الجموع الغفيرة التي تقاطرت من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق صوب العاصمة الحبيبة عدن خلال الشهر المنصرم ،والتي افترشت العديد من ساحات الحرية ومنها عبرت عن مدى فرحتها وابتهاجها بالعيد 49 للثورة الأكتوبرية المجيدة ،الثورة التي خلعتهم من براثن الاستعمار البريطاني المقيت ، كما عبرت في نفس الوقت عن عزمها وإصرارها على المضي قدماً في حفلها الثوري بخطوات ثابتة نحو الهدف المنشود وهو التخلص والإنعتاق من الاستعمار الأحمري البغيض. ذلك الحشد الكبير المنقطع النظير برهن للقاصي والداني أن شعب الجنوب مشحون بالإرادة والتصميم في بذل الغالي والنفيس من أجل استعادة وطنه السليب معتمداً على مبداء النضال السلمي أسلوباً حضارياً يقهر الطائرة والدبابة والدوشكا ومختلف أشكال الأسلحة. لقد كان ذلك الاحتفال بمثابة استفتاء ناجح بكل المقاييس والمعايير بالرغم من أن الآلاف لم يتمكنوا من المجيء إلى تلك الساحات لأسباب خارجة عن إرادتهم ولكنهم كانوا مع إخوانهم بالقلوب والأفئدة ومن هناء أهيب بكافة الجنوبيين الأحرار أن يتقاطروا زرافات ووحدانا باتجاه العاصمة (عدن) رجالاً ونساءً ليكن احتفالهم بعيد نوفمبر بمثابة الاستفتاء الأكبر ليرى من بعينه قذى ويسمع من بأذانه صمم بان شعب الجنوب لن يقهر وإرادته لن تلين حتى انتزاع استقلاله شاء من شاء وأبا من أبا واجدها فرصةً هنا لأهمس في أذان القيادات الجنوبية من لمعت أسمائهم في سماء الجنوب على حساب دماء وأرواح الشهداء والجرحى وآهات المعتقلين والثكالى ،أن يعملوا بكل السبل والوسائل لإنجاح مثل هذه التظاهرات الفخمة كونها تُسهم في رص الصفوف لقطع دابر المتآمرين الحاقدين الذين يسعون بكل الطرق لإفشال ثورة الجنوب وإن حصل ذلك لا سمح الله فسوف يباع الجنوبيون رقيقا في سوق النخاسة وسيكون قيمة اكبر قيادي جنوبي لا يساوي قيمة فردة من نعل الشيخ صادق الأحمر .. فهل وعيتم.