ما أجمل كلمة الاعتذار وهي ثقافة راقية لا يعرفها الجهلاء والغاية منها نبيلة وبذات عندما تصدر من نفس الشخص الذي يريد يكفر عن سيئته وافعاله القبيحة ويلتزم بعدم تكرارها . ربما من السهل اللفظ بالاعتذار من مرتكبي الاخطاء والافعال والجرائم ولكن من الصعب قبولها من المعتذر له وبذات حينما يشعر ان من اعلن الاعتذار لازال يمارس ذلك السلوك والنهج ولم يعترف ويقر بما ارتكبه .
طالعتنا حكومة الوفاق الوطني في صنعاء قبل امس اقرارها ان السلطات السابقة المسئول الاول وليس الوحيد عن حرب 1994م وحروب صعدة .
وتابع " لذلك كله وتحقيقا للمصلحة الوطنية العليا فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994م وحروب صعده أو شاركت فيها تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعده وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى - ممن كانوا ضحية تلك الحروب ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة.....تدعو إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي".
اذا قمنا بتفسير تلك المفردات والمعاني السابقة الذكر لاتضح جليآ ان الاعتذار فيه تدليس وتضليل ولايمكن ان يمر على الشعب في الجنوب الذي يسعى الى تحقيق الهدف الذي ضحى من اجله شهداء الثورة السلمية الجنوبية .
الاعتذار المدلس جاء هزيلآ ومخالفآ الشرع والعرف والقانون والمعاهدات الدولية بكونه سواء بين الجاني والضحية وارد اعفاء المتهمين عن ما ارتكبوه من جرائم وايدهم على الاستمرار في القتل والسلب والنهب للثروة في الجنوب .
الحوار الوطني المزعوم في صنعاء وصل الى نهاية مميته ، والاعتذار يراد فيه اعادة اعضاء الحوار من الجنوبين المشاركين فيه والذين رفضوا وتوقفوا عن الاستمرار في هذه المسرحية الهزيلة الذي تنبهوا لها متاخرآ .
هذا ليس اعتذار هذا استخفاف بعقول البشر لما فيه من تناقض واضح وانكار وتجاهل لما يحدث في الجنوب الفقرة الاخيرة منه تشير ..... إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي .
بينما الشعب في الجنوب يعتبرون الوحدة اليمنية انتهت بالحرب وباجتياح الجنوب في 94م واستعماره وهو باعتراف واقرار القوى نفسها التي شنت الحرب .
بالاخير الاعتذار المشار اليه مجرد عن معناه وقيمته الحقيقة وهو كلام في فضاء طلق ،ولايمكن ان يتصوره عقل او منطق بهذة الطريقة .