السلام عليك يا حكيم الكازمي وسلاما عليك حيا وسلاما عليك ميتا وسلاما عليك وأنت تسجى وتنتظر أن تحمل على نعشك النحيل إلى دارك البرزخية وسلاما عليك أينما حللت وسلاما عليك حيثما رحلت.. سلاما عليك يا أنبل الرجال ويا أصدق الأخوة ويا أوفى الأصدقاء في زمن الغربة والوحشة.. اسمح لي ان ابوح لك بالسر الذي لم أذيعه طوال فترة مرضك القهري الأليم ووجعك المحزن المؤلم مذ علمت بمرضك الذي جثم على جسدك المتعب وقلبك الجميل الأبيض المنهك بكل مامر عليك في كل تلك السنين الآتي أجهزن عليك حتى مت كمدا والما وكبدا. أنا لم احتمل رؤيتك وأنت طريح الفراش تنتظر الموت أنا لم اعودك ولم أقبل رأسك ولم اواسيك ولم أقف إلى جانبك ولم اخفف عنك ولم استطع أن اتخيل أن أراك ضعيفا مهزوما أيها الفارس المترجل من على صهوة جواده الأدهم الأصيل المحجل الذي لايشق له غبار في زمن أبطال الصلصال. ثق أنني كذبت على كل الناس وتفننت في إخفاء الحقيقه على الجميع وكل من يسألني هل زرت حكيم أقول له نعم..! وكنت أكذب ألما وكنت أكذب وجعا وكنت أكذب وأنا فاقد الوعي والشي الوحيد المسيطر عللي هو إني لم اعترف ولم أقر لهم جميعا بأني لم أصدق كل مايقولوه عنك وعن مرضك وكنت أعتقد ان كل ماقالوه ليس إلا محض افتراءات كاذبة وإشاعات وأخبار مقرضه..؟ نعم لقد كذبت لأني لم أستطع أن اتخيل ان تموت وترحل وثق إني كنت أكذب صادقا..!ومن شدة الصدق كان يعصف بقلبي فقدك المروع وغيابك الكبير قبل أن تموت..وأعلم أن هذا لن يغير من الحقيقة في شيء وهي أنك مت ولن تعود.. تبكيك خورمكسر وينتحبك حي الرشيد وتنعيك المدينةالبيضاء وحي السعادة والعريش وتبكيك كل عدن وشارة البنك والدرج وصحيفة الأيام وكل من عرفك وصادقك يا أبو يسلم ونعم الرجل أنت ونعم الصحبة صحبتك ونعم الأخوة إخوتك عشت شهما عزيزا ومت صلبا مجيدا.. إلى لحد قبرك في ديار الحق أقول نعم هو الحق الذي لامفر منه ياخي هو الموت الذي سنذوقه جميعا وسنلحق بك شئنا ام أبينا وهذه الحقيقة التي ليس كمثلها حقيقه على وجه الفانية المستديرة غير اني أقول للحد قبرك ترفق وأرفق بمن سكن جوفك وحنو وتمهل ورحم فهذا الذي تضمه بين جنباتك حكيم الذي كان ملاكا يمشي بقدمين في حياته على الثرى ولانكاد نسمع خطواتهما لشدة حلمه ورفقه وخلقه الدمث الجم حكيم الكتوم الذي ملكنا جميعا بابتسامته وهو يكبت أوجاعه ويخفي أحزانه ونحن نظنه أسعد الناس جهلا.. لك الخلود في الأرض لك الراحة في السماء وحتما لنا الموت يوما ما .
