بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد مليشيات الحوثي وحليفهم قوات المخلوع صالح ومحاصرتهم الرئيس اليمني هادي وعناصر حكومته ، ومن ثم هروبه إلى العاصمة عدن وما تلا ذلك من تمدد وحرب وغزو والسيطرة على أغلب مناطق البلاد بالقوة العسكرية ومن ثم تدخل عاصفة الحزم وقوات التحالف العربي وصمود المقاومة الجنوبية وتم تحرير أغلب المناطق الجنوبية وهزيمة الانقلابيين عسكريآ في الجنوب . إلا أن المشهد والوضع في المحافظات الشمالية مختلف تمامآ حيث أستمر الانقلابيين في حكم الشعب والعبث في أمواله وموارده رغم قرارات الشرعية الدولية والحوار والمفاوضات الدولية فتم تشكيل المجلس السياسي وإعلان حكومة إنقاذ وطني في صنعاء من طرفي الانقلاب متجاهلين المجتمع الاقليمي والدولي .
إلا أنه في الفترة الاخيرة بعد استحواذ جماعة الحوثي على القرار السياسي والمناصب والإمكان السيادية الهامة وتم تهميش أنصار المخلوع صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام مما سبب تذمر أدى إلى التوتر والتصعيد بين طرفي الانقلاب، وبالذات في هذا الاسبوع مع أعلان حزب المؤتمر الاحتفال اليوم مع مناصرية في ميدان السبعين في صنعاء بمناسبة تأسيس الحزب، والذي يبدو أن الانقلابين متفقين على الوقوف صف واحد في مواجهة التحالف الداعم للشرعية وعدم دخول صنعاء بالقوة العسكرية ومهما حصل بينهم من خلافات لكن سرعان ما يجمعهم المصير المشترك ضد ما يسموه بالحرب ضد العدوان ، وللأسف الشديد ما يساعدهم على الصمود هو عناصرهم في الشرعية والجيش الوطني ومقاومة التبات التي مازالت في مكانها وفي تنسيق واضح وهذا يعتبر خذلان واستنزاف للتحالف العربي .
وباعتقادي الشخصي ووفق ماا وضحناه أعلاه أن النصر والحسم العسكري فشل في الشمال، وأن الخيار المتاح هو الحوار والتفاوض والحل السياسي والذي يسعى له كل الاطراف بما فيهم الانقلابين ويبدو أن المهمة أوكلت للمخلوع صالح وحزب المؤتمر للقيام بها وما التراشق في الاعلام ضمن سياسة واتفاقات مبدئية واظهار حسن النية للطرف الآخر في الدخول في حوار جاد وحقيقي تحت إشراف المجتمع الدولي .