لا فرق عندي بين عتيق وجديد.. مرة أخرى جاء منتصف ليل، بلا أنت.. بلا أنا.. صباح جديد جاء، بلا أنت.. بلا أنا.. مَن يشاطرك مولد اللحظات؟ والليل حين يخلع ثوبه، مَن يحبو معك تحت دثاره القديم؟ أبحثُ عنك، مثل عصفور يحوم في السماء يفرّ من غيمةٍ إلى غيمة يبحث عن أمه التي قنصها صياد ويبات مكسور الجناح.. أرصّ جفوني على ماء ساخن، ويغمر الشوق صدري كأغنية حائرة أنت فيها اللحن والمعنى وأنا العازف البائس أعزفك وتتجاهل.. نورك وضوء وقبلتك سجدة، لن تأثم لو قبلت عنقي وغمرتني بالضياء.. لو رممت أجنحتي وأنبتّ من سقمي براعم حب.. لن تأثم إذا ما انشق عن قلبك فجر واستعاد الصبح لونه.. صبح أكون فيه الشمس وتكون أنت السماء.. صبح تصرخ فيه أحبك فيغمرني الصدى.. لن تأثم لو بعثرتَ أنين الفراق وجمعتَ شتات اللهفة.. لو أمسكتُ أطرافكَ بخيوط حريرية وحركتُكَ كيفما شاء بي الجنون.. لو أنشدتَ اسمي وأرهفتُ السمع، صوتُك هديل حمامة وأنا النسمة التي تحركها رفة الجناح.. لن تأثم لو ارتديتَ نبضي أو متُّ في عينيك غرقًا وبُعثتُ من قلبك نبضة لن تأثم لو كنتُ نهركَ المعجمي وأنت الصنارة الطُعم كلمة حب والأسماك رعشاتي.. لو اجتمعنا عاشقَين وافترقنا نوارس لو علمتني كيف أنجو من النوى! لنشرب نخب لقيانا لو صنعتَ كأس دهشة من جنوني المعتق بك وثملتَ بها.. أو تشردق الفرح بدمعي وكبلتَ حنيني بذراعيك.. الفجر أغنية العاشقين والشفق بريق لهفة وأنا غبار شوق.. لن تأثم لو كنتَ ريحًا وبعثرتَ خيباتي..