كم هي ثقيلة على اللسان الكلمات وثقيل على القلم مداد الكتابة الحزين وثقيل على نياط القلب رثاء/الاخ/ الصديق/الاستاذ/ الدكتور/ العميد/المفكر/البروفسور/ الانسان....علوي عمرعوض مبلغ العميد السابق لكلية الاداب _ بجامعة عدن وصاحب العنوان الاول لجامعة أبين ، والذي جمعتنا به المحبة والكلمة الطيبة ... وداعا أبو ضحكة جنان كما وصفته لي د.هيفاء مكاوي نائب عميد كلية الاداب للدراسات العليا والبحث العلمي صباح الاحد21مارس صباح الوداع الاخير لفقيدنا الراحل حينما كنا نعزي بعضنا بهذا المصاب الجلل، والاصعب من كل ذلك هي محاولة تجميع الاحاسيس والمشاعر والذكريات وترجمتها الى كلمات لكي ترثي بها المبلغ علوي فقيد الفكر والعلم والوطن ، وهل هناك أثقل على القلب من رثاء أنسان كانت الابتسامة والبساطة والسلوك الأنساني والتواضع العنوان الأول له والمحبة للناس والقرب منهم ودماثة الاخلاق أهم أهدافه في الحياة قبل أن يكون صاحب الالقاب العلمية والفكرية الدكتور والبرفسور ظل على الدوام الغني بمحبة أهله وأصدقاءه وزملائه في عموم الوطن الكبير... وعلى أمتداد حياته ظل نبعا للعطاء والرؤى والفكر والتفوق والتميز منذو كان طالبا في الابتدائية بقرية يرامس والاعدادية بزنجبار أبين وصولاالى الثانوية بمدينة الشعب في عدن وألتحاقه بكلية التربية بجامعة عدن وتخرجه بأول دفعة لها عام1978 بقسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية وتعيينه معيدا لتفوقه في الكلية عام1979, ليذهب بعد ذلك للدراسة العليا ويحصل على الماجستير 1982 من جامعة فريدريك شيلر قسم الفلسفة بألمانيا الديمقرطيه..المانيا الشرقية أيام الحرب الباردة ومايؤكد تفوقه ونبوغه العلمي وتميزه الانساني حين كرمته جامعته الالمانية بشهادة دولية 1981 كأفضل شخصية أجتماعية من طلاب أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وليعود مرة اخرى الى نفس الجامعة لينال الدكتوراه بتاريخ الفلسفة بنوفمبر1989 ويعود الى الوطن ليرتقى بمواقع علمية قيادية في جامعة عدن ابتداء من رئيس شعبة الفلسفة بكلية تربية عدن 90_91 ورئيس قسم الفلسفة 92_94 ثم نائب عميد كلية الاداب للشؤون الطلابية فور أفتتاحها 95_97، ، ويعين بعدها عميدا لكلية التربية صبر 98_ 2001 ، وخلال مشواره العلمي فقد أشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، كما انه عمل أستاذ للفكر العربي الاسلامي المعاصر في قسم الدراسات العليا منذو أفتتاحه في فبراير1992 ، ليواصل عطاءه وتفوقه ليحصل على لقب أستاذ مشارك في مجال الفكر العربي والاسلامي المعاصر وبنفس المجال حصل على لقب بروفسور ( أستاذ )في يونيو 2009، ليعود عميدا لكلية الاداب 2016_2020 وفي رحلته العلمية والعملية كانت له صولات وجولات وخصال حميدة وماأستطيع أقوله بهذا المقام أن بصمته ستظل مصاحبة لنا حين نتذكر فقيدنا الانسان علوي مبلغ رحمة الله عليه الذي كان يعطيك من الحماس قوة ومن العطاء نموذجا ومن الغياب اليوم حزن وغصة لكل من عرفه .. ولعلى مشاركاته المتميزة وحضوره في عديد المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والدولية ، حيث القى محاضرات تشهد بها جامعة حضرموت1997 وصنعاء1992 حول قضايا الفكر الاسلامي وكذا مشاركته في 21 ندوة ومؤتمر محلي تتعلق بقضايا ثقافية وديمقراطية والعنف والارهاب والمجتمع المدني ، كما تشهدعليها ايضا كلية الاداب بجامعة دمشق1997 حول الفكر العربي والاسلامي المعاصر، وجامعة بغداد 2002 بناء على دعوة اتحاد الاجتماعيين العرب حين قدم بحثه بعنوان( العولمة والتحديات العربية الراهنة) . كما قدم العديد من المؤلفات والكتب ابرزهها موجز الفلسفة للصف الثالث الثانوي القسم الادبي لمركز البحوث والتطوير التربوي ، والارهاب أوروبي المولد_أمريكي التهجين، والفكر العربي بين واقع التصحر الثقافي والجفاف المعرفي، الديمقراطية والتجر بة الانسانية ، الابداع _ الظاهرة الحضارية، الحضارة بين عالمي الحوار والتصادم ، القران الكريم ومنظومة المعرفة الانسانية ، الربيع العربي والخديعة الكبرى ، أهمية في صنع التطور البشري، ثنائية العروبة والأسلام في الفكر العربي وقدم عديد من البحوث العلمية ابرزها اللوحة المعجمية للفكر العربي المعاصر والنهضة العربية بين الامكانية والواقع، وأشكاليات المثقف النهضوي العربي، وعلاقة المثقف بالسلطة في المرجعية التراثية، وجامعة عدن وواقع تجربة الفلسفة والعقلية الاجتماعية ، والوظيفة ومهمات الثقافة العربية وأخريات من تلك الابحاث التي ستنهل منها اجيال الفكر العربي المعاصر والتي تعد ثروة فكرية ومرجعية لجامعة عدن وداعا دكتور علوي مبلغ، لعلى الصدمة ..أوقفت اليراع عن الكتابة لايام ليعجز الفكر من هول الخبر الصاعق لرحيلك ولكنها مشيئة القدر الذي اختارتك الى جوار ربك ، ولعلى خلط التعبير ودمجه حين جئنا نرثيك نابع من القلب وبشكل عفوي دون تحفظ ودون مصالح أو منافع بعد أن فاضت روحك ياصاحب الابتسامة العريضة فالدمع ينساب عليك.. رحلت عنا، ولكن لازال طيف أبتسامتك البشوشة والعميقة وروحك المرحة تحلق معنا وفينا وسنظل نتذكرك ونقول رحمك الله يادكتور علوي، فرحيلك مصابا جلل وخسارة فادحة على العلم والفكر والثقافة الوطنية والعربية وجامعة عدن والوطن بالعموم فأي مشعل للفكر قد أنطفأ وأي قلب توقف عن الخفقان فلك الرحمة والخلود ولأهلك وأبناءك وأسرتك الكريمة وزملاءك واصدقائك وتلاميذك ولكل من احبك وتعامل معك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون