هكذا قلتها ذات يوم .. و أنا و من معي نشاهد تيارات الحياه الشحيحه تتماوج بمشاعر الناس في زمن أنعدم فيه الورد .. و ضاعت مشاعر الحب و معها الحبيب !.. كتبت ذات يوم و تحديداً 2/12/2004م .. و في احدى الصحف المحليه مقالاً قلت فيه .. أن العنوان جميل وفيه الذكريات الجميله لزمن أجمل !.. هذا الكلام في العام 2004م .. و لأنني أراجع بعض كتاباتي في الأزمنه المتعاقبه .. و أعمل شئ من المراجعه .. لماذا قلت هذا الكلام ؟!.. و في أي زمن قلته .. و ما صدى ذلك عندي و ليس عند الناس ؟!.. فوجدت أن الحياه تأخذنا بعيداً بعيداً عن ما كنا عليه من حياه نقول عنها في هذا الزمن بأنها (الزمن الجميل) رغم أن العام 2004م هو بداية الزمن الرديء ؟!.. مع ذلك فأنني أرى أننا نفقد الأشياء الجميله فلا نحاول الحفاظ عليها .. أو أقل ما يمكن الاحتفاظ بذكرياتها الجميله . فإذا جاء زمن اللّاحياة .. و أنعدم فيه الورد .. و بُعد عنا الحبيب الذي كنا نهديه الورد الجميل .. فمن حقنا أن نسأل .. كيف أصبحنا الأعجز عن الأحتفاظ بالأشياء التي تعطينا رحيق الحياه و نسمات الآمال .. فكم مره هى المرات التي شاهدنا الورد الجميل في المياه الضحله .. و كم هي المرات التي شاهدنا تلك المرأه العجوز وهي بين ركام منزلها الذي حطمته قنابل و صواريخ تجار الحروب .. تبحث تلك المرأه عن مزهرية الورود التي كانت تعانقها كل صباح لتستعيد ذكرياتها الجميله في زمن الورود و الاحباب ؟!.. لماذا لم تشغل أكوام الحدائد و دعامات أركان المنزل المحطم لتنسى كل ذلك تلك المرأه لتسعى بين أكوام الدمار عن مزهريتها التي كانت جزء من حياتها الجميله ؟! فياورد من يشتريك .. و للحبيب يهديك ؟!.. هى أغنيه مصريه شهيره ذاع صيتها في زمن الجمال و الحب و الحياه الهادئه و السعيده .. تتردد هذه الاغنيه على كل شفاه المحبين !.. صحيح أن الحياه أصبحت قاسيه و جافه بكل المقاييس .. فلا الورد هو الورد الجميل و لا الحبيب هو الحبيب الذي يسعى اليه المحب بشغف لا حدود له ؟!.. قد يقول البعض أننا نتباكى على ذلك الزمن .. فلماذا لا .. ؟! .. ألم تشدنا صورة الطفل الذي يحمل رزمة ورود يعرضها لمن لازالت في شرايين حيانه شئ أو مساحة حب .. أم أن هذا قد أصبح ترف و أضغاث أحلام ؟! ما أجمل الصوره التي أهداني أياها صديق .. و هي عباره عن مجموعه بديعه من الورود يحملها طفل بريء ينظر بعين دافئه لمن يمكن أن يمد يده ليأخذ ورده فينقلها بدلال لمن لازال فيه الحنين و الشوق للحب ؟!.. لكن كم هى الصوره القاسيه التي حملت لنا مشاعر متضاربه لتلك الانسانه العجوز التي سارت بخطى متعثره بين أكوام الدمار تبحث عن مزهرية الورود المحببه الى قلبها .. فلا تبالي لهذا الدمار الذي أصبح عنوان دارها المهدم .. أنها تبحث عن شئ من الماضي الجميل ؟!.. فلماذا قساوة هذا الزمن و رجاله أصحاب المعاول و اسلحه الدمار يستكثرون على الناس أن يستعيدوا شئ من زمانهم الجميل ؟! فياورد لم يعد هناك من يمكن له الشراء و قد ضاقت سبل الحياه و مقوماتها .. واللقمه الشحيحه و الكسره اليابسه أصبحت هي مصدر و دافع خطوات الانسان لتوفيرها له ولمن يتحمل مسئوليتهم من أفراد أسرته ؟!.. و أيها الحبيب لا تلومني اذا عجزت عن لقائي بك و معي الورد الذي أعتدنا معاً على التغني به و من خلاله بتلك المشاعر الرائعه السابحه في رحاب الحياه المليئه بالاشواق الزاخره بالحب ؟! آخر كلام في الورد و الحبيب .. شأت لي الاقدار أن أسير مطأطئ الرأس في شوارع الحي الراقي .. الذي كان راقي .. ليصبح هذه الأيام .. باقي البواقي .. بعد صلاة العشاء .. أسير بخطى متعثره في الشوارع فأرى المنازل التي كانت في هذا الحي تعج بالحركه والحيويه .. و تستمع لما تجود به المسجلات و جهاز التلفاز من أغان جميله فلا أحد سوى نعيق الغربان .. و صمت القبور / المنازل .. و كأن على رؤوسهم الطير .. خوفاً و جزعاً من الذين يراقبون الناس ليسلطوا عليهم زوار الليل الجدد .. و للعلم زوار الليل الجدد هم أبناء وأحفاد زوار الفجر الذين كانوا يرهبون الناس .. و هاهم الابناء و الاحفاد يرهبون كل من حاول العوده لذلك الزمن الجميل ؟!.. فمتى أيها الليل الطويل ستنجلي ؟!. و لنا لقاء