من صغري..وحياتي كلها انقلابات وثورات وفورات وبورات..وفي مراهقتي لازمتني حركة الانقلابات الدموية..باسم الشعارات البراقة التافهة تفاهة منظريها ومروجيها..حتى ولوجي فتوة الشباب،وسن الرجولة...ومعزوفة الانقلابات لا تفارق مخيلتي الناصعة،و دماغي الغض..بما فيها الانقلابات على الجوانب الخلقية..مثل..إحراق الشياذر..تأميم المنازل..وسلب الأراضي الزراعية من أصحابها بقوة الانقلاب الثوري الفوري،وتسليمها ظلما لمن هم غير أصحابها..وهذا اكبر انقلاب..مع وجود وتجذير انقلاب الشطحات والخروج عن النص..في معظم المجالات..حتى شهر رمضان..كنا نجزعه مثل شعبان..عدا قلة ،والقلة ..للمزايدين : لا يقاس عليها..كما أن فك ارتباطنا بالمساجد والتربية الدينية..أكبر انقلاب..فقد عشقنا وأدمنا الصلاة..في مساجد الشباب..بارات الضياع..وابتعدنا عن نقاء وطهر المحراب..ثم جاءت أم الانقلابات..بلاوي ومجازر13/يناير كتتويج عالمي في فن الحقد والكره والقتل البشع والاستمتاع المقزز بالتعذيب وإزهاق النفوس..حاجة تشبه التصفية العرقية..وتواصلت حركة الانقلابات الني شهدت وعايشت في 1994 وما تلاها من أحداث مؤسفة..تقوى فيها أكثر النفوذ الشمالي..تواصلا إلى انقلاب حركة الحوثي على شرعية الرئيس هادي..في 21/سبتمبر/2014،ودخولهم صنعاء..في انقلاب واضح..حاصر هادي في منزله..وتمدد نفوذهم ،وسال لعابهم..على خيرات الجنوب..صديق الأمس في المظلومية الكاذبة التي كانت قبلتها..الضاحية الجنوبية،وعدن لايف الذي كان كثيرون لاينامون إلا بعد سماع أمواج الكذب التي يستعذبونه منهم..أعرف بالاسم..أشخاصا..كانوا يخزنون عليها..زمن استلاب العقول،وتأنيث الفحول..وتزامن الانقلاب مع الهجمة المرتدة على الجنوب في ابريل/ 2015..لتظهر فجأة عاصفة الحزم السعودي..لتعيد ترتيب أوراق المشهد،وقد جرت خلفها قواطر وعربات دول أخرى لتشاركها في قطع يد إيران في اليمن كما صرح وزير خارجيتها بذلك..وما تزال الحرب الضروس تحصد الملايين من البشر والزرع والضرع والمدر والحجر..ملخص حياتي ..أكثره أو جله..انقلاب في انقلاب..ربما نسيت الإشارة أن الربيع العبري الذي تفجرت براكينه في فبراير/2011 انقلابا على الدول العربية..على العرب والمسلمين..تحت يافطة شعارات كاذبة..حاقدة..ناقمة..ناعمة الملمس كجلود الثعابين..تبشرك بالرخاء،وتذبحك من قفا..في النور مش في الخفاء. حتى أنه بعد تطور الوعي السياسي سادت ثورة المصطلحات..وشكلت انقلابات جذرية في بنية الوعي الفردي والمجتمعي..وأصبحنا ننظر إلى بعض الثورات العربية المدروسة فكرا وتاريخا على أنها ثورات تغيير كبرى وفاعلة..صرنا نعتبرها..انقلابات مثل ثورة 23 من يوليو في مصر،وال26 من سبتمبر في اليمن،والفاتح من سبتمبر كما اعتقد ..وذلك في ليبيا وغيرها كونها لم تخض نضالا ضد مستعمر اجنبي وتخرجه من أراضيها..وإنما انقلبت على حاكم محلي..وطني..وهات لك من تنظيرات الهلس والكذب التي تتنكر لأسفار النضالات البطولية،وقوافل الملايين من الشهداء..آه...لكم أوجعتنا هذه الانقلابات...و تصبحون على انقلاب.