كن فاسدا ترفع لك الأيادي وتركع الهامات وتهلل لك الأتباع- كن ناهبا تعطى لك المناصب والكراسي وتفرش لك الأرض بالورود والرياحين والطيب والعطور ، كن لصا وقاطع طريق يعمل لك ألف حساب وتسجل في سجلات المناضلين والثوار والمقاومة وحامي الديار كن ارجوازيا وبهلوانيا في سرك لنهب عقول وضمائر 0عشاقك المشاهدين وكن متلون المواقف عديم الانتماء تجيد الرقص على كل الحبال وماهر في ممارسة البيضة والحجر والتلاعب بقوت شعب ومصير امة تصبح زعيما وقائدا مقداما وحبيب الأمة وفارسا لا يشق لك غبار. كن قاتلا جيدا في الممارسة وعالما في فنونها تصير الوطني في جيش بلا وطن أو هوية أو انتماء . كن بليدا وحرامي من الدرجة الممتازة تعين مريرا عاما أو وكيلا في وزارة ما أو سفيرا للخارجية.. كن قبيلا وعنصريا ومنافق .. يجدد لك الولاء وتخرج خلفك الملايين للمطالبة بالمزيد من الانحطاط والسقوط والانهيار وتهتف باسمك المغوار ولاتكن نزيها شريفا فتحارب وتلعن وتطلق في حقك السهام كالعمالة والكفر والإلحاد. ولاتكن نبيلا ووطنيا ومؤمنا بالرب وبعدالته فتنهال عليك اللعنات والسباب كأنك قاتل للأرحام وزارع للفتن والفوضى وزرع الأحقاد ، ولا تكن طيبا في الخلق والطباع فتوصف بالسذاجة والهبل والارتياب واللوثة والجنون . ولا تكن نبيلا ووطنيا جيدا فترمى بالحجارة وكأنك شيطانا رجيم وكثيرا الخطايا والآثام، قف أنت في بلد غريب الأطوار وشعب يساق دون هدف ا وافق يحدد له المسار. كن كما أرادوك أن تكون.. ولاتكن كما أردت أنت أن تكون. كن فاسدا من طراز جديد.. تدخل فورا دياجير مواخيرهم ومجاريرهم فتعلق صورك في قائمة الشرفاء ولاتكن شريفا في قائمة الانتظار وتكون ناقدا طرف المسار، كن كائنا يجلد بالسياط .. وكأنك قادم من زحل أو أورانوس .. وتعلم كيف يكون الدفن بلا قبر أو تابوت.. وكن إمعة تساق إلى مسالخ للذبح بلا قبله أو طهارة كجسد ... هكذا حال البلد .. قف أنت حتما في بلد غريب الأطوار..!!