لا يزال التصعيد مستمر من نقابة المعلمين الجنوبين أمام الحكومة وللعام الثاني على التوالي والتهديد المستفز لأولياء الأمور وأبناء عدن بوقف الدراسة للتعليم العام وهذا مالا نتمناه أن يحدث لما فيه ضرر وخيم على أبنائنا وعلى منظومة التعليم العام بعد توقف إجباري وفي ظل ظروف اقتصاديه وسياسيه صعبه عانى منها الجميع ولازالت المعاناة مستمرة .. أن التعليم العام في أدنى مستوى له من الضعف والإهمال و من عام إلى عام آخر مندو سنوات يعاني من سيئ إلى اسوء والتعليم العام ليس في حال أفضل من غيره في شتى المجالات الأخرى وما يحدث في التعليم هو لسان حال ما يحدث في الصحة والمياه والكهرباء وبقية القطاعات الاخرى ذلك نتاج طبيعي لمنظومة الفشل الذريع في الحكومة وضعف ادارتها و إرادتها القوية . لاشك ان الحروب المتواصلة في السنوات الماضية ساهمت كثيرا في انقطاع التعليم لفترات طويله ومتكررة و ساهم أيضا في الاضرار بمستوى التعليم العام إضافة الى تخلي الحكومة عن الاهتمام الجاد والدعم السخي للتعليم وحقيقة لاوجود لأي دعم او عمل جاد في كل أجهزة الدولة الهشة والغير قادرة على العمل في ظل ظروف سوية فكيف في الازمات التي تعكس حال المواطن وهو يستنجد قليل من الماء والكهرباء والصحة ذلك هو حال المواطن وما وصل إليه الحال من تردى الأوضاع بينما التعليم هو آخر اهتمام الدولة ..
هناك إدراك وفهم لما يعانيه المعلم من تحديات كبيرة وظروف قاسيه و صعبه تواجه المعلم وان اللجوء إلى الاضراب وتصحيح وضع المعلم هي حق من حقوق المعلم العادلة والمشروعة ولكن هناك وسائل أخرى وبديله غير وقف التعليم وحرمان التلاميذ من حقهم العام في التعليم. ولا ننسى أيضا هناك ظروف صعبة وأزمة خانقة قد تواجهه الحكومة المرتقبة في ظل وضع سياسي معقد وصعب واقع اقتصادي منهار و مشلول .. أن اللجوء إلى اضراب تام للمعلمين وقف التدشين و العودة للدراسة فهو عمل قد يضر بالمعلم والطلبة وقد لا يساعد المعلمين من نيل حقوقهم في ظرف اقتصادي منهار ومناخ سياسي متأزم .. كما يوجد هناك تأنيب في الشارع الإعلامي وفي مواقع التواصل على المعلمين وهو قد لا يساعد على إيجاد حلول لمطالب نقابه المعلمين وربما يضر المعلم أمام الرأي العام ولهذا ننوه ونحذر انه لا يجب الأساة إلى المعلم مهما كان ذلك لأنها قد لا تأتي بنتائج ايجابيه .. قد يكون التوقيت لهذا الاضراب التام غير مناسب لأنه جاء بعد توقف طويل للدراسة بسبب تفشى وباء الكورونا وهو ما قد يفسر أن الاضراب في هذا التوقيت هو عمل لسعي سياسي وتخريبي ويخدم جهات أخرى وله مأرب ضارة تأمل في وقف التعليم العام وقف للدراسة وانهيار للمنظومة التعليم في عدن. أن التعليم العام يعتبر من اهم القضايا لأن التعليم هو المستقبل وهو البناء والتنمية فإذا اردت ان تهدم أمة فأوقف التعليم فيها ان اللجوء إلى الاضراب العام في مثل هذه الظروف دون الاحساس بالمعيار الأخلاقي و الشرف المهني من نقابة المعلمين في الامتناع عن التدريس سلوك يضر المعلم والطالب معا ويضر أيضا علاقة المعلم بأولياء الأمور والتأييد المجتمعي لحقوق المعلم المشروعة . اذا يجب اللجوء إلى الحوار مع الحكومة وتعليق الاضراب وعلى نقابة المعلمين مراجعة موقفها من إعلان وقف الدراسة فهو سلوك لا يخدم نقابة المعلمين ويضر بمستقبل الامه ويحق لأولياء الأمور ونخب المجتمع مقاضاة نقابات المعلمين أمام القضاء عن ما لحق من أضرار بمستقبل أبنائهم وحرمانهم من حق التعليم..