انعقدت محكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بمقر أكاديمية الشرطة، بالقاهرة، في المكان نفسه الذي شهد محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ورموز نظام حكمه في قضية قتل المتظاهرين. فيما تظاهر أنصار مرسي في أمكان متفرقة بالقاهرة والمحافظات. تظاهر أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في عدة أماكن ف القاهرة، منها أمام مقر المحاكمة بضاحية القاهرة الجديدة، وأمام المحكمة الدستورية العليا بحي المعادي، وقطعوا طريق الكورنيش، كما تظاهروا أمام دار القضاء العالي، وأصدرت قوات الأمن تعليمات بمنح الموظفين والقضاء بالدار إجازة اليوم الاثنين.
ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي وآخرون معارضون له في الإسكندرية، ولم تسفر عن قتلى.
ورددوا هتافات منددة بالمحاكمة، والحكم العسكري، منها: "سيسي يا سيسي.. مرسي هو رئيسي"، "الشعب يحيي صمود الرئيس"، "يسقط حكم العسكر"، "باطل.. السيسي باطل.. عدلي منصور باطل.. حكم العسكر باطل". ورفعوا شارات رابعة العدوية، وصورا لمرسي، وصوراً للقتلى في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب الجاري.
وأغلقت قوات الأمن والجيش الميادين الرئيسية بالقاهرة، بالأسلاك الشائكة والمدرعات والدبابات، ومنها: ميدان التحرير بوسط القاهرة، ميداني الجيزة ونهضة مصر، رابعة العدوية، مصطفى محمود، ومنعت المرور فيها.
وتشهد المحاكمة إجراءات أمنية مشددة، وقدر أعداد القوات المكلفة بعملية التأمين نحو 20 ألف جندي وضابط من الشرطة، يعاونها قوات أخرى من الجيش بمدرعات ودبابات، فيما اشتركت الطائرات في عملية التأمين أيضاً، وشوهدت طائرات تحلق في سماء القاهرة الجديدة، وأعلى أكاديمية الشرطة.
وكان نصيب مقر المحاكمة وحدها أربعة آلاف ضابط وجندي، و30 سيارة مدرعة، و30 سيارة مصفحة. كما انتشرت في أنحاء الأكاديمية، ولاسيما أبوابها الكلاب البوليسية المستخدمة للكشف عن المتفجرات والمخدرات.
وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤيدة إلى مقر المحاكمة أمام السيارات، وأخضعت جميع القادمين إلى المحاكمة للتفتيش الشخصي، ولاسيما من يدخلون إلى قاعة المحاكمة، من الإعلاميين، ومنعت دخول الكاميرات والتليفونات النقالة.
ويتولى الدفاع عن مرسي فريق من المحامين على رأسهم الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسي السابق.
ورفض القاضي بدء المحاكمة إلا بعد ارتداء الرئيس المعزول محمد مرسي، لاسيما أنه يرتدي ملابس ملونة، وتعتبر الملابس البيضاء، مخصصة للمحبوسين احتياطيا.
ورصدت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان تضارب في مواقف أسرة الرئيس المعزول محمد مرسى، وبين مواقف جماعة الاخوان قبل 24 ساعة من محاكمة الرئيس السابق.
وقال عماد حجاب، المشرف على فريق مراقبة محاكمة الرئيس السابق المعزول، محمد مرسى، أنه تم رصد هذا التضارب من خلال ما ذكره حسين مرسي، شقيق الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرا إلى أن حسين قال إن شقيقه لن يحضر جلسة المحاكمة، لعدم موافقة شقيقه على صحة محاكمته التي تحتاج لموافقة مجلس الشعب، ولفت إلى أنه في الوقت نفسه طالب قضاة مصر بالعدل مع شقيقه، مما يشير الى تناقض شديد بين مطالبته بالعدل مع شقيقه في حين أنه يؤكد عدم حضوره.
وأضاف حجاب أنه تم رصد موقف آخر من اسرة الرئيس السابق وهو ما ذكره أسامة مرسى نجل الرئيس المعزول محمد مرسى، حول إن أسرته لن تحضر محاكمة والده، لأنها لا تعترف بشرعية هذه المحاكمة، وأعتبر أن والده مختطف ومحتجز كرهينة، وهو ما يشير الى عدم وجود تنسيق داخل اسرة الرئيس المعزول بشأن محاكمته.
وأوضح حجاب أن هناك اتجاه لدى محكمة استئناف القاهرة في منع البث التلفزيوني على الهواء مباشرة في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في أولى جلسات المحاكمة، والقيام بتسجيلها وإذاعتها في أي وقت آخر بعد تهديدات جماعة الاخوان بممارسة العنف في المجتمع أثناء المحاكمة.
وانتقد حجاب تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الاميركي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري، بأنه تم الاتفاق على أن تتم محاكمة الرئيس السابق محاكمة عادلة، معتبراً أنها تعتبر تدخلاً في شؤون القضاء المصري.