المعركة في الأصل تعد مصيرية للأطراف الحقيقية المتقاتلة ، الرياض أدركت حجم الكارثة عندما رقص أتباع إيراناليمنيين على حدودها الجنوبية وارتفع النصر من طهران متباهيا أن صنعاء هي عاصمتهم الرابعة ، إنها لحظة نشوة النصر اللا متوقع ، أتباعهم سيطروا على كل شي في 21 سبتمبر 2014م و أصبح بيدهم المال والسلاح والقبيلة والجيش وخضعت كل الوزارات لسطوتهم . انسحبت الرياض من جبهات عدة لعدد من البلدان العربية ، وسقط حلفاءها بعد أن توقف دعمها لهم ماليا وسياسيا وعسكريا ، حتى الحكومات التي تعتبرها الرياض أنها عدو نسجت معها الرياض اليوم علاقات تصب بدرجة رئيسية في مكاسب تحسين علاقات الجوار ، ولم يبقى لها في البعض الآخر من الدول التي كانت تدعمها إلا تجمعات سياسية تناوش بها ، تفرغت الرياض لليمن هو عمق استقرارها أو أللا استقرار المربك لها وحلفاءها من دول الخليج وكان العزم لهذا الأمر انطلق وبكل حزم في 26مارس 2015م . استطاعت الرياض التحرك بقوة في كل الاتجاهات وتتنطط على كل المربعات لأنها في الأصل مخولة من كل الأطراف في إدارة الأزمة ، وسقوط اليمن تحت طائلة البند السابع عزز من تحركها بقوة ، القضية أكبر من عودة الشرعية إلى صنعاء ، لا يهم من يعتلي صنعاء إذا أمنت الرياض الشر القادم من اليمن وهنا بيت القصيد . مازالت الرياض تحن للقوي الخاطم ، صالح لن يعود ، والحوثيين لن يقووا على صنعاء إلا بمزيد من الترهيب والدم وهذا المسلك لن يستمر طويلا ، التفتيت الذي وقع فيه أصحاب حوار صنعاء لن ينقذهم ولن تعود صنعاء كما كانت ، ببساطة زيادة معدل تطوير الصواريخ واستحداث طائرات موجهه لن تعطي إلا في زيادة معدل تدمير قوة صنعاء وبلداتها ، من هي الجهة التي تقاتل في صنعاء ؟! .. ما مدى مشروعية فعلها السياسي والعسكري ؟! ..من يقف إلى جانبها ويبارك تصرفاتها ؟! كل هذه التساؤلات تقود إلى مشروعية ضربها و إضعاف قوتها حتى الشلل التام ، اليوم مواقع تتبع الحوثيين تعيب موقف روسيا في اليمن و أنها أي روسيا تكيل بمكيلين إذ في سوريا تحارب الدواعش وتترك الدواعش في اليمن ، هل يعقل أن الروس سيتحركون بمالهم وسلاحهم ورجالهم خلف السيد و أتباعه مستسلمين لهكذا طرح مقزز وطيش حد البله السياسي إنما هي حيلة الضعيف الغير قادر على النجاة . في كل الأحوال صنعاء وبلداتها قدرها اليوم نتاج وأفعال قادتها ، ما بعد سبتمبر 26/ 1962م تغيرت خارطة صنعاء واعتلى من يحكمها وأسس مشايخ يدعمون حكمه ويؤسسون كل أنواع البطش لتنخفض الرؤوس ، وما بعد 21 سبتمبر 2014م اعتلى مشايخ جدد يدعمون الحكام الجدد ، وقبل أيام التقى ولي العهد السعودي بمشايخ من اليمن ، هذا اللقاء يؤسس لمرحلة قادمة يجب أن تؤسس أركانها بقوة اليوم حتى يتجنب من أي تداعيات ستتجلى في صنعاء بعد إسقاط الحديدة ، خلخلة صنعاء وإضعافها وتجويعها وزيادة معدل هجرة شعبها جميعها تصب في اعتلاء حكام جدد طال الوقت أم قصر . الجنوبيون يدركون أن عودة الجنوب مرهون بضرب رأس الشر في صنعاء ، كل جبهات اليمن التي سقطت بيد التحالف العربي وتتباهى بها شرعية اليمن في الأصل قادتها ومقاتليها جنوبيين ، صالح اشتكى من المقاتلين الجنوبيين في أكثر من خطاب له ، إطالة المعركة بين الشرعية وخلفها التحالف العربي ضد الانقلابيين وخلفهم إيران ساعدت في تأسس قوة جديدة ناهضه ليست هجوميه أو غازيه بل دفاعية وستعمل في إطار جغرافي معين ، نعم في الجنوب المقاومة المسلحة البسيطة المتناثرة الضعيفة اللامعترف بها في خارطة القوة العسكرية أصبحت اليوم قوة نظاميه متعددة الأسماء والمهام قادرة على إحكام مناطقها امنيا وعسكريا ، مخطئ من يتوهم أن يتم تسلم الجنوب لسطوة صنعاء القدامى منهم أو الجدد أي من سيأتون بعد صالح والحوثيين ، و مخطئ من يتوهم البقاء للحليفين ضد الشعب في الجنوب واليمن ، صنعاء اليوم سيسيح الدم عليها قربانا لحياة الرياض ، وسينعم الجنوب بهذا الأمر والشعب في اليمن أيضا . الهدف العسكري لسقوط ميناء الحديدة واضح وصراخ صالح والحوثيين واضح أيضا ، إلا أن الأمر غير الواضح ودلالات عبئه على الجنوب من حيث الهوية يكمن في معدل النزوح الهائل لكبار تجار اليمن وأباطرة رأس المال المؤثر على كل الموازين ، هذا الأمر يقتضي مراجعات من الجنوبيين ودراسة مدى أثره المستقبلي على الجنوب ارض وشعب وهوية و إيجاد مخارج تسقط هذا الأثر وتأثيره ، هؤلاء يعملون اليوم على شراء العقارات والمساحات الهائلة في عدن وكثير من بلدات الجنوب ، كل هذا الأمر يسير على غرة من الجنوبيين الرازحين تحت الفقر أو في المعارك أو من عظيم الفتن والدسائس التي تحاك لهم ، مبررات القادم الكارثي على الحديدة سيصنع تغيير ديمغرافي يتبع أعظم تهجير يمني لأبناء تعز في الجنوب تحت مبرر الحصار والقتل ، صالح والإخوان أسسوا لهذا الفعل وهو التغيير الديمغرافي منذ زمن بعيد ليذوب فيه الجنوبيين إلى غير رجعه وتنتقل الأرض للقادمين الجدد ، لقد ظلموا الجنوبيين في السابق واليوم يتأسس في الجنوب ما هو أعظم من ذلك واشد ظلم يرقبه كثير من الجنوبيين نتاج هذه الحرب .