عندما يكون الوطن سلعة معروضة للبيع والشراء والمتاجرة حسب طلب السوق وحياة الناس فيه مجرد كلمات متقاطعة نتسلى فيها مع تخزينة القات والسياسة اصبحت لعبة قبيحة مكشوفة تشمئز منها النفوس وتقشر لها الجلود ويتركز منها شعر الرأس . عندما يكون الخطاب مسخ كاذب مكتوب بلغة مكسرة . عندما يعامل الشارع مجرد قطيع يقوده جزار ومشعوذ ودجال وجاهل . تصبح الحياة مسجة لا طعم لها ولا رائحة . مازال الشارع الجنوبي مغرم بالشخصيات الهزيلة التي تُلقن الدروس وصور الأشباح تعلق على ناصية كل شارع ما زالت حياتنا مرهونة بأيادي تجار المصالح معلقة بأوهام وأماني شيطانية وبكلام منمقي الحروف . لا أرى في ذلك من خلاص بسبب الثقافة التي لم تتغير والعقول التي تدير الشارع ما زالت تحلم بأنظمه وأفكار تهاوت . عندما ندير ظهورنا لعدو حقيقي وخطر مميت ونشهر السيوف ضد بعضنا البعض ونتخابر بالبطولات بأن الثعل قتل أخيه والقطة تصالحت مع الفار وطرد الحكومة وفركشة الأتفاقيات والبحث عن طريق يؤدي بالبرابر إلى ميناء بربرة . عندما نقع بالأخطاء ولا نعترف بتلك الأخطاء ونرى أنفسنا نزهاء زاهدون نمشي على السراط المستقيم وغيرنا تتخطفهم كلاليب النار فيهوون في أدراكها ونحن نرتفع في درجات النار . فكل ذلك هو عبث . عندما لا نتقبل النقد والنصح ونخاف من ذلك فنحن صروح من رمال بنيت في الهواء تذروها الرياح أو يغمرها موج البحر فتصبح أطلالاً ينعق عليها الغراب . جميعنا ضل مع الأسف ولهذا لم نستطيع أن نؤمن حافة القلوعة أصغر مربع سكاني في عدن . لم نستطع أن نخلق وعي وثقافة مبنية على التسامح والتصالح والعقل والمنطق . يعجبنا الزعيق والمعيق وكثرة الصور والتصوير وحديث البطولات وحركات البلاطجة . يعجبنا العزف على موسيقى النشاز . الجدار تحته كنز والخضر أعاد بنائه لكي تبلغوا رشدكم واشدكم فتسخرجون من تحته كنز أبيكم الصالح فلا رشدٌ بلغتم ولا أشتد ساعدكم وأني لأراكم تتصارعون على أمتطاء الجدار دونما تعلمون ما تحته . على الأقل حافظوا على قوام الجدار وحاذروا أن تبيعوه فتأخذكم الندامة عندما ترون باخشب استخرج الذهب . كفاية ضحك على الدقون وكفاية تضحيات بأولاد البائسين الفقراء وكفاية دعوات أنه لا خلاص لأبناء الجنوب إلا بتوحدهم فأنتم من أبى ان يتوحد الجنوب وأنتم من لا تريدون أن يلتم شمله ولا تريدونه يتحرر . لوز صنعاء وزبيب صنعاء واصوات الصنعانيات عشعش في قلوبكم فلا تضحكون علينا . اسدلوا الستارة على مسرحية كعبلون الهزيلة وكفاكم ضحك وغيروا من أنتشار ثقافة عضيمان عسى الله أن يغير حالكم للأفضل . والله من وراء القصد ،،،