يحكي عن قرية في غابر الزمان كان فيها رجل يدعى بالسقا نسبة لمهنته في بيع الماء أي يسقي القرية بكاملها بتوزيع المياه على أهلها. كانت القرية صغيره وكان السقا يحمل الماء بجرتين على أكتافه يطوف في بيوت القرية فيأخذوا منه الماء . تطورت القرية وكبرت والسقا كبر فاشترى بما جمعه من مال حمار كبير الجسد قوي وعلى ظهر ذلك الحمار القوي الذي يحمل أربع جرار كبيرة نسبياً عنما كان يحمله السقا . مع مرور الأيام وتوسع القرية وضع السقا جدول يوزع فيه الماء على بيوت القرية وأنضبط حال الجدول مع اهل القرية واصبح كل بيت يعلم متى موعده بحسب الجدول تعلم الحمار ذلك الجدول وأصبح يمشي من نفسه يحمل جرار الماء إلى البيوت دون أن يسوقه السقا ولا يستوقفه أحد . وهكذا مع الأيام تعجب الناس من ذكاء ذلك الحمار بحفظ الجدول والبيوت وارتاح السقا من السير ذهاب واياب إلى القرية . حتى أصبح حمار السقا مضرب مثل عند أهل القرية بالذكاء والبعض ذهب فكره واعتقاده أبعد من ذلك بأن الحمار هو من يسقي القرية وأنه لولاه لماتت القرية من الظماء . مرت الأيام السنين والناس عايشين بثقافتهم هذه بأن قريتهم تعيش على السقا وحماره وإنهما سبب بقاء القرية حية. مضت الأيام السقاء عجز وهرم والحمار أيضا هرم . وذات يوماً مات حمار السقا بعد سنين طويلة من الخدمة ذلك الحمار الذي كانت تحبه القرية . ومرض السفا في بيته ووجدت القرية نفسها بلا ماء فذهبوا يستفقدون الوضع فإذا بالسقا مريض على فراشه حزين على حماره الذي مات . فعم الحزن أهل القرية وقرروا دفن ذلك الحمار وخرجوا يشيعونه وهم يبكون والنساء تنوح وتلطم والأطفال حزنين وخيم الحزن على القرية . وتبادل الناس قصة الموت من الظماء . وأنه لا يوجد على الدنيا حمار يسقيهم مثل حمار السقا . قبعوا في منازلهم ينتظرون الموت ظماء. فكر عشعش في عقول تلك القرية بأن حياتهم ومستقبلهم مرتبط بحياة وموت ذلك الحمار . حاول الكثير اقناعهم بأن الحياة ستسمر بدون ذلك الحمار وبدون ذلك السقا وأن يخرج الجميع إلى أبار القرية لجلب الماء . إلا أن اصحاب فكرة حمار السقا وقفوا عائقاً أمام تلك الدعوات والأفكار فحاربوا اصحاب تلك الافكار النيرة فتم طردهم من القرية . فبدأت القرية تهلك بسبب فكرة حمار السقا . الذي لم تغير من فكرها ولا من أسلوب حياتها . منتظرين أن الله يغير حالهم ويأتي لهم بسقا جديد وحمار جديد . فصرخ صارخ في ظلمات الليل . أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،،، (أرجو ان تفهموا القصة من باب الدعوة للتحرر من أفكار الماضي وهي لا تمت بأي صلة ضد شخص أو مكون أو حزب ولكنها من باب الهيمنة الفكرية فقط.)