عقدت صباح الأربعاء بالعاصمة عدن الجلسة الأولى للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة رئيس المجلس اللواء عيدروس الزُبيدي وبحضور غالبية الأعضاء. وعقدت الجلسة في مقر سكن المحافظ بحي جولد مور بمديرية التواهي بمشاركة غالبية اعضاء المجلس. وناقش المجلس خطة عمله خلال الفترة القادمة. وأعلن عن تشكيل المجلس في 11 مايو الماضي وضم في عضويته 26 شخصا من القيادات الجنوبية. وضمت هيئة رئاسة المجلس خمسة من محافظي المحافظات الجنوبية كما يضم المجلس وزراء ووكلاء محافظات في إطار شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وحضي أعلان تأسيس المجلس بتأييد واسع على مختلف طبقات الطيف الجنوبي في حين تحفظت بعض الشخصيات الجنوبية عليه ولكنها أيدت إنشاء كيان سياسي جنوبي كون إدارة الجنوب من صلاحيات الحكومة الشرعية للرئيس هادي. وكانت ردود أفعال القوى السياسية في شمال اليمن سوى في الشرعية أو الانقلاب متفقة على معارضة إنشاء المجلس. إقليميا يحضى المجلس بدعم إماراتي كبير في حين لم يصدر بيان يعترض على تأسيس المجلس من قبل باقي دول التحالف العربي. دوليا أظهر كل من سفراء ألمانيا والمملكة المتحدة اهتمام شديد بالمجلس والتحركات على الساحة الجنوبية. وفيما بعد استعدت المملكة العربية السعودية عددا من أعضاء هيئة رئاسة المجلس من بينهم رئيس المجلس ونائبه. ولاحقا أصدر الرئيس هادي قرارات قضت بإقالة ثلاثة من محافظي المحافظات الجنوبية الأعضاء في المجلس الانتقالي وهو ما نتج عنه ردود فعل غاضبة من قبل المجلس. ودعت رئاسة المجلس الجماهير الجنوبية الى التجمهر في ساحة العروض بخورمكسر يوم الجمعة القادمة الموافق 7/7 والذي يحمل ذكرى اجتياح الجنوب من قبل القوات الشمالية أبان حرب صيف العام 1994. ويحمل انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الانتقالي الجنوبي دلالات عدة. فبعد أن أُعلن عن انعقاد الجلسة الأولى في مدينة المكلا الشهر الماضي قبل أن تؤجل لاحقا، ينتظر الجنوبيون انعقاد الجلسة الأولى واصدار خطة عمل المجلس للفترة القادمة. وقال مصدر بالمجلس الانتقالي أن سبب تأجيل الجلسة هو عدم تمكن بعض اعضاء وقيادة رئاسة المجلس من الوصول لمدينة المكلا لحضور الاجتماع. ويعول الكثير من الجنوبيين على المجلس الانتقالي ليكون الممثل الأوحد للجنوب خلال الاستحقاقات القادمة. ودعت الجماهير الجنوبية أعضاء المجلس الانتقالي للعودة الى العاصمة عدن والمشاركة مع الجماهير في مليونية 7/7 القادمة. وبانعقاد الجلسة الأولى للمجلس يبرهن أعضائه على جديتهم في التحرك السياسي للخروج بحل يتوافق مع مطالب الجماهير الجنوبية. كما يوجه المجلس بانعقاده عدة رسائل لعديد القوى السياسية في الساحة وبمقدمتها الشرعية اليمنية. وتقف امام المجلس الانتقالي الجنوبي عدد من الصعوبات والعراقيل التي قد تعرقل من عمل المجلس في قادم الاستحقاقات. ولعل أهم الاستحقاقات امام المجلس الانتقالي هو الحفاظ على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي والذي تعاهد الشعب الجنوبي عليه في العام 2006. وكان رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر قد حذر في مقال له من اقتتال في العاصمة عدن وهو ما رد عليه المجلس الانتقالي بأن النهج السلمي هو خيار الجنوبيين منذ انطلاق الثورة التحررية قبل عشر سنوات. وأكد المجلس على الحفاظ على مبدأ التصالح والتسامح والحفاظ على أمن العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب. ويأمل الجنوبيون في أن يباشر المجلس الانتقالي في استكمال هيئاته ويعمل على الحوار مع بقية القوى الجنوبية.