عندما سقط الشمال كل الشمال شعباً وأرضاً وحجراً، سهولاً، وأوديةً، وبحاراً كلها بقبضة أعداء الأمه والإنسانية والدين وفي لمح البصر دون اي مقاومة تذكر.. لم يكن ذلك كنتيجة لقلة أعداد الرجال أو لنقصاً في الأموال والسلاح والعتاد.... بل لأنهم قوماً لا يغضبون ولا يملكون الشعور بالكرامة والعزة، ويرضون بحياة الذل والعبودية ويفضلون الهوان والخنوع على أن يفقدوا حياة العبودية والمذلة. تلك القوى التي استسلمت للخوف وهربت من المواجهة كانت لا تمل ولا تكل عن المناداة خلال أكثر من ثلاثة عقود منصرمة بالقومية العربية، وتدعي زيفا أنها تدافع عن مقدسات الأمه وترفع شعار الإسلام وتتشدق ليل نهار بأنها قوى اسلامية متأثرة بعصور الخلافة الإسلامية وأمجاد السلف السابقين .. وتغرس تلك الصورة في الأذهان على مدى تلك العقود التي مرت.. إلى حين كشفت الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد زيف ادعائها وفضحتها أمام الجميع بما فيهم دول الاقليم والعالم ... لتتجلى الصورة على حقيقتها من أوسع الأبواب حيث ظهر على الملا أنها أمة جل همها البحث عن السلطة والبقاء على قيد الحياة دون كرامه او كبرياء .. أمة لا تغضب ولا تحرك ضمائرها تلك المذابح والمجازر.. ولا يرمش لها جفن وهي تشاهد صيحات النساء واشلاء الاطفال وقهر الرجال . هذه الأمه التي تدعي ان لها في التاريخ الاسلامي عظه وعبرة نقول لها : هكذا كان المسلمون وهكذا كانت عزتهم عندما غضب معاوية بن أبي سفيان غزا الروم بالسفن لأول مرة في تاريخ المسلمين. عندما غضب المعتصم بالله فتح مدينة “عمورية” أكبر معقل للبيزنطيين. – عندما غضب صلاح الدين الايوبي أقسم أن لا يبتسم حتى يعيد فلسطين للمسلمين. – عندما غضب عبدالرحمن الغافقي وصل بجيش المسلمين إلى وسط باريس. – عندما غضب محمد الفاتح فتح مدينة “القسطنطينية” أكبر معقل للروم ، وكذا قصة الرسالة التي بعثها قيصر الروم إلى معاويه قائلا " علمنا بما وقع بينكم وبين علي بن ابي طالب.. وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافه فلو أمرتني أرسلت لك جيشا يأتون إليك برأس علي بن أبي طالب.." فرد معاويه (من معاويه إلى هرقل ”أخوان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما.. إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وأخره عندي ، يأتونني برأسك أقدمه لعلي.. أرسل خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى وقال : أسلم تسلم والا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة.. فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين يطلب المدد والنجدة.. فرد عليه ملك الصين قائلا: ياكسرى لاقوة لي بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها....!! فعن اي عزاً تتحدثون يا امة الذل والخنوع ...!!