127. عام من تأسيسه في عدن كأول مسرح في الى من والجزيرة والخليج العربي ،مخجل أن تأتي هذه الذكرى وهذا الامتداد الزمني وعدن تفتقر الى خشبة مسرح مؤهلة تقنيا لاحتضان الفنانين والمبدعين ،محليا وخارجيا .. يقول رئيس نقابة الممثلين المصريين اشرف زكي في أحد تصريحاته التلفزيونية :( لقد اقترضنا منحة مالى ة لإعادة تأهيل مسرح المعهد التعليمي) وفي السياق نفسه دار حوار تلفزيوني بين الإعلامي داود الشريان مع الفنانين الشهيرين عبدالله الرويشد ونبيل شعيل حول كيفية إعادة خشبة مسرح الكويت الذي احتضن كبار الفنانين العرب .. فشغف الفنانين العرب لإعادة المسرح يطرح عدة تساؤلات منها أين نحن من شغف وعشق المسرح في عدن ؟! ثمة ملايين الريالات تهدر من أجل احتفالات استعراضية راقصة في الميادين لمدة أكثرها ساعتين ليوم فقط .منذ العام 2012 م صرفت 43 مليون لحفل بسيط في حقات ولم تصفي العهدة الى 2014 حسب تصريح وزير الثقافة د. عبدلله عوبل . و في العام 2016 م صرفت 26 مليون أو كما يقال أكثر في ذكري ثورة ال30 من نوفمبر من صندوق التراث والتنمية الثقافي المعني بعدن ناهيك عن بقية ذكري الاحتفالات الثورية علي مدي عام وملايين لمسرحيات على الهامش لمدة ساعات قليلة .. ملايين الريالات تهدر في المناسبات الوطنية وبإسم الوطن وعن طريق استغلال جهود الموسيقيين الكبار والمسرحيين الناشئين.ومن ثم اختلاس المال المخصص للقائمين بالجهد الأوفر بالفتات وهنا يمكن القول أن عدن لم تستفد ولا الفنانين استفادوا أو حصلوا على الأجر الذي كانوا يأملون أن ينتشلهم مما هم فيه ويسد حاجتهم المعيشية وهذا ما دفعنا لاستحضار المثل القائل الشائع ( القبقبة للولي والفائدة للقيوم ) . والملايين الأخرى تذهب للتكريم وهنا نضع سؤالا احترنا في تحديد المكرم - بكسر الراء والمكرم بفتح الراء - والتكريم الحقيقي هو ( لم شمل) الفنانين والمبدعين في بناء مسرح يليق بتاريخ عدن المسرحي وإعادة تأهيل مسارحها ،فضلا عن ضرورة التكريم الحقيقي لعدن وروادها في المسرح والفن وغيره و تأهيل البنية التحتية للمراكز الثقافية والإبداعية ان وجدت وخاصة وأن صندوق التراث والتنمية الثقافي أصبح يخص عدن ويعد هذا من مآثر الفقيد المرحوم الأستاذ حافظ عوبلي رحمة الله تغشاه والأستاذ الوكيل محمد الشاذلي في متابعة وتحويل إيرادات الصندوق لعدن فقط لإعادة عدن لتاريخها الذهبي وإنعاش البنية التحتية لتراث وتاريخ عدن العريق .
رسالتي.. معالي وزير الثقافة أتوقع أن تري حالا للثقافة غير الحال الذي نعيشه وناسا غير الناس ستري بقايا أطلال ماضينا الثقافي ، مسرح مفرغ من مهامه إلا من البوم ذكريات يتغني بها الناس عن فرقة تسمي فرقة إنشاد عدن ، وفرقة موسيقية تبعترث وتاه أعضاءها بين الفرق الأهلية وأمجاد الماضي ،أما فرقة الرقص الشعبي التي كانت تزين أغلفة المجلات أصبحت أثرا بعد عين عدا ذكريات عابقة تخلدت في ايقونة عدن الثقافية . كما ستجد أن المنتديات الأهلية تزاول نشاطا ثقافيا أسبوعيا ومنظما ستجد الثقافة وعدن متلازمان ، وغاب عنها الثقافة المثلى للمجتمع بشكلها الرسمي .ماذا يمكن أن نحصي ونعدد من الأشكال الثقافية التي اندثرت، منها فرقة اكروبات عدن التي تحاول البقاء بجهود ذاتية ..و..الخ. أغتنمها فرصة وأصلح من حال الثقافة حذاري أن تخدع بالكلمات المعسولة عن الانجازات المعسولة . آمل أن يحدث التصحيح لكثير من الواقع ، وإحداث نقلة نوعية للعمل الثقافي لأنها قبل التنمية وأساس الديمقراطية والتغيير . عدن تستغيث بوجدانها المفعم بالنشاط والحركة ،كما ينتظرها دور ثقافي يقود للتغيير و التنمية .