نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد كنت متواجد منذ الساعة الثامنة صباحا بساحة التغيير بالمنصورة،صبيحة هذا اليوم 30 نوفمبر ذكرى جلاء المستعمر البريطاني من ارض الجنوب الحرة، وعند وصولي ببرهة يسيرة وصلت السيارة التي تحمل مجسم طيران اليمداء (طيران جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) التي قضوا عليها وتم تغيير اسمها الى اليمنية بعد أن قضوا على أسطولها الكبير وبنيتها التحتية. وكم كانت فرحتي غامرة وانأ أتجول بالساحة وبالقرب من مجسم اليمداء ، وأبناء الجنوب يحيطونها من كل الجهات، وكأنهم يريدوا ان يحجزوا بها مقاعدهم إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للمطالبة باستقلالهم وتقرير مصيرهم من الاستعمار الغاشم الذي كمت عليهم طيلة 22 عام، لم يتذوقوا فيها طعم الحياة.
الشيء الأجمل والأروع هي تلك الصورة التي تلونت بأبناء الجنوب من كل بقاع الأرض، ومن شتى محافظات الجمهورية، وهم يرددون شعارات برع برع يا استعمار من ارض الأحرار برع، وشعار نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد فيه استعدنا الكرامة يحي لنا سالمين، وغيرها من الشعارات الحماسية التي ألهبت روح الجماهير الفتية وهي تجول وتصول مدينة المنصورة مشيا على الأقدام متجهين إلى ساحة المعلا لتأدية صلاة ألجمعه. وقفت اتامل بتلك الوجوه القادمة وهم يرددون الزحف الزحف يارجال، وقد تأملت كل تلك المناظر والوجوه من أطفال وشباب، وشيوخ، يجمعها هدف واحو هو التحرير والاستقلال عن الاستعمار الجديد.
الصورة الأجمل والأروع هي أن كل تلك الوجوه لأبناء الجنوب فقط، ويمكن يكون اليوم الوحيد في حياتي الذي لم أرى فيه هذا الموقف طيلة اثنان وعشرون عام، منذ يوم توقيع الوحدة اليمنية. نعم أقول بان أبناء الجنوب قد تسامحوا وتصالحوا واتحدوا ، فقد شاهدت كل أبناء الجنوب في ساحة المنصورة وهم متحابون ومتطلعين إلى التحرير والاستقلال. *خاص عدن الغد