رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من عمَان :«عدن الغد» ترصد وقائع مهرجان المسرح العربي
نشر في عدن الغد يوم 13 - 01 - 2012

كثيرة هي الاغنيات التي تمجد التوحد العربي وهاهو ذا المسرح يختط طريقة للمساهمة في جمع الشباب العربي تحت مظلته وأين في بلد تقع على تخوم أرضنا المغتصبة فلسطين حيث جاء اختيار الأردن انطلاقة لهذا التجمع العربي نتيجة لهذا الموقع الاستراتيجي باعتبارها واحدة من أهم بلدان المواجهة لهذا العدو الصهيوني .
في بلد يوجد فيها مسرح عريق كالمسرح الروماني الذي يبعد عن المركز الثقافي الملكي عمان بضعة ثلاثة مترات هذا البلد احتضن اليوم عبر الهيئة العربية للمسرح .
فعالياته لليوم الأول "عدن الغد" ترصدها للقراءة بالأتي :بدأ بالتقديم المميز وبالقاء مسرحي من قبل الفنانين عبير عيسى وياسر المصري قال فيها:
أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة
سعادة الأستاذ إسماعيل عبدا لله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح المدير العام للمهرجان
ضيفتنا العزيزة الفنانة سعاد العبد الله المحترمة
أيّها المبدعون من أهل الثقافة والفنّ
أيها الضيوف الأعزّاء
أسعد الله مساءكم جميعاً بالخير والبركة والأمل المعطّر بالنجاح والتوفيق

المناخ الإبداعي
ها نحن نقف اليوم مجدداً بين يدي إبداعاتٍ فنية مسرحية جديدة، وتحت رعاية ملكية سامية لمهرجان المسرح العربي الرابع الذي يقام بالتعاون بين الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين الأردنيين، يضفي فيه حضوركم اليوم بهاءً وجلالةً ونجاحاً باهراً

ويشرّفني بداية أن أنقل إليكم تحيات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين حفظه الله راعي هذا المهرجان لكم جميعاً ولضيوف المملكة الأعزاء وتمنياته لمهرجانكم هذا بأن يتكلل بالنجاح.
أيها الحضور الكريم
ما زال الأردنّ حريصاً على أن تبقى شعلة العمل الفني والثقافي مضاءة في فضائه الإبداعي ألمتألق وقد استضافت وزارة الثقافة قبل شهرين الدورة الثامنة عشرة لمهرجان المسرح الأردني بمشاركة إحدى عشرة دولة عربية ودولتين من أوروبا حيث شاركت فيه فرق مسرحية ،أضاءت بعروضها المسرحية سماء الأردنّ وفضاء العقل العربي، واجتذبت إليها آلاف المشاهدين من عشّاق المسرح ومحبّيه.
وها نحن اليوم نستضيف مهرجاناً مسرحياً ثانياً تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع نقابة الفنانين ألأردنيين وهي هيئة عربيّة مقرّها في الشارقة ويشرف عليها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبمشاركة عدد من الفرق المسرحية من عشر دول عربية شقيقة ومن الأردن.
إنّ المناخ الإبداعي الذي يوفرّه الأردن للفنانين والأدباء والمثقفين الأردنيين والعرب هو ما يجعل من الأردنّ قبلة لهؤلاء المبدعين ومنتجعاً ثقافياً وفكرياً وفنياً لهم حيث تعجّ الساحة الثقافية الأردنية بالكثير من الأنشطة على مدار العام من مهرجانات ومعارض وندوات ومؤتمرات ومسابقات وإصدارات فكرية ولقاءات ثقافية متنوعة يشارك في تنظيمها عدد كبير من المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية والهيئات الثقافية المتنوعة. كما أن ما يتمتع به الأردنّ من أمنٍ واستقرارٍ وحريّة في التعبير والإبداع وجمال في طبيعته وتنوّع في بيئته وترحيب أبنائه بأشقائهم العرب وأصدقائهم من الدول الأخرى يعدّ من العوامل الأساسية لهذا التفاعل الخلاّق بين المبدعين الأردنيين وإخوانهم من أبناء الدول الشقيقة والصديقة.
من المحيط إلى الخليج
مستعرضةإنّ الشراكة الثقافية بين الدول العربيّة هي أساس نجاح سائر الشراكات الأخرى الاقتصادية والسياسية وسواها، وإنّ ما تنهض به مؤسساتنا الثقافية في سبيل هذه الشراكة من خلال الوسائل الثقافية والفنية من مسرح وغناء وموسيقى ورسم ونحت وتصوير وتأليف وغير ذلك يعتبر من أهم الإنجازات الحضارية لمملكتنا ألعزيزة ويجسد دور الأردنّ في تعزيز أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين أبناء الأمّة العربيّة العريقة على امتداد ساحاتها من المحيط إلى الخليج.

وعليه فإنّ مؤسساتنا الثقافية وفي مقدمتها وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في أمسّ الحاجة إلى أن تدعم بالإمكانيات الماديّة والمعنوية كي تتمكن من النهوض برسالتها الوطنية والقومية والإنسانية، وإنّنا نأمل أن يعاد إنشاء صندوق دعم الثقافة والفنون الذي كان تأسّس سابقاً ثم جرى إلغاؤه.


أيها الحفل الكريم

أكرر التحية لكم والترحيب بكم في بلدكم الأردنّ وأتمنى لكم إقامة طيبة وأداءً مميزاً في هذا المهرجان الكبير، وأختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك البلاد راعي هذا الحفل ويديم عزّه ويعلي مجده ويزيده رفعةً وتمكيناً.
كما أتوجّه إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأعطر التحيات وأجزل الشكر على دعمه السّخي والموصول للثقافة العربية في ميادينها المختلفة، وأتمنى له دوام الرفعة وللشارقة العزيزة دوام التقدم والازدهار.


أقف بين يدي سيدي المسرح
وبعد ذلك القى الأخ إسماعيل عبدالله الامين العام للهيئة العربية للمسرح- مدير المهرجان

سلام على المسرح يوم يشعل أنواره و يفتح ستاره و يطلق أنوار البهاء في أرواح المسرحيين يستلون من الزمن سويعات يبنون فيها زمنهم ويرسمون فيها خيالاتهم وأحلامهم لتكون هي الحقيقة الوحيدة في كون يتحلق حول لحظة نورانية.
سلام على أرواح لا تذوب ولا تتوب وتذهب في الحب ولا تؤوب، سلام عليها وهي تلتئم مثل جفنين يغمضان على الرؤى الجميلة هنا وتحديداً هنا في عمّان التي تعيش محروسة بعين تايكي.
في فضاء عمّان مهرجان المسرح العربي الذي انطلق قبل أربع سنوات يفرد جناحيه ويلوّح للأحبة أن تعالوا، هاهنا يلتئم الشمل العربي في الزمن العربي ليعلن عن غدٍ مسرحي يحمل المسرح الجديد والمتجدد ويعلن أبجديته وأول الأحرف وألفها يجمّع الأشقاء بها.
سيرة الإبداع
أحبة الفرح المسرحي، إنني أزهو هذا المساء لكثير من الأسباب أولها وأهمها أنني أحمل لكم تحية المحبة وأماني التوفيق من الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي عاد لوطنه وشعبه ولمسرحه سالماً معافى قبل أيام ومصدر زهوي الثاني هو أنني أقف بين يدي سيدي المسرح في حضرة المبدعين وما موقفي هذا إلا إيذان بانطلاق خيول الإبداع المسرحي لفرسان أسرجوا الهمم منطلقين من شواطئ الأطلسي في المغرب ليقولوا للهواوي يا قايد النسا ويمضون حاملين راية الشهداء الذين يعودون هذا الأسبوع على "قمم الأوراس "ليمسحوا مرض "الزهايمر "عن مسارح قرطاجة ويحكون "الخراريف "عن الجبل الأخضر ويعيدون لبيت النفادي روحه في قاهرة المعز وليعيش العاشق فيهم الاحتراق وجداً في ملتقى النيلين ويغني مع" المجاريح "في قطر ليعلن "النهّام "أن أوان حرب النعل ولى وجاءت إمارات الخير ليقولوا هذي الدنيا ترمينا بطقوس وحشية لكنهم يغنون آخر المطاف صوت السهارى ليكتبو المكاتيب في لبنان وينزلوا ليتم الفرح في عروس المسرح ألليلة عمّان، في عشية من "عشيات الحلم"، ذلك الحلم الغالي والذي لن نبيعه "بس بقرش "وسنكتب على صدر الزمان "سي في "سيرة الإبداع.
أكثر من فخر هو التعاون مع الشريك المهم نقابة الفنانين الأردنيين التي عملت بقيادة الدينمو نقيبها الفنان حسين الخطيب وصحبه ورهط الفنانين الذين معه مما يعجز اللسان عن وصفه، فأي غبطة يمكن أن تصف كيف عمل مئة وخمسون فناناً أردنياً ليل نهار ليكون هذا المهرجان لائقاً باسم المسرح العربي وعمّان..؟ ولا عجب فهم قد أوقدوا فوانيس المسرح العربي وهم الذين ذهبوا بالمسرح إلى الناس والحياة ليتأكد دور المسرح كصنوٍ للحياة وعامل تحفيز وتفعيل لطاقات التغيير.
أيها المسرحيون الحالمون صانعو الأمل، الذين ومنذ نكسة حزيران وهم يبنون في المسرح الحياة الجديدة.. حياة الأمل الذي ينهض من آلام وأتراح ومصاعب وإخفاقات التحوّلات التي شملت الوطن العربي الكبير.

نحن في الهيئة العربية للمسرح نسعى وبكل ما أوتينا من قوة لنترجم رؤى المبدعين الذين نهتدي بإرثهم وتجاربهم ونضالهم محكومين بالأمل الذي بشّر به الراحل سعدالله ونوس وبدور المسرح العضوي الذي ينادي به الشيخ الدكتور القاسمي قائلاً: (نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة) ومعكم وبكم ومن أجلكم تعمل الهيئة من أجل مسرح عربي جديد يتأكد حضوره في إطار التغيير الذي نشهده في الشارع العربي.
على منوال النشيد الجديد نهلل بأصواتكم لنشيّد الأمل .. وما الحياة إن لم يكن المسرح قلبها و نبضها وروحها وعينها.


تغدية الروح والعقل

في كلمة لنقيب الفنانين الأردنيين: حسين الخطيب قائلا فيها:
أيّها المسكونونَ بالأملِِ والمتعةِ والفرح، أيّها المسرحيونَ .
أهلاً بكم بقلوبنا قبلَ حروفنا.
أنْ يتزيّنَ فضاؤُنا المسرحيُّ بالرعايةِ الملكيةِ الساميةِ ونحنُ نحتقلُُ بمهرجانِ المسرحِ العربيّ في أردنِّ الوفاقِ والاتّفاق، ليس بدعةًً بقدر ماهو تعزيزٌ وتكريسٌ لسياسةٍ ثقافيةٍ فنيةٍ تفتّحت بواكيرُها على وقْع شعارِِِ الدراما الأردنية منذ النبضةِ الأولى متمثلاًً بفنٍ أردنيِّ الهويةِ عربيِِّ الهوى، ومؤمناً بأنّ الدراما بمثابةِ الشريكِ الفاعلِِ في صياغةِ الخطابِ الثقافيِِّ والفكريِّ والفنيِّ والسياسي..
كيف لا وقصّةُُ الحضارة بمجملها ،إنّما هي قصّة ذلك الإنسانِِ المبدعِ العبقري، وتواريخُ الأممِ ما كانت لتُسجّلَه إلا إبداعاتُ أولئك الذين قدّموا لأمَمِهم خلاصةَ فكْرِِِِِهِم وتجاربِهم وأساسياتِ النّهوض ِِوالتّقدّمِ فأناروا بضوءِ عيونهم دروبَ الإنسانيّةِ الظّلماء؟!!
......


لا نُخفي سعادتَنا باحتضانِ الدورةِ الرابعةِ لمهرجانِ المسرح العربي الذي يحظىّ برعاية سموّ الشيخ سلطان القاسمي كسياسيٍّ عربيٍّ وبدعمه وإبداعه الجليّ كرافدٍ لمسيرةِ المسرح العربي ليكون المسرحُ شهادةَ حقّ وصدقٍٍ في واقعنا المعاش ولكي يغدو الإبداعُ المسرحيُُّ ، وهو يخاطب الإنسان ،عاملَ تأثيرٍٍ وتحفيزٍٍ للنزوع إلى الغاياتِ والأهدافِ التي تبني الإنسان بناءً جيداً وتنبّهُه إلى المخاطر التي تحيقُ بالأمة.
إنه لشرفٌ عظيمٌ لنا نحن في نقابة الفنانين الأردنيين أنْ نحظى بشرف خدمة الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العربي خصوصاً في هذه المرحلة الحاسمة المليئة بالتحديات المتزايدة التي تواجه مجتمعنا العربي ، والتنافسية العالية في ظل وجود عدد كبير من المهرجانات المسرحية.
أيها المسرحيون العرب..يا نَبْتَ أرضِنا العربيةِ الغنيّةِ الخيّرةِ المعطاءة.
يا مَنْ تسْعونَ بكل ما أوتيتم من فعلٍ جماليٍّ وجهدٍ إلى تغذيةِ الرّوحِ والعقلِ والحواسّ بكلّ ما يُعلي الذوقَ، ويشذّبُ الحسّ، وتتناغمُ به المشاعرُ مع الوجدان... يسعدنا تواجدُكم بيننا بما تحملون لنا من بشائرِ الأمل والكفاح، وآياتِ المحبّةِ والسّعادة، وملاحمِ الإباءِ والعزّة.
طبتم وطابت بكم فضاءاتنا .. والسلام عليكم

الثقافة والسياسة

كلمة وزير الثقافة د. صلاح جرار:
شهد الحديث عن العلاقة بين المثقف والسلطة في الآونة الأخيرة تنامياً واضحاً حتى غدا صرعة يحاول كثير ممن يلجون عالم الثقافة أن يعرّجوا عليه ويُدلوا فيه بدلوهم.
وقد رأى كثير من هؤلاء الدارسين حتمية الصراع بين المثقف والسلطة وضرورة أن ينأى المثقف بنفسه عن التصالح مع السلطة السياسية أو التحالف معها أو حتى التعامل معها.
بينما يرى آخرون إمكانية التحالف بين الثقافة والسلطة إذا تحققت شروط كأن ينطلق السياسي من مرتكزات ثقافية وأن يحافظ على مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل على تحقيق المصلحة ألعامة وأن يمتلك رؤية ثقافية. وفي رأيي أن محاولات الوصول بالعلاقة بين المثقف والسلطة إلى حالة الصدام والتنافر بدلاً من الحوار والتشاركية ليس في مصلحة الأمة بأي حال، ولا بدّ أن يسعى كل من المثقف والسلطة إلى إيجاد جوامع مشتركة بينهما، لأنّ التصادم يعني أن يسعى كلّ منهما إلى إضعاف الآخر مما يؤدي في نهاية الأمر إلى إضعاف الطرفين، وهو في النتيجة إضعافٌ للأمّة وهدر لطاقاتها وتبديد لقواها، فإذا كانت السلطة مستهدفة ومستضعفة من قبل المثقفين فإنها لن تكون في مقدورها أن تصمد أمام التحديات والإخطار لأنّ الثقافة هي الروح للدولة وسرّ منعتها وحصانتها وصمودها. وإذا كان المثقفون مستهدفين من قبل السلطة ومهمّشين ومستبعدين من المشاركة في القرار والبناء فإنّهم يفقدون بذلك عاملاً أساسياً من عوامل دعم الإبداع ورعايته وتوفير مناخاته الملائمة. كما أن ذلك يحرم الثقافة من دورها في التنمية ويوصد الباب أمام قيامها برسالتها الوطنية وينزع منها شوكتها التي تجعلها قادرة على إحداث التغيير في الأفراد والمجتمعات.
إنّ الثقافة والسياسة لا يستطيع أحدهما أن يستغني عن ألآخر وكلاهما ضروري للمحافظة على الآخر وبقائه واستمراره؛ فالسلطة لا تستطيع أن تحافظ على استمراريتها من غير أساس ثقافي ومنطلقات ثقافية فكرية ورؤية ثقافية ومحرّكات ثقافية ووجه ثقافي، وكذلك الثقافة أو العمل الثقافي لا تستطيع أن تنجح من غير دعمٍ ورعاية من السلطة. ولكن بالمقارنة بين سلطة الثقافة وسائر السلطات، فإن سلطة الثقافة هي الأبقى والأقوى والأبعد أثراً والأعمق رسوخاً، والثقافة هي الجدار الأخير عندما تتداعى سائر الجدران السياسية والاقتصادية وغيرها، وسبب ذلك أنّه إذا كان بإمكان السلطة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أن تحاصر المثقف فإنه ليس بإمكانها أن تضيق على الثقافة، لأن الثقافة أمرٌ معنوي لا يُدرك بالعين ولا يمكن القبض عليه، وهي كما قال ابن حزم القرطبي عندما أُحرقت كتبه :
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمّنه القرطاس بل هو في صدري
فالثقافة محفوظة في العقول والصدور والضمائر والوجدانات ومجبولة في أرواح الناس ولا يمكن مصادرتها، وهي تمتلك القدرة على إحداث تأثير مستمر في الناس لا يتوقف مثل نبضات القلب الحيّ، كما أنّ فعلها في الناس تلقائيّ لا سيطرة للمرء عليه.
وتتمثل سلطة الثقافة في ما تفرضه على الناس أفراداً وجماعات من خلال أطرها المختلفة: اللغة والقيم والمبادئ والتراث والعقيدة والفنون والآداب والمعارف المكتسبة والمنتجة والعادات والتقاليد والأعراف والسمات الروحية والماديّة والخصائص العقلية الجماعية وغير ذلك، وهذه السلطات تطلق تأثيرها من داخل المرء وبطريقة تلقائية لاواعية وتوجّه سلوك المرء ومواقفه وأفعاله وأقواله، من غير أن يشعر المرء بتأثيرها إلاّ بعد أن تكون ققد فعلت فعلها فيه، وهذه المؤثرات الثقافية تجد قبولاً ورضىً من المرء أكثر من المؤثرات الأخرى الخارجية التي تمثل سلطاتٍ لها تأثير مؤقت مثل سلطة المعلم وربّ العمل وربّ الأسرة والأخ الأكبر ورجل الأمن وغير ذلك.
ولئن كان بإمكان الإنسان معاندة التأثير الناشئ عن السلطات غير الثقافية فإنّ من العسير عليه عدم الامتثال للتأثيرات الناشئة عن السلطات الداخلية / سلطات الثقافة. فللثقافة سلطة لا تُقاوم ولا تُردّ. ولذلك نجد أنّ ما يحفظه الإنسان من أشعار وأقوال وأمثال وأجوبة وتعابير لغوية وآيات وأحاديث وغير ذلك ممّا تختزنه ذاكرته تسبقه إلى لسانه رغم أنفه عندما يريد التعبير عن أي شيء، وعندما يستفتى الإنسان في أمر ما أو يُسأل فيه فإنّ ذهنه ينصرف أوّل ما ينصرف إلى مرجعياته الثقافية والمعرفية كي يستمد منها إجابته التي ترضيه، ثم يأتي بعد ذلك دور السلطات والاعتبارات الأخرى غير الثقافية.
كما أنّ للذاكرة، وهي أحد أهم المكوّنات الثقافية للفرد والجماعة، ظلالاً تفرض نفسها على ما ينتجه المرء أو يسلكه عن قصد وإرادة أحياناً وعن غير قصدٍ ولا إرادة في أحيان كثيرة، وأكثره تأثير غير ملموس في الحال.
إنّ الثقافة هي الإنسان نفسه، والمحافظة عليها هي محافظة على الإنسان، وتعزيزها يعني منح الإنسان الطاقة التي يحتاج إليها في حياته ويعزّز بها ثقة نفسه، كما أنّ إضعافها وتهميشها يضعف صاحبها ويجعله عرضة للآفات والأخطار.
أمّا سلطة الثقافة على المجتمع، فهي مجموع تأثيراتها على الأفراد وقدرتها على توجيه سلوكهم وتحديد تفكيرهم ومواقفهم ممّا يدور حولهم أو يعرِضُ لهم. كما أنّها المحدّد لهويتهم، وهي التي تحرّكهم عند الشدائد وفي الأزمات، ولذلك نجد أنّ الأعمال الثقافية من شعر وقصة ومسرح ودراما وسينما وغناء وموسيقى ورسم ونحت وتصوير وغيرها من أشكال العمل الثقافي لها قدرة بالغة على إحداث التغيير في وعي الناس ووجدانهم وسلوكهم.
وللثقافة عند يقظتها أو استفزازها أو حفزها طاقة عظيمة في إسناد الشعوب عند تعرّضها للمحن والشدائد، فتبعث فيهم روح الصبر والصمود والمقاومة والمواجهة والتحدّي عندما يستمدون من أعماقها ومن ذاكرتهم الجمعية ومن نماذجهم التاريخية العناصر والتجارب التي تعزّز صمودهم وتشحنهم بالأمل بالمستقبل والثقة بالنفس.
ولو نظرنا في أحداث الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا لوجدنا أن الخارجين على الاستبداد والظلم في تلك البلدان قد استعانوا بموروثهم الثقافي لتحقيق أهدافهم وتحريك جماهيرهم، ففي تونس وجدناهم يردّدون قصائد أبي القاسم الشابي، وفي مصر كانوا يرددون الأناشيد الشعبية المشهورة وأغاني أم كلثوم وعبد الحليم، وفي ليبيا كانوا يرددون مقولات شهيد ليبيا عمر المختار.
وللثقافة دور فاعل ومؤثر في مسارات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية وسواها، من خلال خلق الدافعية نحو الإنتاج وتعزيز قيم النجاح والإخلاص في العمل وتعزيز قيم الانتماء والخير والحبّ والجمال، التي تمثل دوافع مهمّة نحو إتقان العمل وإنجاحه وإنجازه.
غير أننا ونحن نتحدث عن سلطة الثقافة وتأثيرها البالغ الظاهر والخفيّ في الأفراد والمجتمعات وسطوتها عليهم، علينا أن نتذكر بعض الجوانب السلبية لانصياع المجتمعات التام لسلطة الثقافة وإملاءاتها، فليس كلّ موروثنا الثقافي يوائم العصر ويصلح لمقتضياته ومجاراته، فلا بدّ من تكييف استجابتنا للمؤثرات الثقافية كي تكون ملائمة لمستجدات العصر ومقتضيات الحال دون التخلّي عن ثوابت الأمة.
كما أن سطوة الثقافة على الجماعات – في حال الثقافة السلبية – قد تسهم في تراجع المجتمعات وتخلفها وتدميرها، وقد يؤدي إلى إطلاق اليد لتأثير هذه الثقافة في غير مكانها الصحيح.
ولذلك وحتى تحافظ الثقافة على سلطتها، أي قدرتها على إحداث التغيير والتأثير، وحتّى تصبّ سلطة الثقافة في خدمة المجتمعات والأفراد، لا بدّ مما يلي:
العمل على صقل عناصر الثقافة وتنقيتها من الشوائب والسلبيات حتى نضمن لها نتائج إيجابية.
مواكبة المستجدّات والتسلح بمعطيات العصر من غير التنازل عن ثوابت الأمّة.
تجنب تهميش الثقافة، علماً بأنّ الجهات المسؤولة عن النظرة الهامشية للثقافة هم :


أ- الحكومات التي لا ترى للعمل الثقافي مردوداً سريعاً للدخل القومي ولذلك لا تخصص ميزانيات كافية للعمل الثقافي.
ب- عامة الناس الذين ينظرون إلى الثقافة بوصفها أمراً ثانوياً أو كمالياً في الحياة، والذين لا نجد في برامج نوابهم ما يتصل بالثقافة إلاّ في القليل النادر.
ج- المثقفون أنفسهم الذين لا يبالي بعضهم بالارتقاء بمستوى إنتاجهم الثقافي.
ويمكن إخراج الثقافة من الهوامش من خلال الارتقاء بمستوى المنتج الثقافي وتطويره باستمرار، ومن خلال جعل الثقافة منتجة، ومن خلال تقديم الثقافة في صورتها الإيجابية الأخاذة والجاذبة والمتألقة وإبراز إيجابياتها وإثبات قدرتها على مواكبة العصر.

وفي رسالة اليوم العربي للمسرح تحت عنوان فالنجعل المسرح صنو الحياة, تحدث الفنانة الكويتية سعاد عبدالله قائلة:
في صبيحة يوم من أيام التاريخ، الذي لم أتمكن من تدوينه، لجهلي أولاً بأن هذا اليوم سيصبح مهماً في تاريخ مسيرتي الفنية، وثانياً لكوني تلميذة صغيرة تلهو على خشبة المسرح المدرسي كباقي الصغار، دون وعي بأهمية الخشبة التي نتقافز عليها صعوداً وهبوطاً.. نعم، كانت أيام الأحلام.

نعم، في ذلك الصباح البعيد، الذي سجل تاريخ ميلاد علاقة، أصبحت وثيقة، ودونت أسمي ورسمي، وكتبتني ضمن من سبقوني في هذا العالم المبهر المبهج - (عالم المسرح)، وهبتني ذلك الانتماء الحميم إلى مسرح، هو الكون كله، في لحظة مدهشة، تمسك الأنفاس، وتفجر الحياة الجديدة.



ومنذ وعيي وإدراكي أهمية هذا العالم، عملاً ومشاهدة، وهو يواكب قضايا الشعوب، من خلال عمالقة كتبوا، ونجومٍ جسّدوا حيوات إنسانية، وكان دائماً وأبداً شعلة مضيئة، تنير طريق الأمم، في حالات السلم والحرب، وتنادي إلى خيرٍ و وئامٍ وسلامٍ في كل حين .

ولكن، اليوم، وفي ظل ماتعانيه شعوب الأرض من نكبات الطبيعة ونكبات البشر، أرى أن المسرح، كحال أبنائه، يقف مكتوف اليدين أمام ماحدث ويحدث كل يوم، مخلفاً المرض والجوع والعجز لملايين الأطفال والنساء والشيوخ في شتى بقاع الأرض؛ فأية حسرة وأهل المسرح يجدون الإنسانية أقل حظوظاً وأتعس حالاً في ألفية جديدة.

لأن المسرح هو أبو الفنون جميعها، ولا بد أن يقوم ابناؤه منتفضين على واقع الحال، ليعيدوا صياغة عالم يخرج من رحم المأساة سالماً معافىً وشامخاً، كما كان دائماً، فيقدم الخير والجمال لتدب خطى الفرح فوق خشبته من جديد، وليعود نشيد الحياة و صراخ الأمل... فإن حياتنا العربية، في ربيعها الذي تاخر كثيراً، تستحق أن يكون المسرح رديفها، بل أن يغدو صوتها الصادق الصدوق دائماً..

فلنجعل من المسرح ميدان الحياة بصخبها وضجيجها، وبتوقها الأبدي إلى النور.
فلنجعل المسرح صنو الحياة، وعلينا، نحن أهل المسرح، أن نبني عبر هذا الصرح المرآة.. الحياة المبتغاة.. وأن نكون أمل الحياة على المسرح وأمل المسرح في الحياة.
تكريم الفنان ربيع شهاب
بعد تلك الكلمات المعبرة حول المسرح العربي واهميته في لقطة ووقفة إنسانية امتزج فيها الحزن والوفاء وأنهارت فية الدموع المعبرة لغيابه عن الساحة الفنية بسبب المرض الذي اقعده الفراش "لمدة تسع" سنوات طل علينا فيها الممثل ربيع شهاب لتكريمه وقدمت له التكريم لجنة التحكيم لجائزة الشيخ د. سلطان القاسمي للمسرح وهم: سمير العصفوري ،روجيه عساف ،زيناتي قدسية حسن المنيعي،موسى أرتي . وعرضت مادة قصيرة استعرضت فيها سيرة حياته, واهم اعمله الدرامية والمسرحية بعنوان "ربيع شهاب صانع الفرح". وفي نهاية الحفل قدمت فرقة انغام الأردنية بقيادة الفنان حسين دغيمات توليفة من مقطوعات موسيقية من الفلكلور العربي.


في صباح اليوم التالي قدمت مؤتمرات صحفية خاصة بالعروض المسرحية لمهرجان المسرح العربي. الى جانب بعض ندوات فكرية بعنوان "المسرح والديمقراطية- أفق المستقبل". وفي المساء قدمت ثلاثة عروض مسرحية هي كالتالي:
دولة قطر مسرحية بعنوان "مجاريح", السودان بعنوان "إحتراق", ومن ثمّ تونس "زهايمر".
وعلى هامش المهرجان تم إفتتاح معرض الكتاب في المسرح الملكي الثقافي, قاعة "فخر النساء زيد" حيث تضمن مجموعة رائعة من الكتب التي تتحدث عن تاريخ المسرح العربي وعلى مدى أربعة أيام فندق رويال شعلة من الندوات والمؤتمرات الصحفية وورش العمل يجتمع فيها كل المبدعين العرب من فنانين وأدباء ومثقفين وفي المساء تقدم العروض المسرحية المشاركة في المهرجان في اليوم الواحد تعرض ثلاث مسرحيات على مسارح المركز الحسين الثقافي الملكي وعلى مسرح محمود أبو غريب وعلى مسرح هاني صنوبر المركز الثقافي الملكي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.