون عنه اليوم ,وماذا تريدون بالضبط لاسيما وقد تم دمج الغالبية العظمى منكم في الجيش الوطني وأعطيت لكم الرتب والسيارات والمخصصات والحراسات والسفريات وكل يوم وانتم في دولة ,انا مواطن مقهور من تصرفاتكم فأجيبوني لماذا كلما بدأت الحياة في المحافظاتالجنوبية تعود الى الحياة عكرتم صفوها بعنجهيتكم وبرخص من تقودون من الامعات الذين وهبوا انفسهم وقوداً لحرائقكم التي تشعلوها لتحرقوا الوطن الذي تتشدقون باسمه وتتباكون عليه في كل محفل. يا قادة فهمونا نحن البسطاء ماذا تريدون ولماذا اصبحتم اليوم توجهون اسلحتكم الى صدور اولاد الشهداء ومنازلهم ؟! اصبحتم مصدر للقهر والألم لهذا الوطن الجريح , فلا انتم جنوبيون حقاً وتدافعون عن هدف الثورة الحقيقي ولا انتم قادة وطنيون شرفاء وعدتم الى بيوتكم فنحترمكم ,ولا انكم شرعيون ودخلتم المعسكرات وتعسكرتم . في الصباح في منصات الثورة ترعدون وتزبدون وتلوكون اسم الجنوب والتحرير والاستقلال حتى ملينا من الجنوب الذي تتشدقون به , وفي العصر معظمكم مخزن في (معاشيق ) يبحث عن موقعه من اعراب بن عرب وحكومة الشرعية . لا نقول لكم لا تذهبوا ل(معاشيق) نحن معكم, نريدكم تستقروا على بر , اما ان تكونوا (جنوب) وتحترموا تضحيات الشهداء وتناضلوا بالطرق الصحيحة , وإما تكونوا شرعية وتدخلوا المعسكرات وتكفونا شركم. كفانا قهر كفانا وجع كفانا الم قسموا فتات (الكعكة) فيما بينكم واتركوا المزايدة باسم الجنوب والمقاومة الجنوبية , الشعب الجنوبي يعرفكم ويعرف حقيقتكم, وروائح بياداتكم العفنة ازكمت انوفنا ,فلوجه الله خذوا المناصب والمكاسب وتركوا لأسر الشهداء مساحة من وطن مسلوب بين مليشيات الشمال ومليشيات الجنوب ليعيشوا .