"مؤتمر حضرموت الجامع - يجمع .. ولا يفرق - يبني .. ولا يهدم ولا يستثنى أحداً". ذلك هو احد الشعارات التي علقت في أماكن عدة في مدينة المكلا ومداخلها, حقيقة لا شيء يعيب ذلك الشعار بحد ذاته ولكن إلى أي مدى يعمل بهذا الشعار, وهل هذا الشعار وغيره الكثير حاضرة عند القائمين على المؤتمر الحضرمي الجامع ولجانه التحضيرية ام أنه مجرد إعلان وضع للاستهلاك الإعلامي ومحاولة لذر الرماد على العيون ان لم نقل الاستغفال, والهدف غير. كما يقال "بأن الشيء بالشيء يذكر" نود ان نذكر هنا بأن ذلك المؤتمر ليس الأول بل سبقته مؤتمرين جرى التحضير لهما في عشرينيات القرن الماضي وتحت نفس المسمى , فالمؤتمر الحضرمي الجامع الأول بالشحر 1927م والجامع الثاني في سنغافورا 1928م, والاثنين فشلا لإمعان القائمين عليهما في تهميش شرائح مجتمعية مهمة وهو ذات الأمر الذي يتم العمل عليه اليوم في المؤتمر الحالي بالإضافة إلى الكثير من الأمور الفنية التي تؤكد بأن المؤتمر الحالي مصيره كسابقيه, ولا أدل على ذلك من الإصرار الغير مبرر لعدم الإنصات للدعوات التي أطلقت لإصلاح مساره. عند لقائه بقيادة حلف حضرموت مكتب الساحل في بداية أغسطس الماضي اعتبر المحافظ احمد سعيد بن بريك الحلف ممثلا لكل أبناء حضرموت وحاضنا لكل المكونات السياسية والمدنية والشعبية ومعترفا به من قبلها, أي بمعنى طمس لكل المكونات القائمة, لا اخفي هنا الشكوك التي ساورتني حينها حول فحوى التصريح وأهدافه واعتبرتها بداية غير مشجعة من المحافظ الجديد والحلف. وحين استمعت إلى إصرار اللواء بن بريك قبيل انطلاق أعمال اللجان التحضيرية لمؤتمر حضرموت الجامع بضرورة نجاح هذا المؤتمر, أيقنت بأن المؤتمر سيسير بشكل غير مرضي لقطاع واسع من أبناء حضرموت, ومرد يقيني لا يعود إلى بن بريك بصفته الشخصية بل مرد ذلك يعود إلى الصفة الرسمية التي يمثلها خاصة وان الفشل لتجارب مثيله أصبح واقعا لا يمكن نكرانه, فمجرد ان تحشر السلطة أو أحزابها انفها في أي فعل مجتمعي, يتم حرفه عن المسار المرسوم له أساسا ويتم توجيهه وفق رغبات تلك الأحزاب أو السلطة ويتم توظيف الأهداف وتكييفها لمصالح سلطوية أو حزبية ضيقة, وهو ما حدث فعلا مع مؤتمر حضرموت الجامع الذي بدأت ملامح فشله تلوح في الأفق و بشكل جلي, انا لا احمل المحافظ بن بريك والسلطة المحلية مآل المؤتمر وإنما اشدد على ضرورة ان تبقى السلطة راعية له وليست مشرفه عليه. فما يحدث من القائمين على المؤتمر هو سوء تقدير, متناسين بأن النقطة المحورية هي مصلحة حضرموت وأهلها أولا وإلا ما الفائدة المرتجاة من مخرجات مؤتمر يعيدنا إلى نقطة الصفر, ان لم نقل إلى الأسوأ !؟, إنها مجرد مضيعة للجهد والوقت لا غير. حقيقة ما أحوجنا اليوم لوحدة صف حقيقية تلبي طوح كل حضرمي, فالناس في حضرموت كانوا متوسمين خيرا في هذا المؤتمر فلا نتلف بأيدينا كل صورة حسنة, وننسف كل قيمة أصيلة, خاصة وان تسريبات تقسيم حضرموت عادت لتطفو على السطح مرة أخرى بعد ان اخمد الحضارمة مساعي صالح في تفتيت حضرموت بين عامي 1996 و1997م. ختاما إذا أردنا لحضرموت العلو والرفعة وتجنيبها الانزلاق نحو مخاطر التشرذم ونيل كافة حقوقها غير منقوصة نقول للقائمين على المؤتمر عودوا إلى جادة الصواب ولا توصدوا الأبواب في وجه إصلاح ذات البين .. وانفتحوا على الآخر لمصحة حضرموت وعزتها وبما يصون حقها وكرامتها..