في هذا البلد، وكغيره من البلدان التي يسودها الظلم والقهر, ترى فيه بعض حملة الأقلام ومن يطلق عليهم أصحاب رأي أو محللين سياسيين, يُسمون الكذب دبلوماسية، ويطلقون على النفاق ذكاء، أما اللصوصية فهي شطارَة في نظرهم, وقلنا في مقالات سابقة - قبل هروب "هادي" من صنعاء إلى عدن وتحديدا عندما اشتدت حمى ما سمي بالحوار اليمني - بأن حملة المباخر في أماكن تواجد فخامته وخارجها, انطلقوا مبشرين بأمور لا تُقبل منطقياً وتحمل من الاستخفاف والاحتقار الشيء الكثير .. تهدف في مجملها إلى وجوب الطاعة العمياء, في محاولة لاستغفالنا وإيهامنا بأن الالتفاف حول الرئيس اليمني المؤقت "هادي" هو نوع من الاصطفاف الوطني الجنوبي!، لمجرد الادعاء بأن "هادي" يعمل بذكاء لاستعادة الجنوب, في الوقت الذي لم نرى فيه ما يوحى الى ذلك مطلقاً, بل على العكس كنا نرى النقيض تماما في أفعال وتصرفات وتصريحات الرجل. ونظرا لتكثيف حملاتهم حينها وانسياق أعدادا كبيرة خلفهم, حتى ممن كنا نعتقد بأنهم على اتصالات واسعة بمراكز عليا وعلى علم بخفايا ما يدور في المطبخ الرئاسي, ساروا على النهج ذاته لدرجة ان التناقض تسلل لداخلي, ليبدأ الصراع بين ما أراه واسمعه وبين قناعاتي لدرجة اني حدثت نفسي حينها بأنه من الممكن ان يكون الإنسان الذي بداخل عبد ربه اكبر مما هو عليه اليوم, وربما تكون الظروف هي التي وضعته في برواز قبيح, وحين تسنح له الفرصة في تحطيم البرواز, سيعملها الرجل دون تردد , ويظهر معدنه الأصيل, لكن قناعي كانت أقوى, ومع تزايد حملات بيع الوهم وإقبال الناس عليه بشغف, فضلت عدم الاستمرار في تقزيم القزم أصلا, وترك الأمر للأيام وهي كفيلة بكشف الحقائق, وهاهي الايام تكشف صحة ما ذهبنا إليه. يا سادة .. لقد قلنا من سابق ونكررها اليوم, "لقد حفر الرئيس اليمني المؤقت "عبد ربه منصور هادي" اسمه في سجل الوحدويين الاقحاح الأكثر تشدداً من المستفيد الأول من استمرار الجنوب تحت رحمتهم, وما دام الأمر كذلك، فإن ما يمليه المنطق علينا، أن لا نفترض بان استعادة الدولة ستأتي على يديه, وبخزعبلات الموتورين وتخريجاتهم " الطنانة الرنانة", لذا نقول لهم "من السهل جدا الترويج لكذبة تحت شعار جذاب والتباهي بها في السمو والارتقاء لإحقاق الحق حسب ما تدعون .. ولكن من الصعب جدا تصديق الكذبة فقط لأنها تعجب الآخرين وعلى هواهم وأنت تعلم أن فيها هلاكك ..ومعاناتك .. كإنسان و وطن". أما عن الحدث بذاته وهو إقالة الزبيدي وبهذه الطريقة فنعده مكسب لنا وليست خسارة, خاصة وإنها حررتنا من قيود كُبلنا بها بتواجدهم ضمن السلطة, و مع ذلك لا نستبعد بعد كل ما حصل ان يخرج ذات المروجين بالادعاء, بأن إقدام هادي على إقالة الزبيدي وهاني بن بريك كانت خطوة ذكية من هادي تهدف إلى إعادة الوهج للثورة من خلال دفع الناس للخروج للساحات مرة أخرى وان ذلك نتاج عقل "عبد ربه" الخارق الذكاء..