نزح محمد علي صالح من قبل بسبب الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن، وفرّ مع زوجته الحامل وأطفالهما الثلاثة إلى وسط محافظة مأرب العام الماضي، للبحث عن ملاذ، في منطقة شهدت بعض السلام والاستقرار النسبيين، بسبب حقول النفط المحمية المجاورة، لكن القتال الآن يتجه نحوهم مرة أخرى. يضغط الانقلابيون الحوثيون المدعومون من إيران للسيطرة على المحافظة من الحكومة الشرعية، في محاولة لاستكمال سيطرتهم على النصف الشمالي من اليمن.
يقول صالح من داخل أحد مخيمات النازحين الذين فروا من العنف في السابق: «إنه كابوس نعيشه كل ليلة».
شن الحوثيون هجومهم على مأرب في فبراير. وتأتي الحملة الجديدة، جنباً إلى جنب مع زيادة هجمات الحوثيين الإرهابية بالصواريخ والطائرات دون طيار على المملكة العربية السعودية.
ويهدد هجوم الحوثيين في مأرب بإشعال المزيد من القتال في أماكن أخرى من اليمن. وقال المحلل السياسي عبدالباري طاهر إن هجوم مأرب «معركة مصيرية للحوثيين.. سيحدد مستقبل قدرتهم على الحكم» في شمال اليمن.
تضم مأرب مصفاة نفط رئيسية تنتج 90% من غاز البترول المسال، والذي يستخدم في الطهي والتدفئة لدى جميع اليمنيين تقريباً. وتعاني العديد من المناطق في جميع أنحاء البلاد من نقص حاد في الوقود.
وفقاً لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، قد يؤدي القتال في مأرب إلى نزوح 385 ألف شخص على الأقل. وقالت أوليفيا هيدون من المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، إن 4 مخيمات للنازحين في المحافظة هُجرت منذ بدء الهجوم.
تعصف باليمن حرب أهلية منذ عام 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وجزء كبير من شمال البلاد، ما أدى إلى القتال الذي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
كان الهجوم الأخير من بين أعنف الهجمات، حيث قام الحوثيون بتحريك أسلحة ثقيلة باتجاه مأرب. ولم يحرزوا بعد تقدماً كبيراً، وسط مقاومة شديدة من القبائل المحلية والقوات الحكومية، بمساعدة الضربات الجوية من التحالف.
لكن القتال يقترب من المدنيين ومخيمات النازحين. وقصفت ميليشيات الحوثي عاصمة المحافظة، التي تسمى أيضاً مأرب، وضواحيها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات ومدفعية، بحسب عمال إغاثة.
وقال محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة للصحفيين إن الضربات الجوية للتحالف ساعدت في صد الحوثيين. وتابع: «بدون دعمهم، سيكون الوضع مختلفاً للغاية».