تنظيم القاعدة في اليمن دخل مرحلة جديدة من العمل بتعدد هجومه على الجيش اليمني واختطاف الجنود والاستيلاء على الآلات العسكرية بالإضافة لسيطرته على المدن والمحافظات وتلك النقلة الجديدة في تكتيك القاعدة يؤكد خطورة هذا التنظيم على مستقبل اليمن ومن اهدافه بعد دحر التنظيم في اغلب دول العالم ومن ضمنها افغانستان هو استقطاب الاتباع ليمثل نقطة تجمع وانطلاق لبؤر التوتر في العالم. انشغال الجيش اليمني بمرحلة الانتقال السياسي الجديدة بعد خروج علي عبدالله صالح يمنعه من حسم المعركة بفعل ضعف القرار السياسي في العاصمة اليمنية صنعاء والخلاف في وجهات النظر في كيفية التعامل مع التنظيم بين الجيش والسياسيين وهذا ما يتيح للتنظيم فرصة التمدد في المدن وتعبئة الانصار وكسبهم في جنوب اليمن الذي تمثل فيه المنطقة الرخوة التي يستغلها التنظيم عبر الفراغ السياسي في جنوب اليمن واشتعال مدنه بنار التأجيج من قبل المطالبين بالانفصال ولا ننسى ايضا الاصابع الاقليمية التي تمتد في اليمن لتقليب الجمر ونعني بذلك ايران التي لم توفر اي وسيلة لتعزيز الفوضى ومن يلاحظ الدعم الذي تقدمه للحركة الانفصالية سواء عبر الدعم السياسي والاعلامي ناهيك عن الدعم اللوجستي. خطر القاعدة كبير ويتعدى حدوده اليمن ليشمل كل دول الاقليم والمنطقة بل والعالم لان اليمن تحول الى ملجأ للمطلوبين من الارهابيين العالميين حيث يلقون من تنظيم القاعدة التدريب والتخطيط والدعم المالي ولعل ما يحدث في الصومال خير مثال على مدى التنسيق الكبير ما بين الحركات الاسلامية المسلحة فيه والقاعدة في اليمن لذلك على السياسيين ان يتناسوا خلافاتهم ويمضوا في تطبيق المبادرة الخليجية ويضعوا التنظيم وخطورته عليهم جميعا في الاعتبار. دعم الدول الخليجية ضرورة ملحة لاخراج اليمن من محنته التي تتطور كل يوم باتجاه الأسوأ ومحاربة التنظيم تحتاج الى تنسيق استخباري تشارك فيه الدول والمجتمع الدولي حتى لا يجد اليمن نفسه وحيدا أمام الارهابيين الظلاميين. لعل تجربة المملكة في دحر التنظيم وتفكيك خلاياه وقطع شرايين الدعم المادي والفكري للتنظيم افضل مثال للنهج الذي على اليمن الالتزام به لطرده من بلادهم وهو جهد كبير بكل تأكيد ستقف دول المنطقة فيه موقف المساندة للقيادة اليمنية وشعبها لوضع حد للخطر الزاحف باتجاه دول العالم.