الحضراني بتلك النظرة الثاقبة، والرؤية الفاحصة، والعمق في التوصيف ، والدراية في التشخيص ، سبق النظام السياسي، وتجاوز صناع القرار ، ووضعهم في الزاوية الضيقة، وكشف ضحالة، وضآلة التفكير السياسي لدى تلك النخب التي تصدرت المشهد السياسي، وصناعة القرار في البلد بطريقة أو بأخرى تلك الوحدة التى جسدها الحضراني في قصيدته الخالدة ، وملحمته الرائعة... (لقاء الأحبة ) ولأنه كان ولابد لأهل اليمن من أن يجتمع شملهم ويتوحد صفهم وتلتقي وجوههم.. لأن هذا اللقاء المتمثل بوحدتهم.. هو قدرهم، ومصيرهم، وماضيهم، وحاضرهم، ومستقبلهم، وهو أسهم وأساسهم، وأصلهم، وفصلهم، ووحدتهم هي قيمتهم الكبرى، وواجهتهم المثلى. . والجميع يعرف أنه لابد من حفلة كبرى، ومهرجان عظيم، ولقاء موسع لإشهار حدث الوحدة اليمنية وبعثه من جديد. فشبه ذلك بعرس يمني أصيل تلتحم فيه صنعاء بعدن (حسناء وحسان) ويحضر الجميع احتفاء وابتهاجا، فرحا ومرحا، رقصا وبرعا، وقد وصف ذلك الحفل ب(الطنان ) لعظمته وعظمة الحضور وما صاحب ذلك من كرم وضيافة وتنوع الفعاليات المعبرة عن البهجة والفرحة .. وقد عبر عن ذلك بالماضي لتحققه مستقبلا... واختياره صعدة مكانا لذلك العرس وتلك اللحمة ، وذلك الابتهاج العابر للزمن، هو الملفت والمعجز.. والحري بنا أن نقف عنده ونعطيه حقه . فهنا الحضراني وعبقريته، وهنا الحضراني وعمق النظر ... وهنا النقاط على الحروف. . وكما هو دارج في الأعراف السياسية أن الاتفاقات المهمة والبرتوكولات الأهم يختار مكان توقيعها أو حفلة اشهارها بعناية كبيرة .. لرمزية ذلك المكان ومايمثله من أهمية بالنسبة لفرقاء مثل هكذا اتفاق.... وما ذاك إلا لمعرفته جيدا بالتاريخ اليمني المتربع على الجغرافيا اليمنية. لأنه لاتاريخ الابجغرافيا ولاجغرافيا الابتاريخ، والفصل بينهما جهل، وعبثية ،واستهتار ، تلك الوحدة التى إرتآها وتخيلها وصورها في قصيدته الخالدة (لقاء الاحبة) بقيت حلما لليمنيين. ف سفرهم إليه مستمرا. ولابد من الوصول. . بينما الوحدة التي حققها معشر السياسيين بغير دراية ولارواية. وبدون النظر لا لتاريخ ولا لجغرافيا ذهبت ....بل وذهبت صعدة معها ... لأن ذلك المعشر غلبت نظرية (الخراج ) على التفكير والتفكر لديهم في النظر للجنوب وصعدة تحديدا غلبت وطغت على اعتبارات التاريخ والجغرافيا والإنسان. .. وزاد الطين بلة أن الإنسان الذي تم تجاهله من (المعشر) هنا وهناك ... نآى بنفسه عن التعامل مع الحدث بالشكل الصحيح .لكن بقليل من المسئولية، وبمغادرة مربع (الدكاكين) ستكون الأمور أفضل وستسقط حجج أصحاب (الخراج ). فتحقيق الوحدة من المعشر منجز لا ننكره ... لكن الإشكال في الطريقة فقد رسخت تلك الطريقة وذلك الأسلوب ثنائية الواحد وتجاهلت أهمية صعدة على الصعيد الوطني فكان ماكان... بينما الوحدة التي يفترض أن اتفاقاتها وقعت بصعدة في (لقاء الاحبة) قد رسخت واحدية الاثنين. وأعطت لصعدة رمزيتها ومكانتها الوطنية وكون ذلك لم يتم لايعني أنه ليس ممكنا حدوثه. لا أعتقدهنا أن (لقاء الاحبة ) قد يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية التي تخيلها الكثير.. مع فقدانهم لمقومات الخيال الذي تمتع به الحضراني الشاعر. . فتحية خالدة زكية مباركة للشاعر الحضراني وتحية للفنان ايوب طارش الصادح دوما ب ... لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ..وب.... لقاء الاحبة. ..وغيرها من الملاحم الوطنية .. وحتما ستظل اليمن ولادة بخيرها وعظمائها...