مشاعر جميلة تذهب مع الريح، وأعاصير تأخذنا إلى أفكار مشوشة و متضاربة، أن ثمارنا غير ناضجة ، الزمن بدد العزيمة ، وطموحات قطفها اليأس ، وضبابية عكرت صفوة الأمل، وأضحت لهثا وراء السراب ، وأحلاما متسربلة في صندوق الوهم، ولكن بعد أن سكن جوانحنا رغبة البكى، والصراخ دعونا نبكي على الأطلال، فالبكى أضحى خير تعبير ، لعل يتوحد الحال في إنسجام مطلق بين قساوة الحاضر ودموع الألم ، فالبكى والصراخ هو التعبير الذي تشتاق إليه الانفس ، ولكن وسط ذلك المكان المتسع ، حتى لا يسمع صدى أصواتنا ، بعد أن مسح الحاضر بكل قساوة على جبين الماضي ، وأعلن إلباسنا وبلادنا ثوب التعاسة، فالليل يتجدد دون نهار ، ولا حتى شعاع للفجر ، فكلما تجدد الليل زادت عتمته وسواده ، !! فلا الشمس أشرقت ، ولا الليل أنجلى ، فلا زلنا قابعين في جنح الدجى ، نمضي ولا نعلم إلى أين ، بسبب عتمة الليل شديدة السواد .