تعيش حضرموت أسوأ الأوضاع وأقسى الظروف في وقتنا الراهن وهذا الواقع المرير يشمل كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والمجتمعية والتعليمية والصحية والإعلامية. وليس في الأمر مبالغة عند مقارنة الوضع في حضرموت بالأوضاع في العهود الماضية حتى الثقافة أصيبت بركود وجمود وتمزق المجتمع الحضرمي إلى أشلاء وتسللت وبرزت الطائفية وتيارت الخلافات الدينية والقبلية، وظهر التشتت في الهوية والإنتماء، بسبب ضياع الخطط والبرامج وغياب الرؤية لدى السلطات المسئولة في حضرموت . وبكل صراحة وشفافية المشهد في حضرموت لا يسر، ولا يبشر بخير والصورة قاتمة تدفع نحو مزيد من الإحباط وللحقيقة نؤكد أن السقوط في براثن الإحباط والفقر والجهل والقهر والإستبداد والتخلف والإستسلام هي حالة عامة تئن من وطأتها حضرموت أضف إلى ذلك الغياب الكامل الذي لا نستطيع ان نجد له مبرر من قبل السلطة ممثله بالمحافظ... مؤسسات الدولة وأهمها القضاء وغياب المجالس المحلية في المديريات والمحافظة تجعل الوضع الراهن أكثر هشاشة وضعفاً وقابيلة للإختراق والإنصياع نحو رغبات ومطامع أشخاص محسوبين على السلطة مما يجعل بريق الأمل نحو الخروج من هذا النفق المظلم يكاد يكون ضعيفاً وصعباً. ولكن بالرغم من هذه النظرة التشاؤمية التي أود ان اكون مخطئاً في تشخيصها إلا انني أعتقد أن لدى من هم على رأس السلطة في حضرموت الوقت الكافي والفرصة المؤاتية ببذل الجهد لإعادة حساباتهم مع أنفسهم وتعديل الاعوجاج وسد القصور والثغرات ورسم خطط جاده لتجاوز كل نواحي القصور ،فهل هم فاعلون ..