كل انسان تتنازعه نزعتين : نزعة سادية ونزعة مازوكية؛ السادية: بمعنى الأنانية والغضب والرفض والشدة والحمية والعدوان والانتقام والشجاعة والنجدة والإقدام وهي نزعة إنسانية في حدودها الطبيعية . وحينما تزيد هذه النزعة في الذات الإنسانية كما هو حال البعض من الناس ، تتحول الى قوة جامحة بحب السلطة والتسلط والقتل والتوحش والنهب والاغتصاب والإيذاء والتلذذ بتعذيب الضحايا كما عبر الروائي الفرنسي الماركيز دي ساد ( 1740- 1814م الذي اٌشتقت صفة السادية من اسمه، الذي كان يقول : كل ما في هذا العالم لا يشبع شهوة من شهواتي! وهكذا يمكن القول أن السادي هو ذلك الشخص الذي يجد متعته ولذته الكاملة في تعذيب ضحاياه والاستمتاع بصرخاتهم وهو يتعذبون ! المازوكية: بمعنى حب السلم والسلامية والتواضع والشفقة والرحمة والحب والإيثار والرغبة في إسعاد الآخرين والتضحية في سبيلهم ، هذا في حدودها السوية أما في حالتها المرضّية فيمكنها أن تجعل الانسان يحب إن يكون ذليلاً محتقراً ومعذباً أو ضحية دائمة للآخرين ، مثل حب العبيد لاسيادهم القساة ، أو حب بعض الزوجات للضرب والتعنيف من قبل أزواجهن ،او حب بعض الاتباع لزعاماتهم حد التقديس وتحمل الاهانات والضرب، أو ادمان بعض الأفراد أو الأحزاب أن يظل موضع شكوى وبكاء من ظلم الآخرين لهم دون أن يبدون أي ردة فعل إيجابي لتغيير وضعهم وهكذا تكون المازوكية المرضّية هي أقصى أنماط السلوك السلبية السالبة للضحية التي تجد متعتها ولذتها بالتعذيب العنيف ، وهي بذلك تقع على طرف نقيض من السادية غير السوية التي هي أقصى أنماط الإيجابية الإجرامية العنفية المتوحشة والدامية، وما بين هاتين القوتين المدمرتين التين تتنازعين الذوات الفردية في الحالة غير السوية تتعين وتتكون الذوات الإنسانية السوية الطبيعية القادرة على العيش المتوازن في ضوء علاقة متكافئة بين الذوات الاجتماعية المتفاعلة، بقليل من السادية الفاعلة وقليل من المأزوكية المنفعلة .