في صباح هذا اليوم الجمعة 26 يونيو تحل ذكرى أليمة لم يعشها بعضنا كمشارك فيها وعشنا سماع أحداثها ونحن في سن مبكر.. اتذكر انا علمنا بخبر أحداث 26 يونيو ونحن طلاب صغار في بداية المرحلة الاعدادية لم نسأل كيف ولماذا قتل سالمين؟ بل كانت إذاعة لندن هي مصدر الخبر الوحيد تشير لانقلاب في عدن واغتيال سالمين على خلفية أحداث في صنعاء واغتيال الرئيس الغشمي.. ترابط عجيب في الأحداث بين اليمن الشمالي ج.ع.ي والجنوب ج.ي.د.ش لا يفهمه الكثير من الشباب ومواليد الثمانينات والتسعينات والقرن الجديد2000م.
اغتيال الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) الله يرحمه ذلك الرئيس الذي ترك محبة في القلوب حتى من لم يعرفه.. اتى بعد يومين فقط من اغتيال الرئيس اليمني في الجمهورية العربية اليمنية (صنعاء) احمد حسين القمشي واتهام الجنوب بالوقوف خلف ذلك..
الاستخبارات الخارجية لعبت دور في الحدث والحقائق التي ماتزال مدفونة حتى اليوم تؤكد ان الجنوب العربي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واليمن الشمالي ج..ع..ي كانوا وما زلوا ضحايا للاستخبارات الدولية.
الماضي ذهب ولايمكن إعادته ولا يمكن نبش أحدا من قبره, والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.. كما ورد في الحديث الشريف ولكن العبرة والعظة.
هل من يعتبر من تاريخ الماضي ويتوب إلى الله ان كان مشارك في أحداث الماضي فلاينجر لمزيد من الصراعات والاقتتال ؟ فتلك شروط التوبة (الاقلاع عن الذنب والندم عليه وعدم تكراره).
هل الشباب يستفيدون من تلك الأخطاء بجد.. أو اننا نراهم ينتقدون تلك الأخطاء ويمارسون أسوأ منها..!
فإذا كان الرفاق في النضال وأبناء الوطن الجنوبي اختلفوا ووقع بعضهم في الخطأ فإن حسنتهم انهم بنو نظام قوي في الجنوب ودولة يهابها الجميع لم يفرّطو في سيادته أو يسمحوا بشي يضر بها رغم ولائهم للسوفيت حتى 90م وانهيار النظام بانهيار منظومة العالم الاشتراكي ككل.
كانت الوحدة هدف الجميع وشعار نتغنى به صباح ومساء ونكتبه ترويسة في المطبوعات والرسائل.. معظم الناس كانوا يستبشرون خيراً بالوحدة باعتبار الوحدة كمبدأ لم تكن هي المشكلة للعالم كله بل هي مطلب ما عداء بعض ممن كانت لهم رؤية مختلفة عن الوحدة ولكن لم يسمعهم أحد في القيادة الجنوبية التي مضت بمشروع الوحدة مع دولة ج.ع..ي....ممن كانوا يرون أنه كان على الجنوب ان لا يدخل الوحدة هكذا بدون ضمانات للجنوب ويطالبون بالفدرالية.
لكن ذلك التحذير لم نعلم به نحن جيل ماقبل 90م أو نسمعه على الهواء لأن مافي نت أو اعلام نتابعه مثل اليوم.. فقد عشنا لحظات الوحدة بكل سرور ورحب الشعب الجنوبي بها ولم يكن يعلم أغلبنا ما يخفيه القدر لنا من متاعب وهموم وفقر ومعاناة وتدمير مستمر يلاحقنا حتى اليوم.
لذلك فمحاكمة الماضي بعقلية اليوم لا تنفع لأن من عاشوا تلك اللحظات عاشوها كما هي وليس كما نعيشها اليوم في 2020م.
فمثلما هناك أحداث اليوم تعصف بنا ولايستطع بعضنا تحديد مالآتها في المستقبل كذلك كان جيل ماقبل 90 لا يعلم معظمنا ما لآت الوحدة. والفارق انه في هذا الزمن متاح للجميع حرية القول وإعلان ذلك علنا بعكس الماضي كانت وسائل التعبير منعدمة وقليلة ولاتكاد تسمع خارج مكان قولها في الكواليس المخفية.
فنسأل الله الرحمة للرئيس سالمين في ذكرى اغتياله ولمن قتلوا في كل المراحل ظلماً بسبب مواقفهم السياسية ,ولنعتبر من الماضي ...ضعوا اكثر من خط. العبرة من الماضي..
بتحكيم العقل ثم العقل ثم العقل في مواقفنا واختلفنا فيه مرده إلى كتاب ربنا كما أمرنا بذلك. والى قرار الشعب الجنوبي
وإلى مشروعية قضيتنا الجنوبية التي نجمع عليها الجميع. وان اختلفت الرؤى في حلها فالكل ينشد الحل والمرجع شعب الجنوب في تقرير مصيره وبناء دولته وفق خيارته دون وصاية. وبما يكفل مصالح الجميع في الجنوب وشراكتهم الوطنية ويكفل المصالح القانونية المشروعة للشمال حتى نخرج لبر الأمان بسلام.