( لأغيبه لأغيبه) هاهي ذي الذكرى الرابعة لرحيله تطل علينا اليوم الخميس من جديد تذكرنا برحيل واحد من أكثر الفنانين روعة في الأداء وانزواءَ حين يحين العطاء ، أنه الفنان : يوسف أحمد سالم ولد الفنان في مدينة عدن مديرية الشيخ عثمان في 3/ نوفمبر عام 1932م وتوفي عام 26/1/2008م عن عمر ناهز76 عام. في هذه الوقفة مع ذكرى الرحيل نستذكر أغنية( لأغيبه لأغيبه) ،وخاصة ( من بعد ماولى وغاب عذب فؤادي عذبه ) .ولى وغاب الفنان يوسف عن دنيانا الفانية (من كثر حرماني الطويل ) نعم حرم هذا الفنان من حقه في حياة عادية كبقية خلق الله رغم صوته الشجي وطبعه السموح ونقاوة روحه . البحر علمه البحر الذي انتزع منه رزقه الصبر وطول البال بل الهزء من منغصات الحياة لولا شظف العيش وضيق ذات اليد لاعتكف في مكان قصي كأحد الزهاد بعيدا عن الناس . الوتر كان سلواه والبحر كان نجواه ، راحت أنامله تغازل وتر البحر تارة ووتر الغناء تارة أخرى ، في وترة الأول يتهادى مع النغم وفي وترة الثاني يهدهد الموج . يموت في الغربة من ناقل القول تأكيدنا بأن صوته كان شبيها بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب من حيث الرصانة والامتداد حتى لقب من قبل من عرفوه عن كتب بعبد الوهاب اليمن ، هذا الفنان كغيره من الفنانين الخالدين لم يلق حقه من التبجيل حتى أخر سني حياته وانتهى به المطاف عجوزا هرما في إحدى زوايا ملجئ العجزة في الشيخ عثمان ،لولا لطف الله و وأنتشاله من براثن تلك النهاية الحزينة من قبل الفنان خالد السعدي المقيم في الأمارات ليموت في الغربة بعد معاناة مع المرض . يوم وطني للوفاء للفنان . ولربما هي مناسبة كنا قد أثرناها في ذكرى رحيله السابقة وهي لماذا لاتوظف ذكرى اليوم الأول لدخول الفنان يوسف أحمد سالم إلى ملجأ العجزة يوما للتضامن مع الفنان ؟ قبل يوم رحيله وقبل أن ينضب عطاءه ذلك أن الفنان قيمة وليس وظيفة اعتيادية ، وتكرر في هذه الذكرى مطلبنا السابق حتى تصبح ترنيمة " لاغيّبُهْ لاغيّبُهْ " للفنان الراحل يوسف تذكرنا بهؤلاء الذين رحلوا تاركين في حناجرنا غصة ليس فقط في يوم الرحيل بل بعد سنوات من الرحيل نتمنى أن تزول تلك الغصة بتخصيص يوم وطني للوفاء للفنان .
مع السلامة غنى للشعراء :عبدالله عبده الكريم ، قيس غانم ، وإسكندر ثابت ، وأحمد سيف ثابت، وأحمد مفتاح ، واسكندر عبده قاسم ، وعبده على البعيصي وعبد الجبار عبد الصمد ومحمد حسين الكبشي وغيرهم من الشعراء . غنى من الحانة كلا من الفنانين :علي قاسم ومحمد صالح همشري ورجاء باسودان ومحمد علي كعدل وكفى عراقي ومنيرة شمسان ومحمد عبده سعد وغيرهم . ومن أهم تلك الأغنيات التي مازالت الناس يتغنون بها في مناسبات الوداع والسفر :أغنية (لاغيبه لاغيبه) وهي من كلمات الشاعر الكبير عبد الله عبد الكريم ويقول مطلعها : لاغيبه ..لاغيبه أيش غيرّه أيش حجّبة من بعد ماولىّ وغاب عذّب فؤادي عذّبة من كثر حرماني الطويل ليته يحن قلبه قليل ناسي العهود الجميل قلبي عليه... لاغيبة وأغنية " مع السلامة " من كلمات الشاعر عبدالله عبد الكريم والذي يقول مطلعها : مع السلامة ياغالي علينا مع السلامة بالسلامة تعود الينا بالسلامة مع السلامة مع السلامة مع السلامة يا أغلى الناس بالسلامة ترجع ثاني سلامي منك بالقرطاس نسيني همي وأشجاني وأغنية "ذبلت خدود القمر: مطلعها : ذبلت خدود القمر شابت دراية الشمس من كثر طول السفر بين الرجاء والغياب ومن أهم أغاني العتاب أغنية ذايعة الصيت ( ليش الحلى يزعل) من كلمات الشعر محمد حسين الكبشي ويقول مطلعها : ليش الحلى يزعل ماله على اصحابه لايوم يتعقل ويرجع لاحبابة وأغنية "دي سلب عقلي جماله " من كلمات الشاعر أحمد سيف ثابت والحان عبدالله حيدرة دي سلب عقلي جماله ليلي باسامر خياله باأسأله عما جرى له ماالسبب يقطع وصاله طول عمري ماأشتكيت من عذاب أو بكيت بس ياليته ياليت يعترف باللي وشئ له وأغنية " لا لا ياحبيبي "من كلمات الشاعر عبدالله عبد الكريم لا لا ياحبيبي لاتغيب عني لا خليك بس جنبي دايم ياحلا ياللي في جمالك ........ الملا ايش عين المها أيش أيش ظبي الغلا لا لا ياحبيبي .. لاتغيب عني لا وأغنية بطلنا السهر : بطلنا السهر بطلنا خليكم شاهدين بطلنا نعشق ونغني إلا للحلوين وعيون الحلوين
وهناك الكثير من الأغاني العاطفية والوطنية غنى للبحر " ساكن في البحر " غنى للصياد وغنى للحياة " ياسلمى أنا جبت الحطب والماء " وغيرها . غنى للاطفال : " جده عمية فتحي "و" الطفل اليماني " و"والطفل وأكل الشارع" و" روضتنا روضتنا " . رحمة الله عليك يايوسف حين نغادر ذكرى سنوية الفنان يوسف أحمد سالم تقف الذاكرة عند زوايا من بهو عطاءه الفني ومنها تلك الترنيمة من أغنية " ذي سلب عقلي جماله " وخاصة ذلك البيت " طول عمري ما اشتكيت من عذاب أو بكيت " .. رحمة الله عليك يايوسف .