في أي زمان نحن ؟! في أي عام أو يوم أو لحظة ! لا أحد يتساءل كم لبثنا ؟ سبعة ألاف عام أو خمسة وربما ألفي عام ! خمسون سنة انقضت كلمح البصر لم تجد تقييما لها ولا حتى لفت نظر , زد عليها أربع وثمان فثلاثة عشر , لا شيء استوى والأمر لم يتغير . إلى متى الانتظار وأنتم تخوضون وسط الدمار ! ألم تكونوا صغار ! ألا تتذكرون أم لا تريدون أن تتذكروا وقد صرتم كبار في عجل دائم من أمركم إلى ماذا ! إلى ما هو لا يزال في علم الغيب , كيف تستخلصوه لأنفسكم ما لم يأذن به ربكم لكم بعد ! هل أنتم في الزمان أم الزمان فيكم ؟! أم إنكم مازلتم في طور ما قبل حلول الزمان ! تقبلون عليه أم تنتظرونه حتى يأتي إليكم ! هل سبقكم في الوجود وغادركم وصرتم بلا زمان ! أم أنتم من سبق ثم من بعدكم جاء يركض الزمان إلى أن قطعكم وأنتم تؤجلون عملكم من جيل إلى جيل لإشباع رغباتكم التي ليس لها حدود ولا يوقف تدفقها أي قانون أرضي ولا سماوي , ماذا تكسبون إلى أين تأحذونه ؟ فمن تصدقون ؟ آيات الله الكبرى أم إذا كلمكم الموتى أو نطق أبو الهول روبرت الزمان ! يقول إن لبثتم إلا ثلاثة عشر عاما وثمان وأربع ! أنقص منها خمسين بل أنقص ألفي عام أو خمسة وربما سبعة آلاف عام فإن المحصلة صفر زمان يتلاشى يظل دينا على كاهلكم زوال بلا طلوع . فلاشيء يزول لكي يطلع غير الوقت , ولا يطلع حتى يزول في تعاقبه الأبدي يتكور بالدورة الأزلية , فتنحني الأبدية وتلتحم بالأزلية في ظاهرة قياسها الإيمان أساسها العمل خالدة مخلدة عهود وأحقاب , سنوات وشهور , أيام – ليل نهار – ثم ساعة أدهى وأمر , جميعها مواقيت وهي أعمال وخيرها الأعمال الصالحة من غير زمان معين , فالوقت معلوم ليس به شيء من الزمان وهو حاضر على الدوام يجمع فيه الأولون بالآخرين والعديد ينسى هذا اللقاء الكبير والاجتماع الموسع بل الحشد البليوني وكم سيكون عدد الحاضرين والمحتشدين من أي بلد أو مكان أو جنسية ! وكيف سيكون الاستقبال فيه ؟ حارا أم فاترا على حسب نوع العمل فالجزاء من جنس العمل . إن أرقى الأعمال الصالحة هي العبادات التي هي مواقيت , فالصلوات مواقيت والصيام مواقيت والحج مواقيت وجهاد النفس والانتصار على الشيطان الذي يعتدي على الإنسان في أكثر الأوقات مواقيت .. إلخ . حتى التطور التكنولوجي والتقدم الذي أحدثه العلم الحديث قد يشغلكم بالمادة أكثر الأوقات , بهموم المصانع والمواد الخام والمشتقات والمركبات والطاقة وبوسائل الاتصال والإعلام كل ذلك ذكره أخذ النصيب الأكبر من المواقيت لتي يجب على المؤمن المسلم أن يخصصها خالصة لذكر الله طالما يدعو بأن لا يؤاخذه الله إن نسي أو أخطأ , فالدعاء مواقيت أيضا ربنا لا تضل سعينا ولا تجعلنا من الأخسرين أعمالا ومواقيتا .