الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير: ما سر تزامن وصول لملس مع تعليق الانتقالي المشاركة في مشاورات الرياض؟
نشر في عدن الغد يوم 29 - 08 - 2020

تقرير يتناول أولويات محافظ عدن الجديد في ظل المستجدات السياسية
والعسكرية الأخيرة..
من أين سيبدأ المحافظ لملس؟
(ثقافة البلطجة والاستقواء) المنتشرة.. كيف سيتعامل معها؟
هل ستؤثر الاشتباكات الأخيرة والمواجهات على عمله؟
هل ستتوحد حوله كافة الأطراف وتدعمه.. أم ستكون سبباً في فشله؟
تركة خمس سنوات.. كيف سيزحزحها المحافظ الجديد؟
كيف مهّد لملس لأولوياته الخدمية في عدن؟
نقطة الانطلاق.. لإنقاذ عدن !
تقرير/ بديع سلطان:
يقضي محافظ عدن المعيّن حديثًا، أحمد حامد لملس، أيامه الأولى محافظاً
للمدينة، بعد أن ظل- عقب تعيينه- شهراً كاملاً في العاصمة السعودية، قبل
أن يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن، أمس الأول، ليمارس مهام عمله.
استقبل العدنيون المحافظ الجديد يوم وصوله إلى مطار المدينة الدولي،
بتفاؤل كبير، رغم أن خبر وصوله تزامن مع نبأ تعليق المجلس الانتقالي
الجنوبي مشاوراته مع الحكومة اليمنية في الرياض لتشكيل الوزارة الجديدة،
ومحاولات التوصل لاتفاقات؛ تساعد في الدفع قدماً بتنفيذ بقية بنود
الاتفاق الأمنية والعسكرية.
ولم يكن التوتر السياسي هو وحده ما رافق وتزامن مع وصول لملس إلى عدن،
فثمة توتر عسكري وأمني ميداني أيضاً، في جبهات القتال بمحافظة أبين، شرق
عدن.
وهي مستجدات وتطورات خطيرة، ليست بمنأى عن خبر وصول المحافظ الجديد، ولعل
في هذا الجزئية الكثير من الدلالات والمؤشرات التي يجب الوقوف عليها
وتحليلها.
من أين سيبدأ؟
ملفاتٌ متراكمة تنوء بحملها مدينة عدن وتُثقل كاهلها، لم تكن يوماً سهلةً
أو بسيطة، بل على العكس تماماً، شكلت تعقيدات كبيرة، وقف أمامها العديد
من المحافظين السابقين عاجزين أمام تفاصيلها المترابطة، فلم يتجرأ أحد
على تفكيكها.
كان أغلب المحافظين الماضيين ممن مرّوا على عدن، ما بعد 2015، باستثناء
الشهيد الراحل جعفر محمد سعد، يتذرعون بالظروف السياسية والمتاهات التي
دخلت وتاهت فيها المدينة، ويجعلون من تلك الأوضاع شماعةً لتعليق
إخفاقاتهم عليها.
لهذا يطالب كثيرون المحافظ الجديد أحمد لملس بضرورة الاستفادة من إخفاقات
الآخرين، والبناء على التجارب السابقة؛ حتى يستطيع تجاوز الملفات الشائكة
وتلك الأكثر سخونة.
خاصةً وأن الرجل يملك ما لم يمتلكه غيره من المحافظين السابقين، كالدعم
الحكومي، والتوافق السياسي، ووقوف التحالف العربي ممثلاً بالمملكة
العربية السعودية إلى جانبه.
ولعل المحافظ الجديد ادرك كل هذه العوامل، وبدأ عمله ومهامه بالفعل من
هناك، من الرياض، من خلال عقد لقاءات متواصلة مع المؤسسات السعودية
والمنظمات الإقليمية والدولية التي تنفذ مشاريع في مدينة عدن.
ويرى مراقبون أن لملس قد يكون نجح في تشكيل صورة عامة للوضع الخدمي
والتنموي والمعيشي في عدن، مغايرة ومختلفة تماماً عن تلك الصورة التي كان
يتصورها قبل ان يتم تعيينه.
ولعله خرج من تلك اللقاءات بأولويات عمله الخدمي والتنموي، والتي ساعدته
عليها منظمات كالبرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن، ومركز الملك
سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى كمٍ هائل من المنظمات
الدولية العاملة في اليمن.
استعادة الهيبة
يرى مراقبون أن أولويات لملس يجب أن تتركز على الجانب التنموي والخدمي
تحديداً، باعتباره يمس جميع المواطنين، وبتحسنه سيلمس الجميع إنجازات
لملس.
بينما يعتقد آخرون أن الأولوية لا بد أن توجه لاستتباب الأمن، وإيقاف
مسلسل الفوضى الأمنية، وعمليات البسط والنهب، التي تتم في عدن تحت لافتة
القانون أو الجهات الأمنية.
ورغم أهمية كلتا القضيتين، وارتباطهما بحياة العدنيين المعيشية واليومية،
إلا أن ثمة من يقدم عليها قضيةً لا تقل أهميةً وذات أولوية، ومرتبطة
جذرياً بما دونها.
حيث يرى محللون أن على لملس أن يبدأ في استعادة هيبة الدولة المفقودة في
عدن أولاً وقبل كل شيء، فأحاديث الناس وجلساتهم ومقايلهم تصل إلى هذه
نتيجة "ما فيش دولة"، عند الحديث عن وضع المدينة الخدمي والأمني على
السواء.
وهي نتيجة مفجعة ومرعبة بكل المقاييس، تترتب عليها الكثير من المعاناة
التي يرزح تحتها أبناء عدن.
فباستعادة الدولة تقطع أيادي المليشيات والتشكيلات الأمنية المسلحة
المتناقضة المنتشرة في مدينة عدن، والتي نشرت ثقافة (البلطجة) والاستقواء
عبر استخدام لغة السلاح.
فذهبت ممتلكات الدولة العامة وممتلكات المواطنين الخاصة ضحية أطماع
المتنفذين المستقوين بأطقم عسكرية وأمنية، بسطت على مناطق و(خبوت) وحتى
جبال عدن.
كما أن غياب الدولة منع المواطنين من حقهم في الحصول على الخدمات
الأساسية والاحتياجات العامة بشكل منتظم، فلا رواتب، ولا كهرباء ولا
مياه؛ بسبب الاستيلاء والسيطرة على مؤسسات ومرافق الحكومة الخدمية.
كل ذلك يمكن أن يُصلح ويعود، بمجرد أن يركز لملس على هذا المحور الهام
والأساسي في استعادة دور وهيبة الدولة وقوة القانون، لإنهاء حالة
(البلطجة وثقافة الاستقواء)، بحسب ما يراه مراقبون ومحللون.
لماذا العودة الآن؟
لم يدع كثير من المتابعين التزامن الوقتي بين وصول محافظ عدن الجديد أحمد
حامد لملس، والتطورات السياسية الأخيرة.
حيث يربط المتابعون بين عودة المحافظ المعلن عنها بشكل مفاجئ ودون سابق
تمهيد، وبين تعليق المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركته في مشاورات تشكيل
الحكومة الجديدة، ومفاوضات تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض، والجارية في
العاصمة السعودية.
ذلك التزامن لم يكن عفوياً أو بريئاً، بحسب وصف عدد من المحللين، الذين
يرون فيه مبادرة من الجانب السعودي لقطع الطريق أمام خطوة الانتقالي في
تعليق مشاركته التفاوضية، وتفعيل اتفاق الرياض على الأرض، عبر مباشرة
المحافظ لمهامه.
يأتي هذا التحليل رغم انتماء المحافظ لملس لهيئة رئاسة الانتقالي، وشغله
لمنصب الأمين العام، غير أن معتنقي هذا التحليل لا يعتبرون المحافظ
الجديد محسوباً على مكون أو فصيل سياسي وحيد خصوصاً بعد تعيينه في هذا
المنصب العام.
لهذا يمكن تقبل مثل هذا الربط من قبل المتابعين، فالوقت لم يعد متاحاً
لمزيدٍ من التعقيدات، والوضع وصل مبلغه من التدهور والتردي الخدمي
والمعيشي والأمني؛ فمن الواجب التوقف عن وضع العراقيل، والبدء بحل
الإشكاليات ومحاولة تغيير الواقع.
فكان لا بد من عودة المحافظ إلى عدن لمباشرة مهامه، ومنح المواطنين جرعة
إضافية من الأمل، الذي كاد خبر تعليق الانتقالي لدوره التفاوضي قد قطع
آخر بصيص له.
تأثيرات المستجدات العسكرية والسياسية
يحظى المحافظ الجديد بتوافق من جميع الأطراف السياسية، وحتى على المستوى
الشعبي والجماهيري، ربما يعود ذلك إلى وصول الأوضاع إلى أوج تدهورها.
غير أن بعض المراقبين يخشون من تأثيرات المستجدات السياسية والعسكرية
الأخيرة على عمل ومهام لملس، الذي عُيّن في وقتٍ بدا للكثيرين بأنه بداية
للتوافق والانسجام بين المكونات والأطراف المتصارعة.
لكن سرعان ما تلبدت سماء المشهد الجنوبي مرةً أخرى، حين علّق المجلس
الانتقالي مشاركته في مفاوضات الرياض، معللاً ذلك باستمرار الحشود
العسكرية القادمة من مأرب مروراً بشبوة، ووصولاً إلى أبين، تمهيداً
لإعادة اقتحام عدن، بحسب مبررات الانتقالي.
وهو ما قد يُلقي بظلاله على عمل المحافظ الجديد، من خلال إعاقة خططه
ومشاريعه المتوقعة؛ لانتشال عدن من مستنقع انعدام الخدمات والفوضى
الأمنية.
ويُرجع محللون التأثيرات السلبية على المحافظ لملس وخططه العملية، متى ما
انفجر الوضع؛ إلى أن تعيين محافظ لعدن يعود لحالةٍ من التوافق بين أطراف
الصراع (الشرعية والانتقالي)، واضطلاعه بالمهام الموكلة إليه كمحافظ تم
تعيينه بناءً على اتفاق الرياض، هذا الاتفاق الذي بات مهدداً عقب
المستجدات السياسية الأخيرة، والحشود العسكرية من الجانبين باتجاه أبين.
الأمر الذي يجعل عمل المحافظ محفوفاً بالمخاطر؛ عطفاً على حالة عدم
الاستقرار التي يعيشها المشهد في عدن وأبين.
ما يجب على الجميع
لا يقوى المواطن العدني على الاستمرار بالحياة في ظل هذا المستوى المتردي
من الخدمات العامة والاحتياجات المنعدمة.
ورغم عدم ثقة المواطنين بالسياسيين والأطراف المتصارعة، إلا أن أملهم ما
زال قائماً بأن يتوافق المتصارعون ويلتفتوا إلى حال البسطاء، خاصةً في
مدينة عدن، التي تحولت إلى قرية، وفقاً لشهادات العدنيين أنفسهم.
فكان التوافق على لملس كمحافظ جديد يحظى بدعم الحكومة والتحالف وقادم من
رأس هرم المجلس الانتقالي، بمثابة "إعادة الأمل" لنسبة كبيرة من
المواطنين؛ لتصحيح وترميم ما خلفته الصراعات خلال السنوات الخمس الأخيرة.
لهذا يرى مواطنون أن هذه الفرصة تبدو وكأنها الفرصة الأخيرة للأطراف
المتصارعة كي يتناسوا نزاعاتهم ومصالحهم السياسية والعسكرية الضيقة،
ويركزوا على أوضاع الناس واحتياجاتهم.
فالمحافظ الجديد يحتاج إلى مثل هذا الالتفاف حوله من قبل الجميع، خاصةً
الانتقالي والحكومة الشرعية، والتحالف العربي الذي تعهد بدعم المحافظ
والوقوف إلى جانبه.
ولعل هذا ما يحتاج له لملس، وتحتاج له عدن أيضاً، ثورة من التكاتف والدعم
اللا محدود، ليس فقط من قبل الأطراف المذكورة (الشرعية، الانتقالي،
والتحالف)، بل من جميع المكونات والكيانات السياسية والشعبية
والجماهيرية.
تكاتفٌ ترنو إليه عدن لانتشالها من التردي الحاصل فيها على كل المستويات،
والتفافٌ يحتاجه المحافظ الجديد لملس حتى يستطيع أن يُشرف ويُنفذ خططه
التنموية والخدمية لإعادة عدن إلى سابق عهدها.
فبحسب العديد من الكتاب السياسيين فإن أي تراخٍ في مجال دعم عدن ومحافظها
الجديد ستتحمله كافة الأطراف، باعتبار أن المحافظ لملس لن يقدر على إدارة
دفة المدينة وتسيير شئونها دون تكاتف ووقوف فعلي وحقيقي إلى جانبه.
ويضيف السياسيون أن أي فشل جديد لمحافظ جديد هو فشل للتحالف والشرعية
والانتقالي، ولن ينجو أحد من المسئولية؛ لهذا عليهم الآن أن يسندوا جهود
لملس ويعاضدوه، وألا يكرروا تجارب المحافظين السابقين.
فالتركة ليست سهلة، والملفات ساخنة ومعقدة، وأكبر من جهود المحافظ
منفرداً، فهو لن ينجح إلا بتذليل الصعاب من الجميع.
تركة السنوات العجاف
منذ 2015، غرقت مدينة عدن في مستنقعات الفوضى الأمنية والعنف والجماعات
المسلحة، بما فيها المتطرفة، وانتشر الانفلات في كل ركن وزاوية من شوارع
وأحياء المدينة، ونال هذا الوضع من المواطنين الذين باتوا بلا أمن ولا
استقرار.
بل أن شخصيات عديدة سياسية وعسكرية راحت ضحية اغتيالات وعمليات مشبوهة
وغامضة، لم تُكشف ملابساتها إلى اليوم، وعلى رأسهم محافظ عدن الأسبق،
وقائد عملية تحرير المدينة، اللواء جعفر محمد سعد.
وعلى الجانب الخدمي، باتت عدن تعيش ظلاماً مستمراً بسبب تدهور شبكة
الكهرباء والطاقة، في ظل حرٍ شديد يضرب المدينة الساحلية كل صيف، ورغم
وعود دول التحالف المتعددة بدعم شبكة الكهرباء إلا أن شيئاً من ذلك لم
يحدث.
وبقيَ مواطنو عدن يتجرعون تكاليف توفير الطاقة بطرق مكلفة، زادت من
معاناتهم، كما أن انعدام الكهرباء أثر على خدمات المياه التي أصبحت لا
تصل بسهولة إلى منازل المواطنين، الذين لجأوا إلى الحيوانات كالحمير
والجمال لجلب المياه.
ناهيك عن تردي التعليم، والطرقات، والصرف الصحي المتفجر في كل مكان،
بالإضافة إلى الازدحامات المرورية ساعات الذروة، في ظل تزايد أعداد
السيارات وسوء خطوط النقل من الطرق، وغيرها من الملفات المفتوحة في
انتظار من يغلقها.
كل هذه التركة الضخمة التي خلفتها قرابة ست سنوات عجاف، لا يمكن أن يتغلب
عليها ويُغلقُها المحافظ لوحده.
وأحمد لملس نفسه كان مدركاً لهذا البُعد في مهمته الجسيمة، فكان أول ما
صرح به لملس لوسائل الإعلام المحلية والعربية، لحظة وصوله مطار عدن
الدولي، هو الدعوة للوقوف إلى جانبه، وضرورة ترك المناكفات والخلافات
السياسية جانباً، والتفرغ لخدمة مدينة عدن.
حتى أن لملس كان دقيقاً في توصيف الوضع العام في المدينة، حين تحدث عن
مهمة "إنقاذ عدن"، وضرورة أن يسعى الجميع نحو هذا الهدف، ويتناسوا
خلافاتهم، ويعملوا بروح الفريق الواحد، وفقاً لما نقلته (عدن الغد) وبقية
وسائل الإعلام.
كما أنه لفت إلى احتياج المدينة إلى جهود الجميع دون استثناء، وهي لفتة
رأى محللون أن فيها إشارة إلى سياسة لملس في إدارة عدن بأسلوب عدم
الإقصاء، ورغبته في التعاون مع الجميع.
هذا الإدراك الواعي من قبل احمد لملس، ربما دعاه إلى الاستعداد مبكراً
للمهام الملقاة على عاتقه، حتى قبل أن يعود إلى عدن.
التمهيد للأولويات
المتتبع للأنشطة والفعاليات المحلية الدائرة في عدن خلال فترة الشهر
الماضي، منذ تعيين لملس محافظاً في أواخر يوليو، والمراقب لتحركات قيادات
السلطة المحلية في المحافظة؛ سيلحظ أن ثمة استعدادات وأعمالا تمهيدية
سبقت وصول لملس إلى عدن.
ولم يكن الأمر مقتصراً على الداخل المحلي في عدن فحسب، بل حتى المحافظ
نفسه قضى فترة تواجده في الرياض عقب صدور قرار تعيينه في لقاءات مع
المنظمات الإقليمية والدولية العاملة والنشطة في عدن.
ووفق مصادر مقربة من قيادات محلية، فإن لملس أصدر توجيهاته لعدد من
الوكلاء في عدن لتحديد وتوصيف كافة الاحتياجات ذات الأولوية في كافة
مديريات محافظة عدن، ليتسنى معالجتها ووضع حلول جذرية لها.
كما أن عدن ما زالت تعيش على وقع مؤتمر الشباب الذي يختتم أعماله اليوم
السبت، ويهدف إلى تقديم رؤى وخطط لإنقاذ المحافظة من الأزمات والكوارث قد
تداهمها مستقبلاً، وتجاوز أخطاء ما حدث خلال الأزمات الماضية.
كل تلك الأعمال يربطها مراقبون بتوجيهات صادرة من لملس نفسه، تعكس حرص
الرجل على تقديم شيء ملموس، وإنقاذ المدينة- كما قال هو بنفسه- كما ترتبط
بنتائج لقاءاته في الرياض مع المنظمات الدولية والإقليمية الناشطة في
عدن.
عدن تستحق
وبعيداً عن أية أعمال أو أنشطة تنسب للمحافظ الجديد، إلا أن الوضع العام
في المدينة يتطلب تعاضداً من الجميع، ويحتم على كافة الأطراف النأي
بنفسها عن أية خلافات، فلم يعد الوقت ولا الحال في عدن يسمح بذلك.
فعدن والعدنيون باتوا في وضعٍ لا يحسدون عليه، ويتحسرون على ما وصلت إليه
المدينة من تردٍ في كل المجالات.
فتاريخ عدن وإرثها الحضاري والمدني والإنساني، وطبائع أهلها وبساطتهم، كل
ذلك يجعل المدينة وناسها يستحقون واقعاً أفضل مما يعيشونه حالياً.
تعليقات القراء
486574
[1] الاحزمة الارهابية للانتقالي
السبت 29 أغسطس 2020
Al adani Abdula | Yemen, adenاليمن الديمقراطية
لن يتواجد "الجنوب العربي" إلا في كهوف وجبال الضالع وردفان وجافع. هناك مكان لمجلس الإرهاب الانتقالي لقيادة قبائلهم. الأشخاص الوحيدون الوقحون والأقفال والمتخلفون الذين يتحدثون ويحلمون ب "الجنوب العربي" هم من هناك.
486574
[2] ليس سر بل دحبشه
السبت 29 أغسطس 2020
علاء | عدن لنجعلها بلا وصايه
كانوا يصرون على الشق السياسي قبل الأمني والعسكري لان الشق السياسي لصالحهم فمناصب وزراء ومحافظين وفلوس فلما وافقت الشرعيه والتحالف على مطالبهم نكثوا عهدهم دحابشة الجعابره وقالوا مالمكش حاجه عندي طبعا بايعاز من اسيادهم داعسين شرفهم وكرامتهم الامارات وتعلموا هذه الدحبشه من ايام ماكنوا عبيد لعفاش والزيود وماطارق عفاش عنكم ببعيد فهاهو يدوس قبور شهداء الجنوب اللي قتلهم مع الحوثي بترحيب من هولا العبيد بينما ممنوع نائف البكري من الجنوب
486574
[3] مسمار عبدربه
السبت 29 أغسطس 2020
علي البيكي | السعوديه
سافر عبدربه الى امريكا مدري هرب من المسؤليه وحط الاحمر يصول ويجول واول شي عمله اجج معركة ابين الاخوانيه وعمل ماعمله بشبوه وحضرموت والكل عارف وانتو تطبلون دوله اتحاديه والله ماتنعمو بالخير دام علي محسن نائب لعبدربه لازم حكم ذاتي للجنوب والاداره الذاتيه تجاوزوها والانتقالي في طريق تشكيل حكومه ذاتيه للجنوب وباينجح والشرعيه منتهيه زي الوحده انتهت
486574
[4] طبعا المستوطنين الدحابشه ماذينتظرالجنوبيين منهم غيرالكذب
السبت 29 أغسطس 2020
المرقشي ابوالجنوب العربي | مدينة زنجبارعاصمة محافظة ابين
الى المعلق علي البيكي مسمارمركوزابورغال اوغيره يااخونا مهماوضعوالدحابشه اوغيرهم العراقيل امام عربة فك ارتباط الجنو ب العر بي من كارثة الوحله اليمنه الانهم في الاخيرسوف يرضخوصاغرين وراجعوالتاريخ كم من ثورات استمرت اكثرمن نصف قرن وفي الاخيررضخوالمحتلين لارادة الشعوب يكون مسمارهادي ابورغال مجرم الحروب علي كاتيوشا محسن الحوقيرالالباني ذوالاصول الالبانيه وغيراسمه الى الاحمررمزالدماء التي سفكها عموما سيحقق الجنوب العربي فك ارتباطه من الوحله اليمنيه والايام بيننا ومهماالمرتزقه الحاقدين يبثو الاخبارالمحبطه
486574
[5] برع يا جحافل عدن با نبني عدن من جديد
الأحد 30 أغسطس 2020
Baselm | Yemen
حياة كل يمني مهمة سواء كان من الجنوب أو الشمال. يجب تطهير عدن من الاحزمة الارهابية للمجلس الانتقالي. هناك مشكلتان في اليمن: الميليشيات الموالية لإيران والميليشيات الموالية للإمارات المجلس الانتقالي من قبائل الضالع وردفان ويافع. حكموا الجنوب لمدة 23 عامًا ،هم سبب كل الحروب في الجنوب باستثناءهم ، يفخر جميع سكان الجنوب بهويتهم اليمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.