العمليةالسياسية في اليمن دخلت المنطقة المظلمة التي أراد جميع الأطراف مغادرتهافي العام 2008م للمرة الثانية ذلك يعود بنا إلى العودة إلى أساس المشكلة. المرض الذي تعاني منه الجمهورية اليمنية سياسي مزمن إلا ان علاجه يفتقر إلىمختص , وكان يجب مغادرة مربع المصالح الدولية والإقليمية ومراكز القوىوالخروج من دائرة الوفاق إلى منطقة أكثر اتساع اسمها الاتفاق قد يكونالوفاق علاج صالح في حالة الخلاف ولكنه بالتأكيد غير ذلك في حال الاختلافوهذا ما علية الحال بين مكونات الجمهورية اليمنية كدولة اتحادية . كانت وما زالت قضية شعب الجنوب هي الأساس الذي تسببت للجمهورية اليمنيةبالاختناق السياسي ولان ثورة الشعب الجنوبي السلمية هي التي عطلت العمليةالسياسية بالطرق السلمية من خلال عدم مشاركتها في انتخابات 2008م ودخلتاليمن المنطقة المظلمة أول مرة وهو ما دفع شركاء العملية السياسية إلىالهروب الجماعي إلى اتفاق فبراير 2008م وتأجيل الانتخابات إلى 2010م فكانتالمرة الثانية التي عاد فيها الفرقاء في السياسة الحلفاء ضد الشعب إلىالمنطقة المظلمة , ليأتي الجميع اليوم وتحت الإشراف الدولي للعودة إلى نفسالمنطقة بل هذه المرة أكثر ظلام , ولان العملية السياسية اليوم في وضع يمكنمعه القول أنها بحاجة إلى مبادرة أخرى للخروج من الأزمة التي تعانيها . يشكلالاعتراف بجريمة حرب صيف 1994م التي شنها صالح من ميدان السبعين علىالجنوب والاعتذار لشعب الجنوب على تلك الحرب وما ترتب عليها من جرائممستمرة حتى يومنا هذا مرتكز أساس لايمكن تشخيص الأزمة في الشمال والقضية فيالجنوب إلا من خلال التوقف عنده . فإذا ما نظرنا إلى الحوار المفتوح فيصنعاء وما آل إليه من شلل أصبح معه عاجز عن الحركة سنجد سببه ان الأطرافعادة إلى مربع الصندوق ( انتخابات واستفتاء ) وما يقابله من مقاطعة لشعبالجنوب عن المشاركة وهذه المرة تحت إشراف دولي وإقليمي .
كان الحوار فرصةلم تحسن العربية اليمنية الاستفادة منها لأنها اعتمدت نفس السياسة الهروبوالمغالطة وخلط الأوراق ........... الخ ولكن إذا التزم الأطراف بالاعترافوالاعتذار لشعب الجنوب كان سيترتب عليه استقامة أعمال مؤتمر الحوار المفتوحوتقليص جدول أعمال الأجندة المفتوحة .
بالعودة إلى جدول اعمال القضيةالجنوبية الذي يشمل أربعة محاور سنجد ان الاعتراف بالجريمة والاعتذار كانسيؤثر فيها من خلال ان ذلك أولا سيحدد القضية في الطرفين الجنوب كمجني عليةفي الحرب والشمال كجاني الشمال كطرف معتذر والجنوب معتذر له فيكون بذلك تمتحديد جذر القضية الجنوبية بحرب صيف 1994م التي أعلنت يوم 27\ابريل\1994ممن ميدان السبعين وانتهت أعمالها العسكرية يوم 7\7\1994م يوم احتلالالعاصمة الجنوبية عدن وكل ما ترتب على هذه الحرب منذ إعلانها من قتل وسلبونهب مستمر حتى يومنا والتي تشكل في مجملها محتوى القضية الجنوبيةالمحور الثاني وعليه يكون المحور الثالث الخاص بكيفية الحل ( الآلياتالموصلة إلى الحل وليست الحل ). يكمن في البحث في الطرق والوسائل التي منخلالها سيتم إصلاح كل مالحق بالجنوب كدولة ومؤسساتها وما لحق بالأفراد ومنثم سيكون من السهل مناقشة الضمانات التي من خلالها يمكن عدم تكرار ما حدثوذلك من خلال قبول كل طرف باحترام سيادة كل طرف على كامل إقليم دولتهالمعترف بها التي دخل بها الطرفين في اتفاق 22\مايو\1990م . عدمالتشخيص والانتقال إلى مربع الحل مشكلة بحد ذاته والاعتماد على مراكزالقوى والنفوذ العسكري والقبلي والديني أوكل إلى الجاني تطبيب الضحية , انكل ما عملته المبادرة والأطراف الراعية أنها شرعت لكل الجرائم المرتكبة بحقالشعب وزيادة على ذلك منحت القتلة واللصوص حصانة , بينما لم تقدم حلول لأيقضية لأنها اعتمدت على مراكز القوى والنفوذ العسكري والقبلي والديني بينماأهملت العناصر المتخصصة والمثقفة كمؤسسات علمية متخصصة ( جامعات مراكزدراسات نقابات منظمات مجتمع مدني ... الخ ) بل وعمدت على تهميشها وكأنهاغير موجودة . انالمرحلة المقبلة ستكون هي الأكثر صعوبة على الكل لأنها لاتحمل أي رؤيةلان الحوار الحالي كحوار مفتوح لايمكن من خلاله الخروج بأي حلول لقضيةالجنوب وشعبة , هل سيعلن عن انتهاء الحوار المفتوح مبكرا , سننتظر مبادرةدولية جديدة قائمة على رعاية مفاوضات مباشرة بين الجنوب والشمال , أم انهسيتم إجبار شعب الجنوب إلى مغادرة مربع السلمية برعاية دولية .