للمكرمين الكرام الأساتذة الأفاضل /أحمد عفيف ومحسن عثمان ومحمد صالح عبده وقاسم صالح وعلي حسن واستاذي القدير في المرحلة الابتدائية/عبد الرب حسين صالح الذين شرفوا قريتنا ألطف وقصدوا بيتنا العامر لتكريم أمي الغالية / سعود بنت علوي حسين حفظها الله فلله درهم أولئك النخبة الكرام من رسل العلم الذين بهم نعتز ونفتخر وهم يكرمون أمي الغالية وهي اليوم تناهز ال 90 عام حفظها الله يكرمونها ودموع الفرح تفيض في عينيها وهي تحتضن من هم في مقامي أبناء اعزاء ومدرسين أجلاء، يكرمونها وهي قبل 52عام حزمت شنطتي ودست خبزها في (مجزلي) وعينيها يومها تفيض بدموعها وهي تبعثني مع أقراني إلى مدرستي الجديدة البعيدة عن قريتي الغريبة حينها كأول مدرسة نظامية تطوي معلامة الكتاب!!! والتي كانت حينها 3 خيام منصوبة وسط حبيل الطلح لكن يومها كانت كل خيمة في نظرنا مثل جبال العر وثمر والقارة وفيها كان ينتصب الأستاذ عبد الرب حسين صالح والأستاذ عمر عبد القادر الجفري والأستاذ مسعود غالب والأستاذ محمد محسن بن عوض وكل منهم في نظرنا كان كالطود العظيم ومن بعده كثير من الأستاذ لأجلاء منهم الأستاذ سالم الشن والأستاذ احمد عبد القوي الحوثري والأستاذ احمد دريدح الذي كان يزور اسرة كل طالب مشاغب او متعثر حفظ الله الاحياء واطال بعمرهم ورحم الله من سبق إلى دار القرار وزمنها تلك الخيام كان العلم يمطر معارف ويسقي عقول متعطشة للعلم والمعرفة تزهر وتثمر وتحصد الخير الوافي كل عام وما زلت أحتفظ بدفاتر مملوءة من الغلاف إلى الغلاف أرفق لأحفادي صورها! واليوم تلك الخيام الثلاث أضحت مجمع الفاروق التربوي العملاق للتعليم الأساسي والثانوي بشقيه بنين وبنات والذي يرتاده أكثر من 2500 طالب وطالبه. والذي لبى ندائه أبناء قرى مجمع الفاروق عندما أطلق قبل أسبوعين الاخوان الكرام /عادل سعيد بن حلبوب وعبد الرحمن الدحوك هذه الحملة المباركة لسد عجز العام الدراسي القادم والتي تكللت برفد المجمع بما يكفي لميزانية العام القادم ويفيض من خير يافع الفياض وهنا لا ننس من بادروا من خارج جغرافيا الفاروق كالأخوين محضار بن طهيف وصالح علي الصهيبي ومن فاعلين الخير المجهولين للجميع ولكل الجهود المرافقة خالص الشكر والتقدير. ولذلك أحيي اللفتة الكريمة التي خصوا بها أمي ليغمروا بالسعادة قلبها الذي لا زال يحن من فراق فلذة كبدها وبكر فرحها الذي سبقها إلى دار القرار قبل أقل من شهرين ومن فيض رحمة الرحمن الرحيم كانت روح ابنها الفقيد عبد الرحمن حاضرة في هذا التكريم العظيم. فهذه أمي الذي يناهز عمرها ال 90 عام تجود بما تيسر إلى روح أبنها الذي ودعته وهو في سن يقارب السبعين عام وتبكيه وكأنه ذلك الطفل الرضيع وتعطف على روحه وكأنها في ربيع عمرها
فلا تلوموني وأنا أفيص بمشاعري عن هذه اللفتة الروحية الاجتماعية التربوية الكريمة، وأن أحيي الأساتذة الأفاضل على هذه الوقفة الراقية المغايرة التي تنم عن روح انبعاث حيوي حضاري ممن يستحقون كل الثناء والتبجيل من قال عنهم أمير الشعراء احمد شوقي قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسول
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقول فيا لها من لفته لها دلالاتها العميقة في تعزيز روابط الأم بالأم المدرسة وابنائهم وهي الغاية التي ينشدها كل مجتمع للعناية بمنظومة العملية التعليمة ومتطلباتها المترابطة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ولهذه اللفتة كذلك زاوية أخرى بعد ان غاب او طوي دور الأم تحت مجلس الآباء، ويا ليت يكون هناك مجلس أمهات في كل مدرسة يوازي مجلس الآباء! الأم مدرسة إذا اعددتها اعدت شعبا طيب الأعراق وهذا ما ينطبق على أمي وأمك أيها القارئ الكريم فكم هي عظيمة الأم التي رضاها من رضا الله وتحت أقدامها جنات النعيم ولها قسم الرحمن الرحيم من رحمته لتقسم لفلذة كبدها من كل خلية وجين وتكوين وما زال هناك في بطنها بعد القرار المكين ثم ينبجس من صدرها اول غذاء رباني كامل الدسم ينبجس من بين فرث ودم فلله الحمد كم تسعدنا اللحظات التي نسعد فيها امهاتنا وكم يسعدنا من يسعدها وكم نتطلع كذلك إلى رعاية وبر وسعادة أمنا الثانية المدرسة التي هي كذلك تحتضنا وتربينا من سنوات طفولتنا المبكرة، وإلى تعزيز العلاقة الاجتماعية والروحية بين الأم التي انجبت وبين الأم التي أكملت التربية والتعليم وما يجب من تعضيد العلاقة البينية بينهما فهما اللبنة الأساسية التي عليها ترتقي مداميك بناء المجتمع الآمن المطمئن وعليها تشمخ صروحه!!! فرسل الأم الأولى إلى الأم الثانية خامات في أهم مراحل التكوين بصفحاتها وقلوبها البيضاء النقية الطاهرة البريئة براءة الطفولة التي لا زالت تحت عناية الله وملائكته ورعاية وحنان أبوية ومجتمعه!!! وأما رسل الأم الثانية فهم من سخرهم الله ليكملوا رسالات الأنبياء والمرسلين والمصلحين الاجتماعيين إنهم المعلمين الأفاضل الذين على أيديهم يترتب تشكيل وعي المجتمع وتحصين أخلاقه من خلال تثبيت مكارم الأخلاق عند الخامات الناشئة المتطلعة إلى المستقبل والتي تتطلب العناية الفائقة الدائمة لصقلها وتربيتها وبنفس القدر والأهمية من العناية بتلقين الألف باء وترسيخ تعلم اللغة وسيلة كل العلوم والمعارف، وبالتوازي مع العناية بتربية النشء من إماطة الأذى عن الطريق إلى ما كان يخوفنا به الآباء إذا تعرض أحدنا في طريقة إلى المدرسة للطيور وحتى أبسط الزواحف التي كانت تعترضنا في كل منعطف وطريق. ختاما" اليوم بالنسبة لأمي وأسرتي وقريتي يوم تاريخي عظيم وعظمة هذا اليوم هي بشقها الأول : رد الجميل لأمي من مدرسة أبنائها وأحفادها وهم يشرفونها ويكرمونها هذا التكريم الكبير جزاهم الله خير الجزاء وحفظ أمهاتهم وأهلهم جميع. وبشقه الثاني وأمي وأحفادها ومشايخ قريتي وشبابها يحتفون بمكانة رسل العلم الذي يجب على المجتمع ان يعيد هيبة المعلم وشموخه ودوره العظيم، لذلك وجب على الأهالي ان يستضيفوا رواد العلم والحضارة بين فترة وأخرى ويبجلونهم أمام أبنائهم!