أن بروز ظواهر وعادات سقيمة ومهترئة وخطيرة في جسد مجتمعنا.. والتي كنا قد تجاوزناه منذ عشرات السنين وتلاشت واندثرت واعتبرناه فاضيا متخلفا وارث ثقيلا لهم اثقل كاهلنا عقودا جمة . ولعل من اهم هذه الطواهر والعادات المقيتة وسيئة الصيت ظاهره عدم الانتماء للأرض والانسان والثأر المستشري في كيان وعقول وأفئدة جي اخر .. ضاع وسط طواحين و اسنة حادة وعدم الايمان بالعدالة الحقة وروح العطاء التي عشناه منذ زمن فصار قابلا للانكسار والضياح وغاص شبابنا في اوصال الذات القاتلة وحب الأخذ دون عناء او تأمل للبعيد القادم من مساحات اكثر وعورة واكثر الظواهر انتشارا.. النفاق والرياء المصحوب بالتسلق وركوب المخاطر دون تفكير او اعتصام من الاذى وقتل الآراء الاخرى وفرض الراي الاوحد وتخوين الاخرين واخراجهم عن دائرة البدل والعطاء والسمو وللاعتماد على قوة ايماننا بالروح الحقة لصدارة الموقف وتصحيح الاعوجاج المنتشر كوباء قاتل انهك البلد والعباد واضاع من عمرنا اعواما نحو تسديد لهدف اخر راق وسامي فصارت مسألة الوطن والوطنية قابلة للجدل والنقاش المتخلف بعد ان صار جدلا اخر خارج التاريخ والعم واتطور .. وحتما نكاد نشعر بان هناك قوى ظلامية وحاقدة ساعدت على وصولنا الى هذا الدرك الاسفل من الانحطاط والانبطاح المرعب والمخيف. لقد صار الوطن وسط طواحين حاده .. لخطط تحاك وفق مفاهيم اكثر تخلفا ورجعية .. وصرنا نتألم لواقع حي نعيشه وافكار مهترئة ومتخلفة لسوء اوضاع تزداد سوءا وسوادا قاتما لهذا الوطن المأزوم الماثل امامنا. وحتما نرى وشرفاء خيرين قابعين في زنازين واقبيه وسراديب خصص لهم لإبقائهم في دائرة الصمت والولولة والبكاء والابتلاء وسهام حاقدة ترمى على مواقفهم لرفضهم لهذا الواقع المفروض قهرا وعسفا. فمتى نفيق من سباتنا ونعرف ان البلد غارقة في مستنقع الإباحة والتدمير والانحطاط الذي بات الاستمرار في دربه من اكبر الجرائم وأبشعها لتدمير وطن قابل للانهيار و السقوط المريع..