عامان مضت على عودة الحكومة الشرعية الى المحافظات المحررة لكن عودتها لم تحقق شيء وكل ما عملته تلك الحكومة البائسة هو مضاعفة أوجاع وعذابات المواطن الذي وجد نفسه يمشي في نفق مظلم لا يدري إلى أين تتجه به الدروب . حكومة الشرعية التي كان من المفترض ان توجد حلول سريعة لإعادة دوران عجلة التنمية عكفت على عسكرة الحياة المدنية وبدلاً من التفكير بحلول تنموية تسهم في انتشال الشباب من الوضع المأساوي الذي يعيشوه والذي اجبر الكثير منهم على سلوك منعطفات خطيرة ومدمرة حين رضخ البعض منهم لبيع مبادئه وأخلاقه وإنسانيته لجماعات الموت والإرهاب مقابل حفنه من المال ذهبت تلك الحكومة إلى تشكيل قوات عسكرية معادية للجنوب وشعبه وقضيته. وضعنا اليوم يا سادة معقد جداً ولا يبدو ان هناك ثمة بارقة أمل للخروج من شرنقة القتل والدمار في ظل قيادة حكومة العسكر التي لا تفهم من الوجود سوى توفير الموت للمواطن البسيط المغلوب على أمره دون سواه. نعيش اليوم وضع مأساوي بلغ حد الوجع , وضع تعطلت فيه العقول النيرة واشتغلت فيه الأيادي الفاجرة التي لا تحسن سوى صناعة الموت . بلد تقوده حكومة معاقة عقلياً وبدنياً ونفسياً , وغير مقبولة محلياً ودولياً حولت انتصار عظيم صنعه الأبطال في الجنوب إلى فوضى بفعل سياساتها التآمرية لان كل مسؤوليها يعون تماماً حجمهم في قلوب الناس ولذلك فليس لهم أي نوايا صادقة لتثبيت الأمن والاستقرار والبدء بخطة تنموية تسهم بفاعلية في عودة الحياة الى المناطق المحررة . هناك الكثير من المنظمات الدولية أتت إلى عدن للإسهام في دعم الاستقرار في العاصمة من خلال تنفيذ خطط تنموية تتمثل بإيجاد تمويل مالي للمشاريع الصغيرة للشباب باعتبار ذلك المحور الذي ينبغي ان تدور من خلاله عجلة التنمية , لكن المؤسف ان تلك المنظمات وجدت نفسها في واقع غامض جعلها تتراجع عن تنفيذ مشاريعها وذلك لعدم وجود خطة تنموية واضحة لدى حكومة الشرعية . تلك الحكومة الهزيلة تتفاخر بأنها عسكرت آلاف الشباب العاطلين عن العمل , فقد اخبرني احد الزملاء الكوادر في مجال التنمية انه قابل مسؤول كبير في حكومة شرعية معاشيق وعرض عليه خطط تنموية شاملة وبتكاليف معقولة , لكنه أضحكني وأبكاني في نفس الوقت حين اخبرني أن ذلك المسؤول قال له أن الحكومة بدأت في تنفيذ خطط تنموية كبرى من خلال ضم الشباب الى معسكرات الجيش , بل أن ذلك المسؤول تحدث إلى زميلي بكل فخر قائلاً له أن حكومته استوعبت أعداد كبيرة من حملة الشهادات الجامعية بعضهم ماجستيرات في وحدات الجيش . بالله عليكم هل هذا مسؤول عن مستقبل بلد وشعب ؟ وهل من المعقول إن حكومة مسؤولة على بلد تفكر بهكذا عقلية ؟. مليارات الريالات تهدرها حكومة ارض المهجر وبدلاً من ان تذهب تلك المبالغ لتنفيذ مشاريع تنموية تذهب إلى جيوب المسؤولين المغتربين الذين معظمهم والى اليوم لم يستوعبوا الجدوى من تعيينهم وأبرزهم وكلاء الوزارات الذين بلغ عددهم عدد سكان دولة الفاتيكان في الوقت الذي لم نسمع ان وكيلا واحداً داوم في مكتبه . استمرار حكومة الطرشان في غيها سيقود شعبنا الى الهاوية وسكوت شعب الجنوب وقيادته سيفرغ الثورة الجنوبية من محتواها وستتمكن شلة معاشيق من قتل روح الثورة في قلوب الناس بالتجويع والتركيع وحينها لا ينفع الندم.