الحقيقة التي ينبغي على كل جنوبي فهمها واستيعابها ان حرية الجنوب واستعادة دولته الحرة المستقلة لايمكن ان يمنح او يعطى للجنوبيين من أحد هبه او صدقه وعلينا ان نستفيق من هذه الأحلام ، ومن يقول لكم ان هناك دولة تدعم حق الجنوبيين في فك الارتباط واستعادة دولتهم او ان هناك وعود فهو يكذب عليكم ، فكل دول مجلس الأمن ودول التحالف حدده موقفها بوضوح في قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وكلهم مع مخرجات الحوار مع وحدة اليمن . فلا امل ولا طريق ولا خيار أمام الجنوبيين لاستعادة دولتهم الحرة المستقلة الا طريق واحد فقط طريق فرض السيطرة على الارض، فحيث تضع رجليك تكون ، فلا مكان على الارض لمن يبنى أحلام في السماء .
لقد سبق لنا وان كتبنا ان عاصفة الحزم وانتصارات المقاومة الجنوبية قد وفرت الأرضية التى يمكن للجنوبيين ان يبنوا عليها دولتهم الحرة المستقلة ،، الا وهي بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسات الجيش والأمن ، ومن يعتقد أن بإمكان الجنوب بناء واستعادة دولته بدون مؤسسات ، بدون جيش وامن جنوبي فهوا واهم ، وعلينا ان نعي جيدا انه لا يمكن للعالم ان يسلم الجنوب بموقعه الإستراتيجي اذا لم يتأكد ويطمئن ان الجنوبيين بالفعل قادرون على تأمينه وحمايته .
ان المهمة الرئيسية اليوم لمن يريد بالفعل استعادة وبناء دولته الحرة المستقلة هي بناء مؤسسات الدولة أولا ، وفرض السيطرة على الارض ثانيا ، ولا يهم تحت أي شعار يكون ( لان العبرة في النتيجة )؛وان يثبت الجنوبيين للعالم انهم بالفعل قادرون على إدارة مناطقهم وحمايتها والدفاع عنها ، وبدون هذا فنحن نكذب على أنفسنا قبل ان نكذب على الأخرين ، ولذلك عندها فقط عند فرض تواجدك وسيطرت على الارض لاتحتاج ان تذهب للعالم بل سوف يأتيك العالم إلى عندك.
اما الشرط الثاني لاستعادة الجنوبيين لدولتهم هي وحدة وتراص الجنوبيين تحت شعار التصالح والتسامح وعلى قاعدة الشراكة والجنوب لكل وبكل الجنوبيين وهذه الوحدة هي التي انتصرت في حرب 2015م وهي في نفس الوقت التي هزمتنا في حرب صيف 94م عندما فقدناه بتمزقنا وعلى من يبحث عن وطن ودولة ان يتذكر هذا جيدا .
كما علينا ان نعي جيدا انه لايمكن للعقلية التي مزقت الجنوبيين ان توحدهم ، ولا يمكن كذلك للعقلية التي ضيعت دولة الجنوب ان تستعيدها .