الحرب دائما ليست هي الغاية ولكنها وسيلة للدفاع عن النفس أو لصد معتديا أو ردع ظالما وان اختلفت أسبابها ..! وحينما تتحول الحروب الى أهدافا مفتوحة غير مقيدة بضوابط شرعية ومراحل زمنية فإنها تتحول الى حروبا عبثية غيرحاسمة ووسيلة للكسب الغير مشروع من البعض وعلى حساب مصالح الأمم والشعوب..! وفي الحرب اليمنية وبعد ثلاث سنوات من عاصفة الحزم التي انتقلت منذُ مايو 2015 إلى مسمى الأمل فطال انتظار الأمل اكثر من المفترض وأخذ زمنا باضعاف مضاعفة لزمن العاصفة الأساسية.! لم يتمكن أي طرفا من إعلان انتصاره الكامل والانتقال إلى السلام والاستقرار والتنمية وإعادة مادمرته الحرب والحقته من دمارا وضررا في الإنسان والممتلكات.! نعم الجنوب انتصر كشعب ومقاومة وحراك من خلال واقعه الجديد الناتج عن مابعد تحرير عدن والمكلاء والمناطق التي باتت تحت سيطرة القوى الجنوبية...بغض النظر عن من يوجه تلك القوى والمسميات أو أي خلاف في الآليات المتبعة في ادارة محافظات الجنوب. غير ان تلك السيطرة الميدانية لم يواكبها انتصارا سياسيا حقيقيا غير قابل للجدل الداخلي أومع أطراف التحالف والرئيس هادي...كذلك لم يواكبه انتصارا في البناء وإعادة الأعمار والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة والنظام والقانون..!! بل حدث العكس من ذلك فيما يلمسه الناس من معاناة في العديد من جوانب الحياة العامة..! بالمقابل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حقق أهدافا عديدة لعل ابرزها فرض هيبة السعودية ودورها الإقليمي كدولة محورية وقوة عسكرية فاعلة في المنطقة لايمكن لأي طرفا آخر تجاوزها بغض النظر عن الخسائر التي تعرضت لها والتي انعكست على وضعها الإقتصادي أو تهديد الصواريخ البالستيه التي لم تسلم منها عاصمتها الرياض ولمرات عديدة.! كذلك الحال بالنسبة للإمارات العربية المتحدة فقد حققت حضورا ربما لم تكن تتوقعه وخاصة في الجنوب وباتت تمتلك التاثير على القرار الخاص باليمن الى جانب المملكة العربية السعودية... بغض النظر عن المواقف التي تحولت ضد الإمارات حد وصفها بالاحتلال في الأشهر الأخيرة وهو تحول ماكان له ان يحدث لو تم معالجة بعض الاختلالات في حينها..! أما حركة الحوثي فبرغم أنهم خسروا حربهم في الجنوب وبعض مناطق الشمال لكنهم ازدادوا قوة عسكرية وكسبوا كثيرا بالمقارنة مع وضع الحركة قبل الحرب والعوصفة.. وخاصة بعد تخلصهم من المشاكس القوي لهم الرئيس السابق صالح الذي اغتيل في ديسمبر الماضي 2017م.. واخيرا فإن الشرعية ممثلة بالأخ الرئيس هادي ورغم ان انتصارها يعتبر معنوي وليس فعلي في الميدان الجنوبي الذي يشكل اكثر من 75% من مساحة الوطن فقد كسب الرئيس استمرار تأييد المجتمع الدولي له شخصيا..وأن ظهرت بعض المؤشرات التي تشير لعكس ذلك بسبب بقائه في الخارج أوعدم السماح له بالعودة وفقدانه السيطرة على قرار الداخل بعد تنصيب اللجنة الثلاثية والوضع الذي يعاني منه الجنوب وعدن بشكل خاص! الخلاصة تبدُ مؤشرات الحسم غير موجودة في الواقع وهو مادفع الأمير محمد بن سلمان ليصرّح في إحدى زيارته بأن الحرب باتت على وشك النهاية.. ولذلك هناك مؤشرات على السلام القادم..فإن تحقق ذلك فسوف يفرز واقعا جديدا اكثر ملائمة لتحقيق استقرارا للوطن والمواطن بغض النظر عن صيغة الحل المؤقت.. كما ان ذلك السلام قد ينتج عنه حلا للقضية الجنوبية عن طريق الحوار...وفي حال تعثر ذلك الحل والسلام واستمرت الحرب.. نتوقع انها لن تتغير عن ماسبقها وان حدث تقدما للتحالف والقوى التي تقاتل تحت امرته وبأسم الشرعية فإنه سيظل تقدما في بعض الجبهات دون حسما كاملا للمعركة.! أما الخاسر من إنهيار السلام واستمرار الحرب للعام الرابع..فهي الشعوب وكل مواطن صابر ليس لديه مصلحة من بقاء الحرب.!! وعلى من يريد معرفة من هو المنتصر والخاسر الحقيقي..فعليه زيارة المقابر والمستشفيات وتفقد أحوال الجرحى وأسر الشهداء والضحاياء ومقارنة وضع الناس المعيشي وعدد من نزحوا بسبب الحرب وماحدث من دمار في البنية التحتية ومن يأكلون من براميل القمامة ومن تضررت منازلهم وممتلكاتهم المشروعة وليس المنهوبة ليعرف مقدار الانتصار من الانتكاسة .!