صوتي دليلي سيدلّني يوما عليَّ فأقتفيه.. أتحسس الكلمات والنبر الخفي وأجمع ما تساقط من حروفه في الطريق وأسير خلفه لعل للكلمات في عتمة الدنيا بريق سأسير في كلماتي لتألفني الطريق وأقول للمعنى المعرش في الكلام للرؤى المتسربلات بأي شيء لا يرى للخطى إذ تحفر القلب وتمضي في الغياب للعيون الهاربات من العيون لمواكب الوجد القديم حين ترجع مثقلات بالحنين وبالأنين وبالعذاب: لو أطاعتني الكناية لاختصرت مواجعي في أي حرف وانتصرت على العذاب واكتسحت قصيدتي العذرا وأتممت الكتاب واقتفيت فراشتي الأولى لترشدني إلى طفل بعمق الروح كنت ورثت صفاته, وتركته خلفي على أفق السراب ليرعى وردتي وينام فوق وسادتي في الليل يحرس آخر الأحلام **** أسير في حلمي كأني آخر الأحلام أحاور زرقة الأشجار والأنهار والسحب القريبة وجوه من تركوا النهار وكلَّ أشياء النهار تركوا خطاهم في الممرات المريبة بين أشجار الكلام أركب زورقي المشروخ أتبعهم فينأى صوتهم في الريح وأجلس قرب روحي متعبا والجسم يلهث خلف أطيافي البعيدة والقلب بينهما تنهد ثم قال: لعلنا لن نستريح **** سأصحو في حلم جديد فاتئد يا أيها القلب وكن في العصف ريح إننا لا نستريح ولتكن أية نفسك كي تصدقك الفراشات وتحملك إليّْ أنا في آخر حلم انتظر أتعرى للفراشات التي تكملني فلا تأتي إليّْ شاردا في أول الأحلام أنزوي في فكرة كانت حياة أهدهد عقرب الوقت : أعدني للذي قد فات أرى روحي على برد الرخام تتحسس الغيث القديم وقد تمددت في القلب زهرة الصبار كأنني أقف على ذاتي القديمة وأنا أحدق في غيابي عائدا وحدي إلى روحي الوحيدة مشرعا قلبي لأسراب الحمام وللفراشات البعيدة إذ تحاصرها الرياح إذ يلونها الظلام لم أعد قادرا إلا على وصف الغياب لم أعد واثقا إلا من صوت الرياح إذ يحاورها النخيل على ارتياب واقفا في الدهشة الأولى كشمعات الحب المذاب أيها النخل المغرر بالخيال يا امتداد الليل يا شبح القباب ما زلت أنتظر اقتيادك للسحاب كأي مغزى لامتدادك لا أنت أوقفت الرياح ولا أعرتني شرفة لأرى عذابك **** يا ملاذي حين يوقفني ارتيابي في السواد هبني مجازا يستعيد العمر من كف الأغاني و الثواني حين يحملها العدم هبني يدان تمسكان على الحلم قبل أن يصحو الصباح هبني جناحا كي أرافق رغبتي إلى المدارات البعيدة حيث أنصب خيمتي قبل أن تأتي الرياح