عندما تخترق جدار الخيال ،وتبحر ضد تيار هواك فهذا يعني انك عاشق،عندما ترى افكارك تزحف نحو الظلام وتعيد رسم طريقها في اتجاه النور فهذا يعني انك واثق،عندما ترمي سنارة حبك في بحر الشوق فتصطاد اسماك الحنين فهذا يعني انك مغامرُ مارق، وعندما تلخص ملامح الجمال في شخص دون ان تراه فهذا يعني انك فارس وحاذق،ولكن عندما تتجلى كل هذه الصفات في شخص واحد ،وتتشابه صفاتك في صفاته،وماتحبه انت هوا ايضا حبه، وماتكرهه انت بالتاكيد هو يكرهه ،فهذا يعني أنه قطعة من روح ونبض من فؤاد واكسير حياةِ ،وبرج سعادة شاهق . لكِ أكتب ومنك استلهم الكتابه وبكِ تزداد الحروف جمالا...كل يوم اقعد انا وانتي على طاولة واحده في احد مطاعم الخيال،نشعل الشموع وننفرد بارواحنا ولاشيء يفصلنا عن بعض سوى اجسادنا،ولاشيء يعكر صفونا سوى البعد،نرى الشوق يلعب حولنا،يبادلنا الضحكات ،ويمسح الاهات من على مقاعدنا ومن على طاولتنا.
وفي انسجامنا بالحديث تاتينا رغبة بتناول بعض من شراب الحنين وقليل من فاكهة اللهفة،فتنناولهما بابتسامات متبادله وهمسات قلوب عاشقة، وهكذا كل يوم تأتينني في خيالي فنزور هذا المطعم وهذه الطاولة وتلك المقعد.
أتساءل:كيف يمكن احتمال ذلك...الحب المتبادل موجع بل إكثر إيلاماُ من الحب الفاشل...لا شيء يشفي غليله سوى الاحتراق المشترك أو الموت المشترك...ولا نملك حتى حق الخيار بينهما...أيتها الغجرية لقد استطعتِ أن تنفذي إلى دمي،إلى الأعماق
وتبحرين فيه بمهارة عالية..أحبك أيتها الغجرية،قلتها لك فجأة وصمتُ طويلاً...وصمتِ أيضاً..وعرفنا كيف يصير الصمتُ نهرا من الابتسامات اللانهائية.
حينما يأتي طيفك،تتهاوى كل الأحزان،وتبقين أنتِ، تركضين فوق خرائط الحب ،و ترحلين عبر سهول العشق،وحبي لكِ أبديٌ ونجمُ لاينطفئ...في عنق الفرح كان لقاؤنا،لم نغادره حتى الساعة،ماذا أٌقول لك،غير أن قلبي يذبحه الحزن ب خنجر بُعدنا،وأعتقد أن رحلة الزحف فوق الشوك انتهت،والركض فوق الزجاج المطحون ايضا قد انتهى.