اقيم اليوم الخميس بقاعة محمد علي لقمان بديوان رئاسة جامعة عدن الحفل التأبيني للفنان الكبير الراحل/أحمد علي قاسم، الذي عقد برعاية الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، ونظمه مكتب وزارة الثقافة بمحافظة عدن بالتعاون مع جامعة عدن. وفي الكلمة التي ألقاها في مستهل فعاليات الحفل التأبيني عدد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، مناقب الفقيد الفنان/أحمد علي قاسم الذي أعطى للوطن فناً أصيلاً وجميلاً، أستمتع بنغماته وكلماته الملايين خلال أربعة عقود من الزمن.
ووصف الأخ/رئيس جامعة عدن الفنان الراحل بأنه من القلائل الذين قدموا للفن أكثر مما قدموا لأنفسهم ولم يستفد من فنه على المستوى الشخصي بل قدم عطائاته الإبداعية للفن والوطن دون أن ينتظر مقابل..، داعياً إلى رد الجميل إلى هذا الفنان من خلال الحفاظ على تراثه وتوثيقه.
وحذر من ضياع تراث المبدعين ونتاجاتهم الفنية والإبداعية مالم يتم حفظها وتوثيقها في ظل انتشار السرقات الفنية والأدبية وضعف الضوابط والتشريعات الرادعة لذلك..، وشحه الإمكانيات لدى الهيئات الثقافية..، لافتاً لصعوبة قيام هيئة أو مؤسسة منفردة بتبني ودعم المبدعين مالم تتعاون كل الأطراف المعنية.
وقال: "عندما نحتفي بالفنان الراحل/أحمد علي قاسم فإننا نقف أمام محطة مهمة في مسيرة الفن نسلط من خلالها الضوء على إبداع هذا الفنان، ونؤكد على أهمية الحفاظ على تراثه..، داعياً كل الجهات المعنية إلى الاهتمام بحفظ وتوثيق التراث الفني للفقيد ولكل المبدعين تعبيراً عن تقدير إبداعاتهم وعطائاتهم خلال حياتهم، وحفاظاً على ذاكرة الوطن الثقافية وتسخيرها للأجيال المقبلة.
وأشاد الأخ/رئيس جامعة عدن بالحضور النوعي لهذه الفعالية التأبينية من قبل الفنانين وزملاء الفقيد في درب الإبداع الفني التي عبر عن الوفاء والتقدير لما قدمه طوال مسيرته الإبداعية للفن والوطن وللملايين الذين استمتعوا بفنه ورددوا أغانيه.
من جانبه عبر الأخ/عبدالله باكدادة عن تقديره لحضور كوكبة متميزة من فنانين ومبدعين مدينة عدن ولحج في هذا الحفل التأبيني الذي يعبر عن الوفاء والعرفان للفنان الراحل/احمد علي قاسم الذي قدم الكثير للفن وترك بصمات متميزة في صفحاته المضيئة.
وأوضح أن الفنان الراحل كان مرهف الإحساس عميق المشاعر الإنسانية، أحب عدن واليمن كلها، وأحبه الناس واستمعوا لفنه وترنموا به..، مشيراً بان الفقيد غنى للوطن وأرضها الطيبة وللحب وللإنسان، وتعددت الألوان الفنية التي غناها وتميز بها.
وأشار أن الفنان الراحل أحمد علي قاسم يستحق منا كل الحب والعرفان لما قدمه لنا جميعاً، وهذا الحفل التأبيني هو البداية لمشوار جمع تراثه وحفظه ونشره ولتعريف به..، حاثاً كل الجهات الى المساهمة الايجابية في جمع وحفظ تراث هذا الفنان الرائع.
وأشاد الأخ/عبدالله باكدادة بجهود جامعة عدن بدعم ورعاية المبدعين، وتكفلها بطباعة الكتاب الخاص للفنان الراحل/أحمد علي قاسم على نفقة الجامعة..، وكذا مشاركتها بتنظيم هذه الفعالية التأبينية للفنان/أحمد علي قاسم واحتضانها في قاعة جامعة عدن.
من جهته تقدم الأخ/أسامة أحمد علي قاسم نجل الفنان الراحل، بالشكر لجامعة عدن ولمكتب الثقافة بالمحافظة على جهودهما لتنظيم هذا الحفل التأبيني للفنان الراحل/أحمد علي قاسم، والمشاركة في مواساة أسرة الفقيد وذويه وإقامة هذه الأربعينية في جامعة عدن وهو ماعبر عن الوفاء والتقدير للفنان الراحل ولكل الفنانين في بلادنا.
وتعهد باسم أسرة الفنان الراحل بالمحافظة على عطائات الفقيد التي أبدعها خلال 45 سنة مضت، والتي قدمها لأجل الإنسان والجمال والوطن دون أن ينتظر أي مقابل..، مطالباً الجهات المسئولة في الدولة بالتجاوب مع مقترحات توثيق وحفظ تراث الفنان الراحل/أحمد علي قاسم والعمل على حصر تراثه الفني وتوثيقه في كتاب وتسجيله في حوافظ حيه توزع على المكتبات المحلية الخارجية.
وكان الفنان/عبدالكريم توفيق قد ألقى كلمة الفنانين وزملاء الراحل الفنان/أحمد علي قاسم، أشار فيها إلى الطريق الصعب الذي أجتازه الفنان الراحل للتعريف بموهبته الفنية، حتى استطاع في الستينيات من القرن العشرين تسجيل أول أغنية له في إذاعة عدن (1954م)، تم بتلفزيون عدن (1964م)، حتى داع صيته وأستحوذ على حب الناس وتقديرهم لفنه.
وتطرق إلى إبداعات الفقيد في تلحين الأغاني وفي الغناء بعدة ألوان فنية، ومشاركته الفنية في عدة محافظات داخل البلاد، أو بتمثيل الأغنية اليمنية في الخارج، وبعلاقاته المتميزة مع الفنانين والمبدعين..، مشيراً أن مدينة عدن فتقت كثير من الإبداعات في العديد من المجالات ومنها الفنية التي بزق منها بأعذب الألحان وأرق الكلمات فناننا الراحل/أحمد علي قاسم.
وشدد فيها على ضرورة اهتمام الجهات المعنية بالفنانين والمبدعين خاصة من الجيل القديم الذين شقوا طريقها بصعوبة ولم يجدوا الآن من يقدرهم بشكل كاف..، داعياً المعنيين لجمع تراث الفنان/أحمد علي قاسم وبقية الفنانين الكبار أمثال يحي مكي، وعمر غابة، ومحمد سعد عبدالله ومحمد مرشد ناجي، ومحمد محسن عطروش ,احمد قاسم وتقديمه للأجيال الحالية والقادمة.
إلى ذلك شهد الحفل تلاوة قرار الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بمنح درع الجامعة للفقيد الفنان/أحمد علي قاسم، الذي قدم لنجل الفقيد/أسامة أحمد علي قاسم، ومنحت وزارة الثقافة بدروها درع الوزارة للفقيد، ومنحت قناة عدن الفضائية درعها للفقيد..، كما قدمت شهادات تقدير للفقيد من كل من إذاعة عدن، ومن مركز العزاني للتراث والتوثيق الفني، ومن منتدى محمد سالم باهيصمي، ومن جمعية تنمية الثقافة، ومن شركة بانافع للمقاولات المعمارية، ومن الفنان/خالد السعدي.
وجاء منح الدروع والشهادات التقديرية للفنان الراحل/أحمد علي قاسم تقديراً وعرفاناً بالعطاء الفني للفقيد وإسهامه الكبير في إثراء المكتبة الموسيقية والحياة الفنية اليمنية بأجمل أغانيه ومن خلال دوره أثناء تقلده عدداً من المواقع الإدارية والفنية في إذاعة وتلفزيون عدن منذ نصف قرن وكان آخرها نائباً لمدير الإنتاج في قناة عدن التلفزيونية.
حضر حفل التأبين الدكتور/مهدي علي عبدالسلام عضو مجلس النواب، والدكتور/محمد أحمد العبادي نائب رئيس جامعة عدن، والدكتور/ياسر محمد باسردة الأمين العام لجامعة عدن، والدكتور/محمد غرامة الراعي مدير مركز الإدارة الصحية بجامعة عدن، والفنان/عوض أحمد، والفنان/أنور مبارك، والفنانة/أمل كعدل، والفنان/فضل كريدي، والأستاذ/عادل العزاني مدير مركز العزاني للتراث الفني، والفنان/عصام خليدي، الدكتور/عبدالرحمن اللحجي رئيس قسم إدارة الأعمال بجامعة عدن، وعدد من أساتذة الجامعة والفنانين والمبدعين والمهتمين.
يذكر وقد بزغ نجم الفنان/أحمد علي قاسم (أبو أسامة) في سماء الأغنية في عدن منذ نهاية الخمسينيات من القرن العشرين، وهو من الجيل الرابع للفنانين الذين ظهروا في الساحة الفنية فيها، وأستمر وهجه في الساحة الفنية حتى وفاة الأجل في ال10 سبتمبر2011م.
ونال الفنان الراحل شهرة واسعة لدى المتذوقين للفن في عدن وكثير من دول الجزيرة العربية حين صدح صوته الطروب بأول عمل فني بعنوان "أنا أترجاك" من ألحان الفنان/محمد محسن عطروش، وقد فرض الراحل صوته الجميل بتعاون كبار الملحنين والفنانين وفي مقدمتهم الفنانون/محمد مرشد ناجي، ومحمد أحمد المحسني، ومحمد سعد عبدالله..وغيرهم.
وقد تألق الفنان/أحمد علي قاسم في سماء الأغنية، بقوة أحاسيسه المصاحبة لأدائه، حين يشبعها بصوته الصافي المتمكن من التعبير عن المشاعر والعاطفة، فكان يضفي على الألحان الكثير من الرقة والعذوبة. وأشتهر الفنان والإعلامي والمطرب /أحمد علي قاسم الذي وفاة الأجل عن عمر ناهز 68 عاماً، بفنه الغنائي المتميز وله الكثير من الأغاني الجميلة الراسخة في أحاسيس الناس في عدن خاصة والوطن عموماً، والتي تفتقت بها قريحته طوال مسيرته الحافلة بالإبداع وأسهم خلالها بإثراء ورفد المكتبة الفنية العربية بأغنيات خالدة في ذاكرة وعواطف ومشاعر ووجدان جماهير بلادنا، والجزيرة العربية والخليج العربي منها، "ريح الشروق"، "أنا أترجاك"، "غيرني الحب"، "دار الحبايب"، "ياحلاوتك"، "ياحبيبي ياحياتي"، "يالومتك"، "لسهد الليل"، "كيف أقدر أعيش"، وغيرها من الأعمال والأغنيات الخالدة في ذاكرة الأغنية اليمنية. والفقيد الفنان/احمد علي قاسم أب لخمسة من الأبناء منهم ثلاثة أولاد وبنتان، تقلد العديد من المناصب منها المدير المالي والإداري بوزارة الإعلام عام 1986م، ثم رئيساً لقسم الموسيقى بمدينة عدن منذ العام 1990م، حتى وفاته. ومن أعماله الغنائية المشهورة لدى عامة الناس، أغنية/متى يا هاجري من ألحان/ محمد محسن عطروش. متى يا هاجري عينك تراني متى تمسك يمانك في يماني أنا ما أقدر بدالك أحب ثاني ولا أقدر أقول ذي أحبه رماني عجيب.. اخترت ليه البعد هل حرشك واحد حسود حبيب لا أنت نسيت العهد مش طبعنا ننسى العهود أنا على ذا العهد باقي تشهد علي كل السواقي وأنت إذا تنوي فراقي أنا ما أقدر بدالك أحب ثاني ولا أقدر أقول ذي أحبه رماني متى يا هاجري أشوفك قبالي متى بأمزج خيالك في خيالي يمين أحلف برب الحسن باحلف بحسنك يا حبيب حرام ما قد نسيتك يوم يا ما افتكرتك في المغيب
يدي اليمين تفقد يمينك عندي حنين يخفي ظنونك وأنت إذا تنسى ضنينك أنا مقدر بدالك أحب ثاني
ومن أشهر أغانية أيضاً التي وجدت صدى كبير لدى مستمعيه أغنية "أنا أترجاك"، من الحان/ محمد محسن عطروش. أنا أترجاك بس تسمع كلامي وبعد أحكم وأتحكم أنا أترجاك واحبيبي كلام الناس ذي جابوه عني كله كذب .. لا تظلم أنا أترجاك واحبيبي بلا أسباب تهجرني ولا تشتي تصارحني أنا أترجاك واحبيبي شوف.. شوف العواذل قد صوروا لك من كل حبة قبة قصدهم يرموك في بحر الظنون لا تحاول أن تصور من كل كلمة عتبة أو تضاحكني من فوق السنون أنا ما باك ترحمني أنا بس باك تفهمني أنا أترجاك واحبيبي أنا لي رجاء واحد وأنت لك الخيرة تسمع نداء قلبي أو تنساه بالمرة أنا يا هاجري حبك.. والله حبك أوبه من الغيرة تطفي هوى قلبك أو تصبح حجر عثرة أنا ما باك ترحمني أنا بس باك تفهمني أنا أترجاك واحبيبي
