بقلم: د/ محمد أبوبكر شوبان وطني لوشغلت بالخلد عنه لنازعتني إليه في الخلد نفسي ها هو وطني المكلوم وطني المفقود وطني الحزين واقعاً ماثلاً أمام كلّ الأجيال التي تتشدّق أنها تعمل من أجله وتدعي أنها تقاتل من أجله بل تكذب من أجله .. والصحيح غير ذلك ًفليست سوى مدعاة ليس لها نصيب من الصدق للأسف .. وسينكشف زيف هذا الإدعاء أمام كل الأجيال القادمة وستنظر الى حجم المأساة التي عشناها وعاشها وطني الجريح .. وسترى كم كنا نعيش من الوهم وكم كنا نجتر من الألآم وكم كنا نردد من الأكاذيب التي قلنا عنها أنها من أجل الوطن وحريته وكرامة ابنائه المهدرة هنا وهناك بقصد أوبغير قصد.. وهي حقيقة معروفة لايختلف عليها مجنونان فضلا عن عاقلان وفجأة ستجد الأجيال نفسها في معارك لم تحسب حسابها .. فجأة سينتابها الشك حتى في مسارها الذي ربما يكون مستقيما ونضيفا من العاهات والعلل المزمنة التي صبغت حاضرنا وحجبت الرؤية عن مستقبلنا الذي تمنيناه جميلا حتى أدركنا أننا دخلنا في متاهات الزيف والدجل التي قلنا أنها للوطن ومن أجله حتى وصلنا إلى وديان سحيقة ارتدت بنا ّ إلى المربع الأوّل من التاريخ مرهقين أعيانا الفقر وفتك بأجسادنا المرض تتجاذبنا الأهواء وتلعب بنا المصالح يمنة ويسرة والوطن المنشود ينتظرنا هناك أسفل النفق أو أمام بوابات الخيانة التي ظننا خطأ أن الفارس المنقذ سيخرج منها لكن شيئا من ذلك لمّا يحدث ولما تأتِ به الأقدار بعد فهل سنرى وميضه يوما أم أن الوديان السحقية ستذهب به إلى عمق المجهول دون جدوى ؟! .. وهل من حقنا أن نحلم بخروج من هذا النفق المظلم .. أم أننا سنظل نردد .. أخي من نحن لا أهل ولا وطن ولا جار إذا نمنا إذا قمنا ردانا الخزي والعار لقد خمت بنا الدنيا كما خمت بموتانا فهات الرفش واتبعني لنحفر خندقا آخر نواري فيه أحيانا ؟؟؟؟؟؟؟ 17/10/2020