يحكى أن هناك بغبغا يردد كل ما تقوله له البشر يسخرون منه ولا يرونه إلا بغبغا يردد ما يقولون فحسب ، وبينما هو على هذه الحالة يردد الاسماء والصفات والكلمات الساخرة وغيرها مما يمليه البشر عليه ، جات الشياطين له في ابها حُله تُملي عليه أفضل العبارات وألينها ، تداعبه وتلاطفه حتى احس منهم الإطمئنان والراحة وكان يردد كل ما يقولون ، كان يردد لهم كل ما يرددون ، يسمع الناس ما يردده فيعجبون لإمر هذا البغبغا من الكلام العجيب الذي يأتي به ، إلى أن تمكنوا منه وانتهت جميع رغباتهم ، ردد الشياطين على مسامع البغبغا كلمات العنف والتجريح على شيخ القرية التي كان يسكنها ، ولانهُ بغبغا امتثل كلامهم وضل يردد ما املتهُ الشياطين عليه ، حتى دخل شيخ القرية السوق ومر بجور هذا البغبغا ، سمع الكلمات التي يرددها واثرات غضبه ، فأمر به وقُطع راسه. كم هم اليوم من رواد الكراسي والمناصب من يرددون كل ما يُقال لهم كالبغبغا ، لايعلمون مدى الاثر على اوطانهم او على انفسهم ، يرددون الشعارات البراقه وينجرفون خلف ما تمليه عليهم شياطينهم البشرية ، كل حزب بما لديهم فريحون ؛ اصناف مصنفه ومزروعه بيننا لنشر كل ما يثير وزرع الفتنة بين اوساطنا ، ودس الدسايس ونشر الذعر في المجتمع. إن الاحزاب التي نشاهدها اليوم تتصارع ليس إلا على رغبات شياطينهم التي تملي عليهم ، لذلك نجد لكل حزب معين وناصر يناصر كلمته ويعينهُ عليها ويدحرج له كل الشعارات البراقة ويدعمه بالمال والسلاح ، هنا لا تستطيع الاحزاب إلا أن تردد كل ما يُملى عليها ، والعاقبة على الاوطان من ما يُمليه الشيطان. لا نلوم تلك الشياطين البشرية عندما جسدت رغباتها على مسامع المبغبغين الذين يرددون فقط ليس لهم حولاً ولا قوة ، هم فقط يُملون عليهم ويتركون عدساتهم توثق كل ما يرددوه ، والأبشع من هذا كله ، أن جميع الشياطين متحالفة وكل شيطان على راس بغبغا ، يدّعي كل منهم انهُ يناصرهُ وهم من ذلك في غنى ، يلهثون خلف مصالحهم الشخصية التي لن تتحقق لهم الا على السنت المبغبغين. تباً لكل من بغبغ على وطنه واهله وقبيلته وعلى نفسه وماله وكرامته وعرضه ، وتباً لكل شيطان رجيم يدّعي الصلاح والوفاق على غير ملةٍ او دين.