ازداد هذه الأيام الترويج لتخريجات طنانة رنانة .. لا تُقبل منطقياً وتحمل من الاستخفاف والاحتقار الشيء الكثير .. تهدف في مجملها إلى وجوب الطاعة العمياء والقبول بالأقاليم!. فقد عمل المروجون لتنفيذ مخرجات ما يسمى ب "الحوار اليمني" على إعادة إنتاج ما يردده البعض من إعلاميي الشمال, من ان الرئيس اليمني و وزير دفاعه يقودون مؤامرة هدفها استقلال الجنوب على أمل ان يتلقّفها البعض من أبناء الجنوب بحُسن نية والترويج لها دون إدراك لأهدافها مستغلين سريعو الانجرار خلف ثرثرة مروجو الإشاعات المضللة والكاذبة عند سماع عبارات التحفيز منهم, المتصلة بتطلعات أبناء الجنوب لاستعادة دولتهم كالادعاء بأن"هادي يعمل بذكاء لاستعادة الجنوب". لا يختلف اثنين، على أن المواقف المتذبذبة لبعض قادة الحراك الجنوبي وشراء ذمم آخرين وإلباس البعض الآخر لرداء غير رداءه وبرضاه وادعاء تمثيل الحراك والجنوب، هي سبب الاستهانة بنا, و مع الإصرار على إقناعنا بأنهم المنقذون لنا!, ودون ان يدركوا, بأنهم ساهموا في إيذاء أهلهم بأفعالهم تلك, التي تعد سبب من الأسباب في تأخر حسم قضية الجنوب, بدليل تبخر كل الوعود وكل ما صدر عن "صنعاء" سريعاً، ليتبخر معها "الصريمة" وغيره من المتملقين, وكأنّ شيئا لم يكن. وعند الوقوف على ما سبق ذكره من ترويج لأكاذيب مضلله, نرى انها تعني في حقيقتها السعي الإستباقي نحو تفكيك الحراك والجنوب جغرافيا, المفترض أنها تشكِّل مصدر تهديد لمصالح المتنفذين وناهبي الجنوب في صنعاء, لذا لجأت صنعاء لما اكتسبته من تراكم خبرات الترغيب وأغدقت أموالها على أخوة لنا في الجنوب، "رغم خواء خزينتهم جراء النهب المنظم لها" فنجحت في برمجتهم وتشفيرهم لحسابها، وتسخيرهم لإستغباء أبناء الجنوب و بث التفرقة بينهم, لذا يتوجب علينا أن نعرّي أولئك النفر, الذين تستّروا واستظلوا تحت رايتنا حتى باتت رائحتها تزكم الأنوف من شدة نتانتها .. علينا أن نعود إلى وعينا ونفيق مما نحن فيه. انه الخداع بعينه وبه تمكنوا من خداع أنفسهم والتوهم بصدق دعواهم وصواب طريقهم، ولكن لن يكون بوسعهم خداع الآخرين, لأن "الحق دائماً سيد الموقف"، فيكفينا ترهات ومسخرة .. فقد انقضت الحاجة إلى التمسك بكذبة الوحدة أو ما جاورها من معان تصب في نفس الهدف من قبيل الفيدرالية أو الأقاليم, التي يحاولون عبر تخريجاتهم السمجة أن يستثمروها لنظل تحت إبط صنعاء وناهبي الجنوب. لقد سطّر الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" اسمه في سجل الوحدويين الاقحاح الأكثر تشدداً من المستفيد الأول من استمرار الجنوب تحت رحمتهم, وما دام الأمر كذلك، فإن ما يمليه المنطق علينا، أن لا نفترض بان استعادة الدولة ستأتي على يديه, وبخزعبلات الموتورين وتخريجاتهم "الطنانة الرنانة", لذا نقول لهم "من السهل جدا الترويج لكذبة تحت شعار جذاب والتباهي بها في السمو والارتقاء لإحقاق الحق حسب ما تدعون .. ولكن من الصعب جدا تصديق الكذبة فقط لأنها تعجب الآخرين وعلى هواهم وأنت تعلم أن فيها هلاكك ..ومعاناتك .. كإنسان و وطن". وبعد كل ذلك, هل نقبل بما يروجون له خدمة لهدف مصلحي خاص بهم، واستغفالنا؟، وإيهامنا بأن الالتفاف حول "الرئيس اليمني" نوع من الاصطفاف الوطني الجنوبي!، في الوقت الذي نرى النقيض تماما من القيادة اليمنية وعلى رأسها "هادي" نفسه...!, وهنا نعلنها صراحة وللمرة الألف بأننا اكتفينا وتبنا, بعد ان خُدِعنا أولا وثانيا, نعلن توبتنا من تصديق أو احتمال صدق كل ما تأتون به, وسنعمل على فضح كل ألاعيبكم ونتصدى لها, لا من أجل ذاتنا . . . بل من أجل الجنوب وأبنائنا وأحفادنا . . . من أجل تأمين العيش الكريم لهم, والنأي بهم عن بيئة الفاقة والنفاق والتزوير.