الواقعية السياسية اليوم غدت تفرض نفسها وبقوة المتغيرات في الجنوب حتى كادت أن تكون بمثابة نهج عمل لكل القيادات السياسية الجنوبية وبلا استثناء ودون تردد بالتأكيد انا هنا ابالغ في طرح اضغاث احلامي الا ان هذه الحقيقة تبقى امنية قابلة للتحقيق متى اشتعلت عليه كثيرا وليس كما يحاول البعض منا في هذا الجنوب ان يفعل أو ان يوهم نفسه وأنصاره بأنه يمارس ذلك النهج ويريد منا ان نقتنع وفي ظنه انه هو الوحيد فقط من يسير على هدى وصراط الجنوبيين المستقيم وانه لايمكن لأي قوة مهما كانت ان تجعله يتراجع او يغير من نهجه الذي قطعه على نفسه ونشأ وتربى عليه .. وهذا لايفسر الا بأنه احد انواع الهرطقة التي نعيشها وهو امر لا علاقة له بمبدأ ونهج الواقعية السياسية التي اعنيها في هذه السطور وهي الواقعية التي تعتمد على الفعل الثوري الجريء الذي يقارب بين ماهو ممكن وماهو غير ممكن وبذكاء سياسي لايفقد صاحبه بوصلته والتخلي عن مبدأه و لاعن هدفه الاستراتيجي مهما كانت الظروف وغير هذا كما قلت فهو عبث وهرطقات سياسية محصلتها الاخيرة الانهزام والضياع ! وهنا ، ليسمح لي قارئي الكريم ان اكون صريحا معه وان يشاركني بتفاعله الايجابي و نفتح معا اخطر الملفات التي تواجهنا كجنوبيين واقصد ملف الهوية الجنوبية بعيدا عن اي تجيير سياسي وكما اشرت سلفا بواقعية سياسية نافذة الى عمق هذه القضية وأقول له و بشفافية تامة ان بعضنا تراوده اضغاث احلام فيتصور أنها احلام واقع معاشة فنراه يعمل بما أوتي من جهد وقوة على فرضها علينا كأحلام. لا بل كحقائق لابد ان نسلم بها ونزكيها هكذا ودون ان نتعاطى معها بالنقاش والحوار إلا ذلك الحوار الذي يريده هو وكأننا امامه مجرد اطفال قصر وقطيع بهائم يسوقنا كيفما شاء. هذه الهرطقة السياسية بدت تظهر على السطح مع ما تشهده الساحة الجنوبية من تحولات منذ انطلاق عاصفة العزم والحزم وما نتج عنها حتى الان و بالتأكيد فأن لذلك تأثيره على ما يحمله من توجهات وقناعات وهذا امر بقدر ما فيه تفاعل ايجابي وجميل من قبل البعض الا ان هذا البعض نراه يخلط خلطا غريبا ربما كان غير مقصود وتسبقه حسن النوايا لكن الأنقى والأخطر هنا ان يتم مثل هذا الخلط لغايات سياسية مبطنة يراد لها في حقيقتها وكهدف استراتيجي طويل المدى تبديد الحلم الجنوبي الكبير بأضغاث أحلام مشبوهة سابقة لأوانها والمذهل في هكذا هرطقات هو اصرار هذا النوع من الساسة انه يعرف وقبل غيره انها هرطقة ولا صلة علاقة لها باي مقاربات فكرية وسياسية ولنا في هذا من امثلة حية مايدور من جدل ونقاش حول الهوية الجنوبية والهوية اليمنية وهو جدل وحوار لن اذهب فيه بعيد حتى لااكون واحدا من هؤلاء المهر طقين الذين يخوضون حوارا يبدو من ظاهره اعتياديا إلا انه في سرائرهم مضمرا بل ومقصود به تعميم عدم الاحاطة به وتمييع جوهره وذلك من خلال كثير من.التفاصيل التي لا يصعب على المتابع الحصيف ان يستبينها حول حقيقة هوية و جنوبية الجنوب هذا الوطن الذي يجمعنا وأن المغالاة في هذا الاتجاه هو مبعث ومصدر مخاوف وقلق الشرفاء كون تلك المغالاة تصل الى حد الفوبيا والعقدة التي تسبق المنشار ان جاز لي هكذا توصيف اذ ان هذا الاتجاه وأن غالى بشعاراته الجنوبية يبقى هو أكثر دراية من غيره بأن هذا الجنوب الذي يزايد عليه هو من خرج شعبه ذات نهار عن بكرة ابيه يرفع علم دولته الجنوبية التي كانت قبل العام1990م وان ذلك الخروج المقترن برفع علم الدولة الجنوبية المقدور بها لم يكن اعتباطا بل كان عن علم وإلمام باتجاهات البوصلة امنيا ..أكان ذلك بعد حرب 1994م أو في العام 2007م و ماطلاه وحتى اللحظة فان القوى الجنوبية الحية وأولها المجلس الانتقالي الجنوبي وأيضا المقاومة الجنوبية الشريفه مابرحت تشدد على استعادة الدولة الجنوبية وهي (ج--ي--د--ش) اي الدولة التي دخلت في وحدة مع جارتها الشمالية اليمنية ايضا(ج.ع.ي) واشدد هنا على كلمتي الجارة الجنوبية والجارة الشمالية لان فيهما كما يقال التعليل والتفسير لمن استزاد علما في الجغرافيا والقانون الدولي ومن ليس فيه ذلك فهو يحاول ان يلف ويدور في حلقة مفرغة ويحارب طرا حين هواء وهو يمنية الجنوب اي ان هذا الجنوب بتلك التسمية قد فرضت لأسباب تنسب لزمانها وظروفها ولكنه يتناسى انه كان دولة حرة و مستقلة ذات سيادة و عضو في الاممالمتحدة وان ذلك اليمن هو اليوم غير اليمن في العام 2015م و كذلك هو الجنوب الذي ينبغي له ان يبقى تحت هذه التسمية التي لا اذهب بعيدا اذا قلت انها ايضا تعني الجنوب ولكن ترى اي جنوب ؟هذا مقام ومقال اخر... المهم في هذه اللحظة ان لا نخلط بين الحلم وأضغاث احلام واني مع رأي علم النفس ان هناك فرق شاسع بين الحلم الذي من حق المرء ان يحلم ويسعى لتحقيقه وجعله حقيقة واقعة على الارض وهذا امر صحي وايجابي وأما اضغاث الاحلام فهي كوابيس ومخاوف وردات فعل للعقل الباطني ومن خلط بين الاثنين فهو مصاب بعشى سياسي وأيضا ثقافي وهذا ماينبغي للنخبة الطليعية من ساسة و مفكرين وأدباء ومبدعين وساسة كذلك ان يوصلوه للناس وبوعي وايجابية ودون التنازل عن حق شعب الجنوب في مواصلة الحلم حتى تحقيق النهائي... ولمن يلتبس عليه امر كلامي هنا وحتى لا يساء فهمي وتأويل كلامي وتصنيفي فاني اختم و اقول ما قاله الاباء والأجداد في موروثهم الشعبي: "لما يخلق با نسميه " واللبيب تكفيه هذه الايماة...