د. عبد العزيز حسين الصويغ قصة قرأتها في إحدى الرسائل البريدية الاليكترونية التي يبعث بها الأستاذ سعود ناصر إلى الأصدقاء في قائمته البريدية تحكي أنّ سيّدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتّى جاء الموت واختطف روح الابن. فحزنت السيدة حزناً شديداً لموت ولدها وذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها عن الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة؟! أخذ الشّيخ الحكيم نفساً عميقاً وهو يعلم استحالة طلبها ثمّ قال : أنت تطلبين وصفة؟ حسناً، أحضري لي حبّة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً! وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها .. حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً. طرقت السيدة باباً، فتحت لها امرأة شابة فسألتها: هل عرف هذا البيت حزناً من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت: وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ وأخذت تحكي للسيدة أن زوجها توفي منذ سنة، وترك لها أربعة من البنات والبنين ولا من مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقَّ منه إلا القليل. تأثرت السيدة جداً وحاولت أن تخفف عنها، وقبل الغروب دخلت السيدة بيتاً آخر ولها نفس المطلب .. حبة خردل!! وعلمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً، وليس عندها طعام كافٍ لأطفالها منذ فترة. ذهبت السيدة إلى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعاماً وبقولاً ودقيقاً وزيتاً ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها وفي صباح اليوم التالي أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقاً، لكي تأخذ من أهله حبة الخردل. وبمرورالأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماماً أنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن. ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن. المغزى وراء هذه الحكاية هي أن الإنسان لا يعيش وحده بمعزل عن غيره من الناس. وإذا كنت حزيناً ومهموماً ومهما أصابك فتذكر أن غيرك قد يكون في وضع أسوأ بكثير. وما عاش حقاً من عاش لنفسه فقط . وهو ما يقودني إلى عرض اقتراح جدير بالتفكير والنقاش .. والتطبيق ممن يرى رجاحته. وهو قد وردني أيضاً من الأستاذ سعود ناصر رأيت مناسبة إلحاقه بالموضوع أعلاه، حيث لا يخلو بيت من فقد العديد من الأحباب والأقارب والأصدقاء، بل والعمالة التي يعمل أفرادها معنا. هؤلاء انقطع عملهم ... إلا من دعوات صادقة أو صدقات جارية .وتقوم الفكرة على حصر الأقارب والأصدقاء الموتى .وإهداء ريال واحد لكل شخص منهم من قبل كل فرد في العائلة كل شهر. تُجمع حصيلة المبالغ وتوضع كل شهر في وقف من الأوقاف المنوعة: مثلا شهر في وقف حفر آبار ... وشهر في بناء المساجد ... وشهر في تعليم وتحفيظ القرآن ... وشهر كفالة يتيم وشهر إفطار صائم ... وشهر سقيا حاج ... وشهر إطعام للفقراء .... وهكذا. ستكون هذه خير هدية نهديها لمن فقدناهم من الأحباب نُسعدهم بها في مثواهم المؤقت. نافذة صغيرة: [مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ.] حديث نبوي [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain